-

عربي دولي

تاريخ النشر - 03-01-2018 10:04 AM     عدد المشاهدات 731    | عدد التعليقات 0

إيران فوق صفيح ساخن واستمرار المظاهرات لليوم السادس

الهاشمية نيوز - فيما يرى محللون وخبراء في الشأن الإيراني أنه مع انتشار التظاهرات في مختلف أنحاء إيران وازديادها عنفا، والتي أسفرت عن 21 قتيلا، وأكثر من 450 جريحا، تواجه صعوبات في الحفاظ على زخمها بسبب افتفارها إلى القيادة والدعم السياسي.
في الوقت الذي اتهم فيه المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي أمس الثلاثاء "أعداء" إيران بالتآمر ضد الجمهورية الإسلامية، في أول تعليق له على التظاهرات المستمرة لليوم السادس احتجاجا على الضائقة الاقتصادية في البلاد.
ويرى محلل الشؤون الإيرانية ورئيس مجلس إدارة مركز "كاربو" للبحوث في ألمانيا عدنان طبطبائي أن "الاحتجاجات ستقترب من نهايتها بسرعة أكبر كلما ازدادت عنفا".
مبررات إضافية للقمع
وتخشى المنظمات الحقوقية من تعرض المعتقلين للتعذيب أو الاغتصاب أو حتى الموت تحت التعذيب كما حصل مع معتقلي الانتفاضة الخضراء العام 2009.
وهددت محكمة الثورة في العاصمة الإيرانية على لسان رئيسها موسى غضنفر آبادي، في تصريح له لوكالة أنباء "تسنيم"، بإنزال العقوبة القاسية لكل من اعتُقل بعد اليوم الثالث من الاحتجاجات.
وكانت الشرطة اعتقلت 100 محتج في العاصمة طهران الاثنين، كما أعلن علي أصغر ناصربخت، نائب حاكم طهران أن 200 شخص اعتقلوا السبت، و150 شخصًا يوم الأحد.
وتواصل الأجهزة الأمنية الإيرانية والحرس الثوري حملة اعتقالات عشوائية، منذ اندلاع الاحتجاجات، بينما خرج الإيرانيون للخروج بمظاهرات عارمة عصر أمس الثلاثاء حيث انتشرت ملصقات تحدد نقاط تظاهر جديدة في المحافظات والمدن المختلفة وحتى في مدن لم تشهد احتجاجات لحد الآن.
وأشارت تقارير أمس الثلاثاء إلى مقتل عنصرين أمنيين بالرصاص وستة متظاهرين أثناء محاولة اقتحام مركز للشرطة، في محافظة أصفهان.
وأوضح طبطبائي أن "ذلك سيوفر مبررات إضافية للقمع وسيحد من التضامن بين الإيرانيين". واعتبرت إلي غيرانمايه من المجلس الاوروبي للعلاقات الخارجية ان رسالة المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي التي حمّل فيها أعداء إيران في الخارج مسؤولية الاضطرابات أوحت بقرب اتخاذ إجراءات أكثر تشددا.
وقالت "أشك في خروج هذه التظاهرات عن سيطرة النظام على ما يتوقع بعض المحللين في واشنطن".
واضافت ان "المرشد الأعلى لا يفسح المجال لاحتجاجات اضافية. ومع ارتفاع حصيلة القتلى أتوقع بالأحرى تكثيف القمع في هذه البلدات الأصغر ونشر وحدات من مناطق أكبر يسودها الهدوء".
لكن طبطبائي أشار إلى أن أي حدث مفاجئ قد يغير منحى الأمور، على غرار وفاة متظاهر او تصريح ناري لأحد المسؤولين.
في 2009 ملأت حشود عارمة الشوارع بعد معلومات عن تزوير في الاستحقاق الرئاسي الذي منح محمود أحمدي نجاد ولاية رئاسية ثانية.
وأصبح المسؤولون الاصلاحيون الخاسرون في الاستحقاق قادة لما عرف باسم "الحركة الخضراء" التي سحقها تشدد امني قاس.
وقالت غيرانمايه "لم يصدر دعم كبير من المعسكر الاصلاحي هذه المرة".
وتابعت "سبق ان عانوا من نتائج هذه الاجراءات المتشددة، ويريدون الآن العمل من ضمن العملية السياسية".
وندد أمس الرئيس الاصلاحي السابق محمد خاتمي بالعنف، علما بانه يحظر عليه المشاركة في مناسبات عامة منذ تظاهرات 2009.
واعتبر ناشر صفحة "نبض ايران" في موقع "المونيتور" الاخباري محمد علي شعباني ان عدم وجود قيادة للاحتجاجات هذه المرة قد يكون مكسبا، ونفى اي استهداف واضح للسلطات.
لكن ذلك يحد في رأيه من فرص تطور الاحتجاجات الى حركة منسقة تحمل مطالب واضحة.
وقال شعباني ان "غياب التنظيم السياسي الظاهر والابتعاد عن النخب، بما فيها الاصلاحيون، يعني فعليا ان المتظاهرين الاكثر تطرفا ليس لديهم حلفاء ضمن الطبقة السياسية".
وأوضح "نظرا الى تعذر حمل مطالب هذه الفئة، فقد يتضاعف تشدد وعنف افرادها ويؤدي في النهاية الى إبعاد المتظاهرين الآخرين من الشوارع، كما انه قد يثير ردا أكثر قسوة من السلطات".
وعود بالتحسين الاقتصادي والحريات المدنية
تولى الرئيس حسن روحاني السلطة مع وعود تحسين الاقتصاد والحريات المدنية، لكن العنف الأخير كشف الاستياء الشعبي العميق ازاء عدم إحراز تقدم على هذا المستوى.
غير ان الرئيس الايراني قد يجد فائدة وسط الفوضى.
وقال طبطبائي "اذا تمكن (روحاني) من إعادة الهدوء في غضون اسبوعين فسيخرج بصورة مدير كفؤ للأزمات".
"لكن عليه التعامل بجدية مع مطالب الأكثر ضعفا على المستوى الاجتماعي والاقتصادي"، بحسب المحلل، بدءا بإزالة عدد من إجراءات التقشف المدرجة في ميزانيته الأخيرة والتي تشمل اقتطاعات للمساعدات الاجتماعية وزيادة أسعار الوقود.
كما ذكر شعباني بالحاجة إلى عدد من الإصلاحات الرئيسية، على غرار إجازة التجمعات السلمية التي يضمنها الدستور مبدئيا.
واضاف ان على روحاني كذلك "التحاور مع المرشد الأعلى لإقناعه بالحاجة لمعالجة مراكز القوة غير الخاضعة للمحاسبة".
ويخوض الرئيس الايراني في السنوات الأخيرة نوعا من المعركة المفتوحة مع جهاز الحرس الثوري، محاولا إضفاء شفافية على امبراطورية أعمال الجهاز وفرض الضرائب عليها.
وقال شعباني ان روحاني "اطلق الرصاصة الأولى في هذه المعركة عندما قرر ان يجعل قانون ميزانية هذا العام أكثر شفافية"، مضيفا "الآن بات عليه ان ينتقل الى الفعل".
ردود فعل عالمية
في معرض ردود الفعل الأميركية المتتالية طالبت السفيرة الاميركية في الامم المتحدة نيكي هايلي امس الثلاثاء عقد "اجتماعين طارئين لمجلس الامن في نيويورك ومجلس حقوق الانسان في جنيف" لبحث التطورات في إيران و"الحرية" التي يطالب بها الشعب الايراني.
واضافت هايلي "علينا ألا نبقى صامتين. ان الشعب الايراني يطالب بحريته" .
وأعربت فرنسا عن "قلقها حيال الحصيلة المرتفعة للضحايا والتوقيفات" على خلفية الاحتجاجات التي تشهدها ايران.
وأكدت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان ان "السلطات الفرنسية تتابع عن كثب الاوضاع في ايران. ان حرية التظاهر حق أساسي، وكذلك الامر بالنسبة لحرية تداول المعلومات".
واضاف بيان الخارجية الفرنسية ان "فرنسا تبدي قلقها حيال ارتفاع حصيلة الضحايا والتوقيفات. ان هذه المسائل، كما احترام حقوق الانسان عموما، ستكون في صلب محادثاتنا مع السلطات الايرانية في الاسابيع المقبلة".
وأعرب الاتحاد الأوروبي، عن "أمله في أن تضمن" طهران حق التظاهر، بعد تواصل الاحتجاجات التي شهدتها إيران ضد السلطات الإيرانية، والأوضاع الاقتصادية المتدهورة في البلاد.
وقالت متحدثة باسم وزيرة الخارجية الأوروبية فيديريكا موغيريني: "تابعنا عن كثب التظاهرات التي قام بها المواطنون الإيرانيون خلال الأيام الماضية. نحن على اتصال بالسلطات الإيرانية، ونتوقع أن يكون الحق في التظاهر السلمي وحرية التعبير مضمونا بعد التصريحات العلنية للرئيس روحاني"، مضيفة "سنواصل رصد التطورات".
فيما دعت كندا "السلطات الايرانية الى احترام الحقوق الديموقراطية" على وقع التظاهرات الاحتجاجية المستمرة في البلاد .
وقالت الخارجية الكندية "ندعو السلطات الايرانية الى احترام الحقوق الديموقراطية وحقوق الفرد والحفاظ عليها".
واشادت اوتاوا في المقابل ب"رؤية الشعب الايراني يمارس حقه الاساسي في التظاهر السلمي".
واكدت ايضا انها ستواصل "دعم الحقوق الاساسية للايرانيين بما فيها حرية التعبير"
من جهته نصح وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون طهران، بالدخول في حوار جاد بشأن القضايا التي أثارها المحتجون، وحثّ على الابتعاد عن اللجوء إلى العنف، في أول تعليق على الأحداث الجارية بإيران.
وأعرب وزير الخارجية البريطاني عن أسفه نيابة عن بلاده لضحايا الاحتجاجات في إيران، وحثّ الطرفين على الامتناع عن العنف.
و أعرب الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش عن أسفه لسقوط قتلى في التظاهرات في ايران وطالب ب"احترام حقوق الشعب الايراني في التجمع سلميا والتعبير" عن رأيه، بحسب ما أعلن متحدث باسمه.
وأكد المتحدث فرحان عزيز حق في المؤتمر الصحفي اليومي للأمم المتحدة أن "الأمين العام يتابع من كثب المعلومات عن التظاهرات في العديد من المدن في ايران. نأسف لـ(وقوع) قتلى ونأمل بتجنب العنف في المستقبل".
وأضاف "نأمل بأن تُحترم حقوق الشعب الايراني في التجمع سلميا والتعبير" عن رأيه، نافيا أن يكون غوتيريش قد تأخر في اتخاذ موقف حيال التظاهرات المستجدة في ايران.
وكانت موسكو قد قالت في تصريح سابق للخارجية الروسية "إن أي تدخل خارجي من شأنه إثارة عدم الاستقرار في إيران غير مقبول".-(وكالات)






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :