-

اسرار وخفايا

تاريخ النشر - 18-02-2018 06:52 PM     عدد المشاهدات 496    | عدد التعليقات 0

قلق متزايد يعتري الملك سلمان من هذه المسالةَ

الهاشمية نيوز - تتحدث أوساط دبلوماسية وعربية هذه الأيام عن تزايد منسوب القلق لدى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز من تدهور علاقات المملكة مع الأنظمة الملكية العربية وخاصة في الأردن والمغرب ، وأنه بدأ يتدخل في إدارة هذا الملف الذي كان يشرف عليه الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد.
وقالت مصادر خليجية أن تأسيس جيش إلكتروني من آلاف الموظفين لمهاجمة دول عربية لا تلتزم بالسياسات السعودية بالكامل، والتطاول على رموزها لعب دورا كبيرا في تأزيم العلاقات مع هذه الدول، إلى جانب استخدام سلاح المساعدات المالية كورقة ضغط.
وكانت سياسة المملكة طوال العقود السابقة ترتكز على إقامة تحالفات استراتيجية عالية المستوى مع دول مثل المغرب والأردن الى جانب دول الخليج، ودرست فعليا ضم البلدين المذكورين (الأردن والمغرب) الى مجلس التعاون الخليجي باعتبارهما المخزون “السني” الرئيسي في مواجهة “التمدد” الإيراني في المنطقة.
وفي ظرف شهور، تدهورت جودة العلاقات بين السعودية وأنظمة ملكية لتضاف الى علاقات متوترة مع العراق وسوريا، وباردة مع تونس والجزائر والسودان.
ويؤكد هؤلاء الدبلوماسيون أن المملكة كانت تتبنى معيارين أساسيين لتحديد طبيعة علاقاتها مع الدول الأخرى، وهما الموقف من الحرب التي تخوضها ضد الحوثيين في اليمن، والمقاطعة التي تفرضها مع ثلاث دول أخرى (مصر والامارات والبحرين) على دولة قطر، واتخذت مواقف تتسم بالمقاطعة مع أي دولة لا تؤيد الحرب في الملف اليمني، او تقيم علاقات طبيعية مع دولة قطر، الامر الذي أدى الى فتور علاقاتها مع معظم الدول العربية، وخاصة الكويت والجزائر والمغرب والأردن، وأخيرا السودان.
وجاءت دعوة الملك سلمان للسلطان قابوس بن سعيد لزيارة المملكة والمشاركة كضيف شرف رئيسي في مهرجان الجنادرية، ومهرجان الملك عبد العزيز للإبل، كمؤشر على نواياه الجديدة في إصلاح العلاقات وتطبيعها مع السلطنة ودول ملكية أخرى.
ولم تسلم دولة الكويت من حملات انتقاد شرسة من الجيش الالكتروني السعودي بسبب موقفها الأقرب الى الحياد في الأزمة الخليجية، حيث جرى نشر مقالات تذكّرها بالدور السعودي الحاسم في تحريرها من الاحتلال العراقي، والتأكيد على أن الحياد “ممنوع” في الأزمة الخليجية لأنه يُعتبر تأييدا مبطنا لدولة قطر.
ولم ينج بلد مثل المغرب من هذه الحملات، فقد هاجمت الصحافة السعودية الرسمية وشبه الرسمية الرباط في قناة “العربية” عبر بوابة الصحراء الغربية لموقف المغرب من محاصرة قطر، ورفض هذا البلد الانخراط في حملة السعودية والإمارات، بل وقام بإرسال مواد غذائية وطبية.
وامتد الاعتداء الدبلوماسي على سيادة الأردن بعد استدعاء رجل الأعمال الأردني صبيح المصري واعتقاله في فندق “ريتز كارلتون” برفقة أمراء قبل الافراج عنه، وتدخل السفير السعودي في الأردن بطريقة اتسمت بالتعالي و”الفوقية” في الشؤون الداخلية الأردنية، الأمر الذي أزعج السلطات.
وخريطة علاقات السعودية في العالم العربي أصبحت مخيفة، فهي متوترة مع سوريا والعراق ويغلب عليها طابع الغرابة مع مصر، ومرتبكة مع اليمن، وباردة مع الأنظمة الملكية الأردن والكويت وسلطنة عمان والمغرب وكذلك مع دولة جمهورية وهي الجزائر، وباتت زيارات المسؤولين السعوديين الكبار إلى هذه البلدان نادرة، إن لم تكن معدومة.
وقال مصدر خليجي أن هذا التدهور الدبلوماسي أغضب الملك سلمان بن عبد العزيز وكبار الدبلوماسيين الذين رأوا كيف بدأت تضيع سنوات طويلة من الجهد لبناء العلاقات، خاصة في زمن تتراجع فيه قدراتها المالية التي كانت أحد ابرز أسلحتها.
وأضاف المصدر نفسه أن مكان المملكة وهيبتها بدأتا في التراجع وبشكل متسارع في العامين الماضيين بسبب هذه السياسات الخارجية التي بدأت تعطي نتائج عكسية، وتعرّض المملكة لانتقادات شرسة خاصة في أوساط الصحافة الغربية، الأمر الذي بات يُثير قلق العاهل السعودي وبعض أعضاء الأسرة الحاكِمة المُقرّبين منه.راي اليوم



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :