رصد - انقلبت حياة سائد رأسا على عقب حينما اكتشف إصابته بمرض الزهري، إذ أفقده المرض النظر وأرهق أعصابه.
تلقى سائد عشرات الإبر العلاجية منذ لحظ اكتشاف المرض، وفق ما سرد.
وأوضح سائد الذي فضّل استخدام اسم مستعار أنه اكتشف إصابته بمرض الزهري (السفلس) أثناء انشغاله بإجراءات تجديد الإقامة في إحدى دول الخليج العربي، في الوقت الذي لم يكن يعاني به من أية أعراض تذكر.
وعلى إثر اكتشاف المرض سارع سائد لإجراء فحوصات طبية، مظهرا مخاوفه من أن يكون قد نقل المرض إلى زوجته، إلا أن الفحوصات أثبتت عدم إصابتها، حسب حديثه.
وأضاف:"ساءت حالتي الصحية رغم أنني تلقيت أكثر من 200 إبرة بنسلين علاجية بعد عودتي إلى الأردن، وحاليا أعاني من أعراض الرجفة وضعف النظر، بسبب أن اكتشاف الإصابة بالمرض كان متأخرا جدا".
مرض الزهري (السفلس)
مستشار علاج الأمراض المعدية د. ضرار حسن بلعاوي، أوضح أن الزهري يعتبر:"مرضا جنسيا تسببه البكتيريا اللولبية الشاحبة، ويمر بعدة مراحل تبدأ بظهور قرحة غير مؤلمة في المنطقة التناسلية أو الفم".
وقال بلعاوي إن تطور المرض يؤدي إلى طفح جلدي وتلف في الأعصاب ومشاكل في القلب والدماغ في مراحله المتقدمة.
وبين أن الزهري مرض ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي، سواءً الجنس المهبلي أو الشرجي أو الفموي، وتزداد أعراضه بالتقدم على مراحل، ويسببه نوع من البكتيريا الحلزونية تسمى "Treponema pallidum".
مركز سواعد التغيير المعني في تقديم خدمات الرعاية للمصابين بالأمراض الجنسية في الأردن، أوضح أن طرق انتقال مرض الزهري هي:
1. العلاقة الجنسية غير المحمية
-تُعد الطريقة الأكثر شيوعا.
-ينتقل الزهري عبر:
-المهبل
-الشرج
-الفم
-حتى لو لم تظهر أعراض على الشخص المصاب (كالقروح أو الطفح).
2. الاتصال المباشر بقُرح الزهري (Syphilitic sores)
-تحدث عادة في الأعضاء التناسلية أو الشرج أو الفم.
-الاتصال المباشر بالجلد المصاب ينقل العدوى فورا.
3. من الأم إلى الجنين أثناء الحمل
-يُسمّى في هذه الحالة "الزهري الخلقي" (Congenital Syphilis).
-قد يؤدي إلى:
-الإجهاض
-ولادة جنين ميت
-تشوهات خلقية خطيرة
4. نقل الدم أو الأدوات الملوثة (نادر جدا حاليا)
-مثل الإبر أو الأدوات الطبية الملوثة.
-أصبح نادرًا بسبب الفحص الدقيق للدم في المستشفيات.
وحسب المجموعة الطبية البحثية الأمريكية "مايو كلينك" فإن بكتيريا داء الزُّهري "تبقى في الجسم عدة أعوام من دون ظهور أعراض مع احتمالية نشاط العدوى مجددا".
ويضيف "مايو كلينك" أن داء الزهري يدمر القلب أو الدماغ أو أعضاء أخرى ويضع حياة الإنسان في خطر حال لم يعالج".
ويؤكد "مايو كلينك": أن فرص الإصابة تزداد لدى ممارسي الجنس المثلي".
أعراض وخطورة الإصابة
بلعاوي أفاد أن الأعراض التي تظهر على الشخص المصاب تتفرع إلى أربع مراحل، الأولية، الثانوية، والمرحلة الكامنة.
وأشار إلى أن المرحلة الأولية من المرض تظهر خلالها تقرحات أو قرحة غير مؤلمة تسمى القرحة الصلبة في موقع الدخول خلال 10-90 يوما من الإصابة.
أما "المرحلة الثانوية فيظهر خلالها طفح جلدي أحمر أو وردي على راحة اليدين وباطن القدمين، مصحوبا بأعراض مثل الحمى والقشعريرة وتضخم الغدد الليمفاوية، وفق بلعاوي.
في حين تختفي الأعراض خلال المرحلة الكامنة، ويمكن أن تستمر هذه المرحلة لسنوات أو عقود، بينما في المرحلة الثالثية تحدث مضاعفات خطيرة تؤثر على القلب والأوعية الدموية والجهاز العصبي.
وحول خطورة المرض، يتابع بلعاوي:" إن الزهري مرض خطير يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات صحية إذا لم يتم علاجه، حتى في مرحلته المبكرة، مشيراً إلى أنه من الممكن أن يكون للزهري آثار سلبية على صحة القلب والأوعية الدموية والجهاز العصبي، بينما في الحالات المتقدمة، يمكن أن يكون قاتلًا".
سبل الوقاية والعلاج
وقال بلعاوي إن سبل الوقاية تتمثل بشكل رئيسي عبر استخدام الواقيات الذكرية والامتناع عن ممارسة الجنس حتى يتم علاج الزهري بالكامل، إضافة إلى إجراء فحوصات منتظمة للكشف المبكر عن المرض.
وفيما يتعلق بعلاج بكتيريا داء الزهري أوضح أن العلاج الرئيسي للمرض يكون من خلال استخدام المضادات الحيوية، أو البنسلين الذي يستخدم عادة في العلاج طويل المدى للمراحل المتقدمة أو للحوامل، إذ يهدف العلاج إلى القضاء على البكتيريا ومنع تطور المرض عبر بناء البنسلين جدار خلوي يؤدي إلى موت البكتيريا.
وأشار إلى أنه في الحالات التي لا يستجيب فيها المريض للبنسلين، تستخدم مضادات حيوية أخرى مثل الدوكسيسيكلين أو الأزيثروميسين.
الزهري يصيب الأطفال
وكشف خلال حديثه أن بكتيريا الزهري تهدد حياة الأطفال عند إصابتهم بها أثناء الحمل والولادة، ويشخص الطفل الحامل للبكتيريا بما يعرف بـ"الزهري الخلقي".
وبين أن مرض الزهري يتسبب في تأخر النمو لدى الأطفال إضافة إلى حالة من النوبات وإلى الوفاة في بعض الأحيان.
ناجون يتحدثون عن الإصابة بالمرض
معدّ التحقيق حاور عددا من الأشخاص الذين أصيبوا بالمرض، والذين دعوا في معرض حديثهم إلى اتباع سبل الوقاية واستخدام الواقي الذكري حتى مع الشريك الجنسي، عدا عن إجراء الفحوصات بشكل دائم.
أحمد اكتشف إصابته ببكتيريا الزهري أثناء إجرائه فحوصات طبية بغرض السفر، إذ تفاجئ بارتفاع نسبة المرض بالدم رغم تلقيه إبر البنسلين العلاجية، حسب حديثه.
وزعم أنه أصيب بالمرض رغم عدم ممارسته أي سلوكيات جنسية تزيد احتمالية الإصابة.
فيما اكتشف نائل إصابته بالمرض خلال إجراء فحوصات دورية حول الأمراض المنقولة جنسيا في مركز سواعد التغيير المعني بتقديم خدمات الرعاية للمصابين بالأمراض المنقولة جنسياً.
وتلقى نائل العلاج المناسب، واتبع تعليمات الطبيب، بعد أن حصل على إبر البنسلين لمدة اسبوعين ومن ثم مضاد حيوي لمدة 14 يوما عن طريق الفم.
وطمأن في ختام حديثه أن حالته الصحية على ما يرام بعد اختفاء كافة الأعراض من جسده.
هل العلاج مجاني في الأردن؟
معد التحقيق حصل على معلومات تؤكد أن وزارة الصحة الأردنية توفر علاجاً مجانياً للمصابين بمرض الزهري أسوةً بمرض الـ(HIV- الإيدز).
كما وتوفر الوزارة خدمات الدعم النفسي والاجتماعي للمرضى، فور بدء رحلة العلاج.
كما أجرى معد التحقيق جولة زار خلالها عددا من الصيدليات في مناطق مختلفة من المملكة، إذ تبين أن سعر الإبرة الواحدة من البنسلين عيار 1.2 مليون يبلغ ثلاث دنانير ونصف.
وفيما يتعلق بمراحل العلاج فإن المريض يحصل في مرحلة المرض المتوسطة على أربعة إبر من البنسلين بالمعدل، بينما يحتاج إلى عدد أكبر من الإبر في المراحل المتقدمة، حسب ما يراه الطبيب المشرف على العملية العلاجية مناسبا.
وقال أطباء أمراض تناسلية إن سعر فحص مرض الزهري في المختبرات يصل إلى 20 ديناراً، فيما تتراوح كشفية الطبيب المعالج بين الـ30 والـ40 ديناراً.
أما مدير مركز سواعد التغيير عبدالله حناتلة فقد دعا إلى ضرورة تفعيل قانون الصحة العامة فيما يتعلق بمكافحة الأمراض السارية والأوبئة، مشيرا إلى أهمية توفير الحكومة العلاج مجانا لكافة الأمراض المنقولة جنسيا.
ونصح الأشخاص المحتمل إصابتهم بإجراء الفحوصات الفورية عبر المركز بشكل مجاني، مؤكدا أن المركز يتعامل بسرية تامة مع كافة الفحوصات المخبرية للمرضى.
توفير العلاج والاستشارات للمرضى
المركز يقوم بإجراء فحوصات فورية للأشخاص وفي حال تبين اصابتهم بالمرض يتم إرسالهم إلى مختبرات متخصصة يتعامل معها المركز لإجراء الفحوصات المخبرية بشكل سري.
وقال مركز سواعد التغيير:"في حال ظهرت إصابة الشخص بمرض الزهري، يتم إرساله إلى مختبر متخصص لفحص نسبة البكتيريا في دم المريض وفي حال كانت النسبة أقل من (1:80) لا يعتبر الشخص مريضاً بينما إن زادت النسبة عن ذلك يعني أن الشخص مصاب بالمرض ويحتاج للعلاج".
وأكد المركز أن المريض بعد تلقيه أربعة إبر بنسلين خلال مدة 3 أشهر يقوم بإجراء فحص جديد؛ حتى يتم التأكد أن كان العلاج فعالاً أم لا، وفي حال انخفضت نسبة البكتيريا في الدم عما كانت عليه قبل 3 أشهر يعتبر ذلك دلالة على نجاعة العلاج وقيام الجسد بمعالجة نفسه.
وذكر أن ارتفاع نسبة البكتيريا في الدم رغم تلقي العلاج يمثل دلالة على عدم الإستفادة من العلاج أو التعرض لإصابة جديدة، وفي هذه الحالة يكون بحاجة لكورس علاجي جديد.
نصائح مهمة
وجه أستاذ ومستشار علاج الأمراض المُعدية د. ضرار حسن بلعاوي نصائح للأشخاص المحتمل إصابتهم ببكتيريا الزهري وهي:
1_ الحصول على فحص لمرض الزهري.
2_ إخبار الشركاء الجنسيين في حالة تشخيص الإصابة بالمرض.
3_ اتباع وصفة الطبيب للعلاج بدقة.
4_ إعادة الفحص بعد 3 و 6 و 12 شهرا من العلاج للتأكد من اختفاء البكتيريا.
5-الحصول على اختبار منتظم للأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي (STIs).
6_ استخدم الواقي الذكري دائمًا.
7_ التقليل من عدد الشركاء الجنسيين.
8_ الامتناع عن ممارسة الجنس إذا كنت تعاني من أي أعراض غير عادية.
السرية في تلقي العلاج
وحسب ما توصل إليه معدّ التحقيق فإن السواد الأعظم ممن يصابون بالأمراض المنقولة جنسيا يلجأون إلى إخفاء مرضهم؛ نظرا لما يتعرضون من وصمة وتمييز مجتمعي.
هذه الصعوبات دعت الجهات الرسمية وعلى رأسها وزارة الصحة إلى التعامل مع علاج هذه النوعية من الأمراض بسرية تامة من خلال استخدام رموز وكودات سرية للتعريف بالمرضى بدلاً من استخدام أسمائهم الحقيقية.
وعلم معد التحقيق من مصادر مطلعة أن مديرية الأمراض السارية في وزارة الصحة تقوم بحفظ سرية معلومات المرضى وفقا للقوانين والأنظمة المعمول بها في المملكة، بينما تلزم القوانين المراكز والصيدليات التي تقدم العلاج باستخدام (رموز وأرقام) بدلاً من استخدام الأسماء الحقيقية للمرضى؛ حفاظا على خصوصيتهم.
مدى انتشار المرض
تبذل الدول جهودا كبرى لمتابعة وحصر أعداد المصابين بالأمراض المنقولة جنسيا ومنها مرض الزهري.
ولم تكشف وزارة الصحة عن أعداد المصابين المكتشفين في المملكة خلال السنوات الماضية.
بينما تشير التقارير إلى انخفاض نسبة الإصابة بالزهري بين المتبرعين بالدم في الأردن، من 0.019% عام 2019 إلى 0.014% عام 2022، حسب ما نشر.
كما أشار تقرير لمركز "سواعد التغيير" إلى اكتشاف حوالي 120 حالة إصابة بالزهري خلال عام 2023 من خلال إجراء 4995 فحصًا مخبريًا.
بالإضافة إلى ذلك، تشير بيانات منظمة الصحة العالمية إلى أن عدد الوفيات بسبب الزهري في الأردن بلغ 52 حالة وفاة أو 0.20% من إجمالي الوفيات في عام 2020.
كما أن معدل الوفيات المعدل حسب العمر بسبب الزهري يبلغ 0.35 لكل 100,000 من السكان، ويحتل الأردن المرتبة 71 في العالم في الوفيات بسبب الزهري.
أما أستاذ ومستشار علاج الأمراض المعدية د. ضرار بلعاوي فقد قال إن المملكة شهدت ارتفاعا في حالات بكتيريا الزهري في السنوات الأخيرة، وتم الإبلاغ عن 374 حالة في عام 2020، مقارنة بـ 188 حالة في عام 2016".
وأكد أن تلك الأرقام تشير إلى أن نسبة انتشار الزهري مرتفعة في الأردن وأنها في مرحلة خطرة يجب مراقبتها ومعالجتها، حسب رأيه.
وأفاد أن هذا التحذير يأتي بعد إصدار تقرير بيانات سنوي عن الأمراض المنقولة جنسيا من قبل المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية ومنها "سي دي أي".
ووفقا لأرقام مركز سواعد التغيير، اكتشف المركز خلال عام 2023 نحو 120 حالة إصابة بمرض "الزهري" من خلال إجراء 4995 فحصا مخبريا، إلا أن الأرقام المسجلة لدى وزارة الصحة أو في بنوك الدم باعتبار أن البنوك تجري فحص "السفلس" للراغبين بالتبرع، تظل غير معروفة.
وأفاد مدير مركز سواعد التغيير عبدالله حناتلة أن الواقع يؤكد وجود حالات مصابة بالزهري في الأردن إلا أنها غير مسجلة بشكل رسمي؛ بحكم أن بعض الحالات المصابة بالمرض تتوجه إما للعلاج في القطاع الخاص أو من خلال اللجوء إلى الصيدليات للحصول على العلاج.
معد التحقيق علم أن نسبة انتشار مرض الزهري ارتفعت خلال السنوات الماضية في الأردن، وفق مصدر مطلع في وحدة الأمراض السارية في وزارة الصحة.
وأوضح المصدر أن الإحصائيات والمسوحات التي يتم إجراؤها أثبتت ارتفاع عدد حالات الإصابة بمرض الزهري بشكل ملحوظ خلال السنوات الماضية، بينما لم يستطع معد التحقيق الحصول على نسب وأرقام دقيقة ومثبتة.
وعزا المصدر ارتفاع عدد حالات المصابين إلى أسباب وهي:
1_ زيادة الوعي المجتمعي حول المرض من خلال إقدام الأشخاص على إجراء الفحوصات.
2_ تحسين خدمات التشخيص والعلاج.
3_ زيادة السلوكيات الجنسية المحفوفة بالمخاطر.
بينما أكد أن وزارة الصحة تمتلك قاعدة بيانات تضم معلومات المصابين بالأمراض المنقولة جنسيا بما في ذلك مرض الزهري.
وتستخدم هذه القاعدة لتتبع حالات الإصابة، واكتشاف المزيد من الحالات، والحد من انتشار المرض، حسب المصدر.
الدولة تضع خطة لمواجهة الزهري
وعلم معدّ التحقيق أن هنالك خطة لدى الوزارة للتعامل مع مرض الزهري، تقوم على أساس الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الأمراض المنقولة جنسيا.
وحسب الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الأمراض المنقولة جنسيا والتي أطلقت عام2022 فإن الهدف منها:
-تعزيز التثقيف والوعي المجتمعي حول الأمراض المنقولة جنسيا.
-تحسين خدمات التشخيص والعلاج.
-توسيع نطاق تتبع المخالطين.
-تعزيز الممارسات الجنسية الآمنة.
خط ساخن وتتبع لمخالطي المرضى
ولتطبيق تلك الأهداف قالت مديرية الأمراض السارية في وزارة الصحة إن الوزارة تنفذ بالتعاون مع المنظمات غير الحكومية برامج توعية؛ تهدف إلى نشر المعلومات حول الأمراض المنقولة جنسيا وطرق الوقاية منها، عن طريق موقع وزارة الصحة - مديرية الأمراض السارية، إضافة إلى وسائل التواصل الاجتماعي.
وأوضحت المديرية أنه تم توفير خدمات خط ساخن للرد على استفسارات الأشخاص حول الأمراض المنقولة جنسيا.
وأكدت المديرية أنه جرى تحسين خدمات التشخيص والعلاج من خلال توفير أدوات التشخيص الحديثة وتدريب الكوادر الطبية على أفضل ممارسات العلاج.
وفيما يتعلق بخطط تتبع المخالفين، بينت المديرية أن الوزارة تقوم بتتبع المخالطين المصابين بمرض الزهري؛ سعياً لتوفير العلاج لهم ومنع انتشار المرض.
أما فيما يتعلق بهدف تعزيز الممارسات الجنسية الآمنة، أوضحت الوزارة أنها تشجع على استخدام الواقي الذكري كوسيلة فعالة للوقاية من الأمراض المنقولة جنسيا بما في ذلك الزهري.
وتهدف البرامج التوعوية إلى نشر المعلومات حول الأمراض المنقولة جنسيا وطرق الوقاية منها، عن طريق موقع وزارة الصحة - مديرية الأمراض السارية، وعن طريق وسائل التواصل الاجتماعي.
ضعف في التعامل مع الأمراض المنقولة جنسيا
ويؤكد مدير مركز سواعد التغيير عبدالله حناتلة على وجود ضعف في آلية التعامل مع الأمراض المنقولة جنسيا في الأردن من قبل مختلف القطاعات.
وقال إن الأمر لا يقتصر على الجهات الحكومية بل يزيد إلى كل القطاعات، حيث أن كل القطاعات سواءً الحكومة أم مؤسسات المجتمع المدني تعد مقصرة في هذا الأمر.
وتابع:"الحديث عن الأمراض المنقولة جنسيا ضعيف ويتم تجنبه بفعل الوصمة والتمييز المنتشرة بالمجتمع؛ لأنها أمراض مرتبطة بتابوهات الجنس والذي يعد الحديث عنها محرما في الأردن"، وفق تعبيره.
وأوضح أن هذه الأمراض تستحق المزيد من الإهتمام من خلال الحديث عنها وبث التوعية من قبل كافة الجهات المسؤولة بما فيها وسائل الإعلام.
ودعا إلى إعطاء آلية الرصد والتبليغ عن هذا المرض أولوية، إضافة إلى أن تكون الحكومة أكثر جدية والتزام في فرض الرقابة على القطاع الخاص لتحديد حجم المشكلة.
وبين أننا في الأردن نحتاج إلى إعداد دراسات ومسوحات للكشف عن مقدار انتشار المرض بين أوساط المجتمع.
دورات تثقيفية حول مرض الزهري
ولزيادة التوعية المجتمعية بمرض الزهري، أسبابه وطرق الوقاية والعلاج منه، توفر وزارة الصحة حملات توعوية حول الأمراض المنقولة جنسيا.
فيما يقوم مركز سواعد التغيير بجلسات تثقيفية في أربعة محافظات داخل الأردن.
وقال حناتلة- مدير سواعد التغيير؛ إن المركز لديه عدد من الأنشطة فيما يتعلق بمرض "الزهري"، يؤديها شبان مدربون على حمل الرسائل التوعوية إلى أقرانهم والمجتمعات المحلية.
وأشار إلى أنهم يعملون في عمان وإربد والزرقاء والمفرق، ويقومون بنشر التوعية بين فئة الشباب حول الأمراض المنقولة جنسياً ومنها مرض الزهري، عبر توضيح مسبباته وطرق انتقاله وسبل الوقاية والعلاج.
وأوضح أن المركز يوظف منصاته عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتطبيق العائد له لتقديم برامج توعوية في كل ما يتعلق بالصحة الإنجابية والأمراض المنقولة جنسيا، عدا عن توفير خط ساخن يجيب على استفسارات المواطنين حول تلك الأمراض.
توصيات بفتح ملف الأمراض الجنسية
ويبقى ملف الأمراض المنقولة جنسيا صندوقا مغلقا داخل المجتمع الأردني لارتباطه بقضايا الوصمة والتمييز بحق المرضى، ما يجعله بحاجة إلى حملات توعوية موسعة لتوضيح مخاطر الأمراض ومسبباتها وطرق الوقاية والعلاج منها.
فيما يمثل الملف هاجسا أمام الجهات الرسمية يضعها امام مسؤولية بذل مزيد من الجهود التوعوية والإرشادية ووضع خطط والعمل على تطبيقها بما يضمن الحد من انتشار هذه الأمراض وتغيير النظرة المجتمعية إلى حامليها، وهو ما سيزيد من أعداد الأشخاص الراغبين باجراء الفحوصات الدورية، كما سيرفع من التزام الأفراد باتخاذ الاجراءات الوقائية خلال العلاقات الجنسية، وفق ما أوصى به أطباء أمراض معدية .
وأكد الأطباء على وجود نقص في المعلومات المتوفرة حول الإصابات المسجلة بالمرض، إضافة إلى ضعف عام في رصد الحالات المصابة وضعف في عمليات التبليغ عن الإصابة لدى الجهات الرسمية، ما يضع مسؤولية أكبر على وزارة الصحة لتنفيذ خطط أكثر نجاعة وفاعلية في المستقبل.
رصد إخباري - الدار نيوز
|
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. |
|
| الاسم : | |
| البريد الالكتروني : | |
| التعليق : | |
الأردن يصل إلى رقم غير مسبوق بالاحتياطيات الأجنبية
وزير الزراعة مصري: الأردن أحدث طفرة زراعية رغم التحديات
الحملة الأردنية توزع مساعدات مقابل الخط الأصفر في مخيم جباليا شمالي غزة
هل كان الأردن على علم بعملية 7 أكتوبر في غزة
2,1 مليار عجز الموازنة للعام 2026 و 734 مليون دينار منح متوقعة
بريطانيا ترفع العقوبات عن الرئيس السوري ووزير داخليته