-

كتابنا

تاريخ النشر - 25-06-2018 09:26 PM     عدد المشاهدات 668    | عدد التعليقات 0

هل نحن مستعدون للإصلاح ؟!

الهاشمية نيوز -


ميار شحادة
هل نحن مستعدين للإصلاح؟!

يقول المفكر الرائع العظيم الراحل #جورج_طرابيشي "كل حديث عن الإصلاح السياسي مع الابقاء على المنظومة المعرفية القديمة و المفاهيم التقليدية إنما هو نقش على ماء" الإصلاح كلمة ثلاثية الأبعاد كيف نفهم ذلك هناك مقولة في #موروثنا_الديني حسب مفهومي الخاص و ليس حسب المفهوم الدارج "إنما الأعمال بالنيّات وإنما لكل امرئ ما نوى" كيف يكون الاصلاح مفهوما ثلاثي الأبعاد الأول يتلخص بالعمل لأنها تقدمت على النية العامة و النية الخاصة للمسؤول و ايضا النية الخاصة لأفراد المجتمع اما الثانية فهي النية العامة و يقصد بها هنا الإرادة الحقيقية للاصلاح و الانتاج اما النية الخاصة بالمسؤول و الخاصة بالفرد هي نتاج النية العامة للمجتمع،

دولة رئيس الوزراء الدكتور #عمر_الرزاز شخصية و لغاية الآن اجراءاته غاية في الروعة الخطوة الرائعة التي سرى بها الدكتور الرزاز وهي الغوص في الورقات النقاشية الملكية لأن فيها الشئ الكثير من السير على خطة الدولة المدنية الراقية الزاهية المطلوبة الإصلاحات التي يقوم بها الدكتور الرزاز اصلاحات نوعية حيث القيام بتخفيف الرواتب الحكومية بل و قد بدأ بالوزراء و هذه احدى النقاط الموجودة في الورقات النقاشية كما انها احدى التوصيات التي ارسلها الدكتور الرزاز الى جلالة الملك و التي على ما يبدو اسمعت صدى كبيرا بدليل تطبيقها كما انه يحاول وقف صهريج الفساد رويدا رويدا حيث بدأ بدائرة مكافحة الفساد حيث اوقف رئيسها وصادر امواله و كذا الحال في كل دائرة و مؤسسة و لكنها بحاجة لوقت و على الجميع أن يعوا ذلك،

و لكن السؤال الأهم في ظل هذه الاجراءات التي يقوم بها الدكتور الرزاز هل المجتمع مستعد للاصلاح من ناحيته؟! عندما تكلم جلالة الملك عبدالله الثاني عن اهمية الكلام و الافصاح و التحرك المجتمعي ما قصده جلالة الملك هو تغير النهج التفكيري للمجتمع و التشارك على نقاط مشتركة وليس اختزال الوطن بفكرة اما انا او انت لأن المرحلة تقتضي ان نكون متشاركيين و هدفها التنوع و استخدام جميع المعطيات بنوعية و ذكاء لتشكيل ما يسمى العقد الاجتماعي هل نحن مستعدين لتخلص عن أيديولوجياتنا و اعادة توجيه بوصلتها للوطن عامة؟! هل نحن جاهزين لتخلص من افكار و عقود مجتمعية بالية مثل العشائرية و الحزبية الموحدة و المناطقية؟! هل نحن جازيين لتقبل النقد حتى لو توجه تجاه اي احد او اي فكرة؟! هل نحن مستعدين لتخلص من بناء افكارنا العقائدية و العاطفية و الموروثة؟!،

ذكرتني هذه التساؤلات بمقولة لراحل العظيم #الطرابيشي "العقل لا يكون عقلا إلاّ إذا كان نقديا" و اتبعها قائلا "مجتمع يريد الديمقراطية في السياسة ولا يريدها في الفكر ولا على الأخص في الدين هو مجتمع يستسهل الديمقراطية ويختزلها في آن معا" و قال أيضا "عدو الديمقراطية هو تصوير الديمقراطية على أنها الخلاص وكبرى مشكلات العالم العربي أننا اختصرنا الديمقراطية إلى أحد مظاهرها وهو صندوق الاقتراع" و من جمله الكثيرة نستطيع القول قبل المطالبة بتغير مجلس البرلمان ليس حلا عمليا اطلاقا فقبل الاختيار يجب وضع معايير الاختيار و وضعها على المجتمع و تعليمها له فأن نعطل البرلمان عشر سنين خير من بقائه سلبيا بلا حراك فالقراءة و الوعي يحتاجان وقتا حتى نقتنع بفكرة التشارك و التنوع من مقولات الطرابيشي "من قبل ما كنت أقرأ -والقراءة هوايتي الكبرى- إلا مع أو ضد ومن بعد صرت أقرأ بعيداً عن همّ المع أو الضد من قبل كنت أقرأ لأحكم ومن بعد صرت أقرأ لأعرف من قبل كنت أرد كل ما أقرأه إلى ما أعرفه.. ومن بعد صرت أنطلق مع كل ما أقرأه إلى ما لا أعرفه" و اضاف قائلا "إن الانفتاح على الحداثة هو الذي يمكن أن يطرح على التراث أسئلة جديدة وأن يستنطقه أجوبة جديدة وأن يعيد صياغته في إشكاليات جديدة"،

بالنهاية عدونا الجهل و لا غيره اصلحوا منظومتنا بالنقد و السؤال لينتج وعيا كافيا للمضي قدما،

ليتنا نعي و نتعلم يوما.

#هنا_الاردن
#



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :