خاص
الرداد يقرأ أبعاد المرحلة الجديدة في غزة: من الأنفاق إلى نزع السلاح
الخبير الأمني والاستراتيجي د. عمر الرداد: "سلاح الأنفاق سينتهي بموافقة حماس... والبحث عن الجثث هو الغطاء"
في قراءة تحليلية للمشهد الميداني الراهن في غزة، يرى الخبير الأمني والاستراتيجي الدكتور عمر الرداد أن ملف البحث عن جثامين المخطوفين الإسرائيليين تجاوز الإطار الإنساني المعلن، ليصبح مدخلًا لإعادة رسم المشهد الأمني والسياسي في القطاع، وتهيئة الأرضية لمرحلة جديدة عنوانها "نزع القوة الصلبة لحماس بهدوء".
لماذا ذلك ؟ ؛ بحسب رؤيته : لأن تدمير أجزاء واسعة من شبكة الأنفاق جعل حماس تفقد السيطرة الميدانية الدقيقة على بعض مناطقها الداخلية، لتجد نفسها أمام أزمة مركّبة: إنسانية من جهة، وأمنية من جهة أخرى.
هذا الفراغ الميداني كما يوضح الرداد فتح الباب أمام تدخلات دولية تحمل غطاء إنسانيًا، أبرزها تشكيل لجان فنية مشتركة من تركيا ومصر والولايات المتحدة وإسرائيل، للبحث عن الجثث، لكنها في جوهرها تمهّد لاختراق أمني منظم لبنية الأنفاق التي شكّلت لعقود سرّ قوة حماس.
وأضاف الرداد أن رفض إسرائيل دخول ٨١ خبيرًا تركيًا مع معداتهم لا يمكن قراءته كإجراء فني، بل كرسالة واضحة حول رغبة تل أبيب في التحكم الكامل بالمعلومة وبالميدان، مشيرًا إلى أن من يحتكر المعلومات الدقيقة حول الأنفاق، يمتلك لاحقًا القدرة على إنهائها دون حرب مباشرة.
وبيّن الرداد أن الخطوة التالية في هذا المسار ستكون مطالبة إسرائيل والولايات المتحدة بتسليم خرائط الأنفاق بحجة تسهيل عمليات البحث عن الجثث، وهو ما سيؤدي عمليًا إلى تدمير ممنهج لما تبقّى من البنية التحتية العسكرية لحماس، في عملية قد تمتد لعامين أو أكثر، تُدار فيها الحرب بوسائل هندسية وسياسية لا عسكرية.
ويضيف أن هذه العملية ليست سوى مرحلة تمهيدية لملف أشمل: نزع أو تحييد سلاح حماس، حيث يتم تحويل الملف الإنساني إلى أداة ضغط سياسي وأمني تتيح للمجتمع الدولي وخصوصًا واشنطن وتل أبيب تنفيذ تفكيك تدريجي للقدرات القتالية للحركة.
وفي ختام تحليله، شدّد الدكتور عمر الرداد على أن النتيجة النهائية تبدو محسومة من الآن:
"تدمير سلاح الأنفاق سيتم بموافقة حماس نفسها، تحت غطاء البحث عن الجثث."
وأضاف أن “العالم سيقرأ بعد عامين خبرًا عن العثور على جثة أو بقايا رفات في نفق وسط خانيونس، بينما تكون الحقيقة أن سلاح الأنفاق قد انتهى فعليًا، وغزة دخلت مرحلة جديدة من السيطرة الهادئة."
وختم الرداد بالقول إن ما يحدث اليوم ليس مجرد بحث عن جثامين، بل "حرب هادئة على أدوات القوة"، تُدار بلغة إنسانية ومخرجات فنية، لكنها تحمل أبعادًا استراتيجية ستغيّر شكل التوازنات في غزة والمنطقة خلال السنوات القادمة.
|
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. |
|
| الاسم : | |
| البريد الالكتروني : | |
| التعليق : | |
الرواشدة : قرار حل حزب العمل الإسلامي بانتظار التوقيت المناسب
الخيرية الهاشمية : لدينا مخزون يكفي لحمولة 10 آلاف شاحنة من المساعدات
مصر تتصدر الترند بعد حفل غراند بول الملكي في قصر عابدين
المعايطة: الإعلام الرسمي مدعوّ لبناء الثقة مع المواطن قبل أي أولوية أخرى
الملاكم عشيش يفوز ببرونزية ألعاب التضامن الإسلامي
البيئة : مسوحات ميدانية وجولات تفقدية على المدارس لحصر المواد الكيميائية في مختبراتها