-

عربي دولي

تاريخ النشر - 13-07-2018 10:18 AM     عدد المشاهدات 386    | عدد التعليقات 0

الصلاة في (الأقصى) حلم شبان فلسطين

الهاشمية نيوز - باتت الصلاة في المسجد الأقصى المبارك، حلماً يراود الشبان الفلسطينيين، حيث تمنع قوات الاحتلال من هم دون سن الـ(40) عاماً من دخوله، إلا من خلال تصاريح خاصة، تمنح لعدد قليل منهم. وتحول الإجراءات الإسرائيلية وما يرافقها من إغلاق وحصار لمدينة القدس المحتلة، دون زيارته وشد الرحال إليه، من قبل الآلاف من شبّان الضفة الغربية، الذين يستقبلون شهر الصيام، كل عام، بلوعة الصلاة في أولى القبلتين.
المسجد الأقصى المبارك هو رمز عقيدة المسلمين، حيث بناه الأنبياء، وانتسب إليه العلماء، وسكنه وشدّ الرحال إليه كثير من الأولياء، وسقطت على أرضه قوافل الشهداء تترى.. وهو عقر دار الإسلام في نهاية الزمان، وأهله مرابطون الى يوم الدين، وعلى أرضه وفي أكنافه تعيش الطائفة الظاهرة المنصورة.. فلا غرابة إذن في أن تهفو قلوب المسلمين على أولى القبلتين، وثاني المسجدين، وثالث الحرمين الشريفين.
وخلال سنوات ما قبل انتفاضة الاقصى، إعتاد الفلسطينيون من مختلف المناطق على شدّ الرحال إلى المسجد الأقصى خلال أيام شهر رمضان المبارك، لا سيّما في أيام الجمعة من الشهر الفضيل، طمعاً في الأجر، خاصّة وأن الصلاة فيه تعدل (500) صلاة، كما أن الأجور مضاعفة في رمضان.
وفي كل قرية أو مدينة أو مخيم في فلسطين كانت غالبية شركات النقل والحافلات المحلية تعمل على ترتيب الرحلات للمسجد الأقصى خلال شهر رمضان المبارك باستمرار، وكانت هذه الرحلات تستغرق يوماً كاملاً حيث تبدأ من الفجر وتستمر حتى وقت الغروب في محاولة من المصلين لإستغلال كل دقيقة لقضائها في رحاب الأقصى الطاهرة.
لكن مع الأحداث الأخيرة، والتصعيد الإسرائيلي المحموم ضد القدس ومقدساتها، توقفت مثل هذه الزيارات، وحرم الآلاف ممن تعلقوا بالمسجد الأقصى المبارك من زيارته، بعد أن أغلقت قوات الاحتلال كافة الطرق والمنافذ المؤدية الى المدينة المقدسة، وعزلتها عن محيطها الخارجي.
يمضي عام ويأتي آخر، والأقصى المبارك يفتقد لعشرات الآلاف من زوّاره الذين اعتاد على وجودهم فيه، في مثل هذه الأيام المباركة، شأنه شأن شقيقيه (المسجد النبوي والمسجد الحرام)، اللذين تمتلئ ساحاتهما يومياً بمئات الآلاف من المصلين في شهر رمضان، وعلى الرغم من محاولات البعض المتكررة زيارة المسجد الأقصى المبارك في رمضان من كل عام، الاّ أن محاولاتهم عادةً ما تبوء بالفشل، نظراً للتشديد «الأمني» منقطع النظير على المدينة المقدسة.
مراد العجولي (29) عاماً، من رام الله، أوضح لـ»الدستور» أنه ينتظر شهر رمضان بفارغ الصبر كي يصلي في المسجد الأقصى المبارك، ويستمتع بالأجواء الرمضانية فيه، لافتاً إلى أنه يحرص على هذه السنة الحسنة، ليعيش بهجة رمضان المصاحبة لزيارة الأقصى، من خلال مشاهدة جموع المصلين، والإفطارات الجماعية مع الأهل في باحاته، وسماع مدفع الإفطار، غير أن رحلته هذه باتت محفوفة بالمخاطر، إذ غالباً ما يتعرض للقنابل الغازية، والرصاص المطاطي، الذي يطلقه جنود الاحتلال المنتشرون على الحواجز العسكرية، على الشبان، لثنيهم عن الوصول إلى المسجد المبارك.
ويوضح العجولي، أنه وزملاءه، يضطرون لسلوك طرق إلتفافية، وبعيدة، لتفادي حواجز الاحتلال، وإحياناً يستعملون «السلالم» الخشبية، للقفز عن جدار الفصل العنصري، الذي يطوّق أطراف المدينة، وفي أحيان أخرى، يدخلون من بين الأسلاك الشائلة، بعد تقطيع أجزاء منها!!.
وعبثاً يحاول أحمد البعادي (34) عاماً، من بلدة يعبد قرب جنين، في كل جمعة التوجه إلى المسجد الأقصى المبارك، لكنه عادة ما يصطدم بحواجز الاحتلال التي تعيده من حيث أتى، ويقول لـ»الدستور»: «أشعر بالمرارة عندما أعود إلى بيتي، وحين يسالني أطفالي إذا ما كنت قد أديت الصلاة في المسجد الأقصى، لا أعرف بما أجيبهم».
وفي ظل الظروف الراهنة التي تشهد تصعيداً احتلالياً، يظهر بتشديد الخناق على مدينة القدس المحتلة، وتسارع وتيرة الأنشطة الاستيطانية في محيطها، يدرك الشبان الفلسطينيون أن وصولهم الى المدينة المقدسة بات يشكل معجزة خارقة، الاّ أنهم لا زالوا متمسّكين بمسجدهم، ومقدساتهم الأخرى في رحاب القدس العتيقة.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :