-

عربي دولي

تاريخ النشر - 30-03-2018 09:39 AM     عدد المشاهدات 449    | عدد التعليقات 0

محللون: مصير إدلب رهن استراتيجية أنقرة

الهاشمية نيوز - بعد اقتراب سقوط الغوطة الشرقية، آخر معقل لمقاتلي المعارضة قرب دمشق، تستقطب محافظة إدلب اهتمام كل من روسيا وتركيا، ويتوقف مصيرها بحسب محللين، على قدرة أنقرة على توسيع سيطرتها في شمال غرب سورية عبر تقليص نفوذ هيئة تحرير الشام، الأقوى ميدانيا.
وخسرت قوات النظام السوري محافظة إدلب منذ صيف العام 2015، إثر سيطرة تحالف فصائل جهادية وإسلامية عليها، لكنه سرعان ما تفكك إثر جولات اقتتال داخلي تطورت إلى صراع على تقاسم النفوذ.
وتسيطر هيئة تحرير الشام (النصرة سابقا) حاليا على نحو 60 في المائة من إدلب الحدودية مع تركيا، بينما تنتشر فصائل أخرى إسلامية منافسة في مناطق أخرى. وتمكنت قوات النظام بدعم من مجموعات مقاتلة تدعمها إيران من استعادة السيطرة مؤخرا على مطار أبو الضهور العسكري وعشرات القرى والبلدات في ريف ادلب الجنوبي الغربي، بغطاء جوي روسي.
ويقول الباحث في المعهد الأميركي للأمن نيك هاريس لوكالة فرانس برس إن ادلب "موضع سباق بين روسيا وتركيا، وسيعتمد مصير المحافظة على تصميم (الرئيس التركي رجب طيب) أردوغان على تحدّي (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين في سورية".
ويضيف "يتجمع أكثر خصوم الأسد شراسة في إدلب، وقد يغري الأمر روسيا كثيرا لإعطاء النظام الضوء الأخضر لشن هجوم في المحافظة".
وتدعم موسكو بقوة النظام السوري، وساهم تدخلها العسكري المباشر في الحرب في تغيير موازين القوى على الأرض لصالح النظام الذي خسر في السنوات الأولى مساحة واسعة من الاراضي.
وفي ادلب هيئة تحرير الشام وفصائل إسلامية وعشرات الآلاف من المقاتلين الذين تم اجلاؤهم على مراحل من مناطق مختلفة بموجب اتفاقات مع دمشق، آخرها من الغوطة الشرقية بإشراف روسي مباشر.
وانضمت إدلب وأجزاء من محافظات أخرى مجاورة في أيلول (سبتمبر) الى مناطق خفض التوتر في سورية، بموجب محادثات أستانا التي ترعاها روسيا وايران، الحليفة الاخرى للنظام، وتركيا الداعمة للمعارضة.
وتطبيقا للاتفاق، انتشرت قوات تركية في ثلاث نقاط مراقبة داخل الحدود الإدارية لإدلب منذ مطلع العام. ويرى الباحث في مجموعة الأزمات الدولية سام هيلر أن هذا الانتشار منع "قوات دمشق من التوغل في الداخل الإدلبي".
ويجمع المحللون على أن تركيا التي تشكل إعادة مئات آلاف اللاجئين السوريين الموجودين لديها الى سورية أحد أكبر هواجسها ولطالما أيدت وجود منطقة عازلة قرب أراضيها، غير مستعدة لاستقبال موجات جديدة من النازحين قد يرتبها أي هجوم محتمل للنظام السوري على ادلب المكتظة سكانيا.
ويرى هيلر من جهته "أن إدلب لم تعد بين أهداف دمشق حتى اشعار آخر (...) ويتوقف مصير المحافظة على ما يدور خلف الكواليس من اتفاقات روسية تركية".
ويؤكد محللون ان هذه المحادثات ترسم الخريطة الجديدة لسورية بعد نزاع مدمر مستمر منذ سبع سنوات. ويلمح كثيرون إلى أن تدخل تركيا الذي أدى إلى انتزاع عفرين أخيرا من أيدي الاكراد يدخل ضمن إطار هذه التفاهمات. ويندرج في إطار هدف آخر للمنطقة العازلة المطلوبة تركيا، وهو إبعاد الاكراد عن الحدود التركية.
إلا أن تركيا التي تدعم الفصائل الإسلامية الموجودة في إدلب لا تتمتع بالنفوذ نفسه على هيئة تحرير الشام. وبالتالي، فإن حسم مصير إدلب قد يمر بقتال داخلي جديد.
وتبقي هيئة تحرير الشام، بحسب هيلر، "سيطرتها على مفاصل المنطقة الأكثر حيوية، وهي تمسك بالشريط الحدودي ومعبر باب الهوى بالإضافة الى مدينة إدلب، مركز المحافظة". وتتحكم بالحواجز الحدودية مع تركيا التي تتدفق البضائع والسلع عبرها من والى ادلب، وتؤمن تمويلها من خلالها.
وتحاول حكومة الانقاذ الوطني التي تشكلت قبل أشهر في ادلب، وتعد بمثابة الذراع المدني للهيئة، فرض سيطرتها على المجالس المحلية والمنشآت المدنية، وتتحكم بمصادر الدخل الرئيسية وتفرض الضرائب تباعا على الأسواق والمحلات التجارية.
وقبل أسابيع، انضوت حركة أحرار الشام الاسلامية، حليفة هيئة تحرير الشام سابقا، مع حركة نور الدين الزنكي، فصيل اسلامي معارض، تحت مسمى "جبهة تحرير سورية".
وشن هذا التحالف المدعوم من تركيا قبل بضعة أسابيع هجوما على مواقع لهيئة تحرير الشام وتمكن من طردها من عدد من المناطق أبرزها مدينتا أريحا ومعرة النعمان.
لكن يبدو إلحاق الهزيمة بهيئة تحرير الشام من دون مشاركة تركية مباشرة الى جانب الفصائل المعارضة في إدلب يعتبر أمراً صعباً.
ويعرب الباحث في المركز الدولي لدراسات التطرف في لندن حايد حايد عن اعتقاده بأن الهزائم التي منيت بها الهيئة مؤخرا "كسرت الهالة العسكرية" التي كانت تحيط نفسها بها على اعتبار أنها "قوة لا يمكن قهرها".
ويوضح أن خسائر الهيئة الأخيرة "كسرت حاجز الخوف ليس عسكريا فحسب بل مدنيا".
ورغم ذلك، يرى هاريس أن هيئة تحرير الشام تبقى "القوة العسكرية الأكثر نفوذا لناحية دهائها، أكثر من قوتها القتالية"، مشيرا الى انها "تحتفظ بسلطة منظمة اجتماعيا تجعلها بالفعل الأولى بين قوى متساوية".
ويضيف "تركيا وليس أي فصيل معارض آخر، ستشكل القوة الحاسمة ضد هيئة تحرير الشام". - (ا ف ب)






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :