وادي الأردن: تأخر المطر يضاعف كلف الإنتاج ومعاناة المزارعين

الهاشمية نيوز - أعباء مالية كبيرة يتكبدها مزارعو وادي الأردن جراء عمليات مكافحة الحشرات والأمراض التي أسهم تأخر هطل الأمطار في انتشارها بشكل كبير، في الوقت الذي يقترب فيه دخول أربعينية الشتاء لتفاقم من معاناتهم مع تراجع الإنتاج وحاجتهم للإنفاق بشكل أكبر للحفاظ على محاصيلهم.
ويوضح المزارع محمود العجوري أن دخول أربعينية الشتاء سيخفض الإنتاج بشكل كبير، ما سيضعف من إمكاناتهم المادية في وقت سيضطرون فيه لاستخدام كافة الوسائل للحفاظ على محاصيلهم سليمة، لافتا إلى أن تأخر سقوط الأمطار إلى مثل هذا الوقت من العام كان له آثار كارثية على المزارعين، نتيجة تضاعف عمليات المكافحة.
ويضيف العجوري أن انتشار الحشرات المسببة لبعض الأمراض كالحلم والذبابة البيضاء والعناكب تحتاج إلى حملات مكثفة والأوضاع الحالية لا تسعف المزارعين لتحمل كلفها، إذ أن الأسعار ما زالت متدنية والإنتاج ضعيف والشركات الزراعية ترفض تزويدهم بالمبيدات اللازمة.
ويوضح المهندس محمد العدوان "أن تأخر هطل الأمطار وارتفاع درجات الحرارة يسهمان كثيرا في انتشار الحشرات التي تؤثر سلبا على المحاصيل الزراعية وأن عمليات المكافحة مكلفة إذ أن أي مزرعة تحتاج ما بين 150 - 250 دينارا أسبوعيا لرش ما مساحته 50 دونما مزروعة بالباذنجان أو الكوسا، ويتضاعف هذا الرقم إلى ثلاثة أضعاف مع كبر حجم النبتة وبداية طرحها للثمار".
ويبين العدوان أن معظم الآفات الحشرية ترتبط دورة حياتها وتكاثرها بالعوامل الجوية إذ أن الأجواء الدافئة تساعدها على التكاثر والانتشار في حين أن انخفاض درجات الحرارة وسقوط الأمطار سيقضي على الكثير منها، لافتا إلى أن معاناة المزارعين تزداد مع استمرار الأجواء الحالية إذ أن عمليات المكافحة لا تحقق نتائج ايجابية مع عودتها بعد كل عملية مكافحة.
من جانبه، يرى مدير زراعة وادي الأردن المهندس بكر البلاونة أن اعتدال درجات الحرارة ما بين 15 و 25 درجة مئوية يعتبر بيئة مثالية لتكاثر الحشرات والآفات، خاصة وان معظم هذه الآفات تنتج جيلا جديدا خلال فترة تتراوح ما بين 3 إلى 4 اسابيع، موضحا أن تدني درجات الحرارة يحد من انتشار الآفات الحشرية، إلا انه في نفس الوقت يسهم في انتشار الآفات الفطرية والتي تحتاج ايضا إلى المكافحة.
ويبين البلاونة أن تأخر هطل الأمطار وارتفاع درجات الحرارة في الوقت الحالي ساهما بانتشار الحشرات التي تلحق أضرارا بالمزروعات كالذبابة البيضاء والعناكب وذبابة الفاكهة والديدان ما دفع بالمزارعين إلى بدء المكافحة الكيماوية بشكل مكثف لتجنب الأضرار التي قد تلحقها بالمحاصيل الزراعية، لافتا إلى أن موظفي الارشاد في مديريات الزراعية المنتشرة في الوادي يقومون بجولات مستمرة على المزارع لتقديم النصائح للمزارعين بخصوص المبيدات ما سيقلل من عمليات الرش وتقليل الكلف على المزارعين.
يذكر أن مساحة الأراضي الصالحة للزراعة في وادي الأردن تزيد على 330 ألف دونم موزعة على كافة مناطق الوادي وتزرع بمختلف الأصناف، يستغل منها 140 ألف دونم خضار مكشوفة و65 ألف دونم حمضيات و14 ألف دونم نخيل و14 ألف دونم موز، و30 ألف دونم حبوب وأعلاف، وأكثر من 60 ألف بيت بلاستيكي.