تاريخ النشر - 05-01-2025 10:43 AM عدد المشاهدات 1 | عدد التعليقات 0
السلطي يكتب .. ضرورة تطوير البيئة الجامعية في الجامعات الأردنية لمواكبة التطور الرقمي

الهاشمية نيوز -
كتب الدكتور محمود جميل السلطي
مع تسارع التطور الرقمي وتأثيره العميق على مختلف جوانب الحياة، أصبح من الضروري أن تسعى الجامعات الأردنية لتطوير بيئاتها الجامعية بما يتلاءم مع هذه التحولات، ويُعد التحول الرقمي فرصة للارتقاء بالمستوى الأكاديمي والإداري في الجامعات، مما يُعزز من دورها كمؤسسات تُخرّج أجيالًا قادرة على مواكبة متطلبات العصر الرقمي.
ولا يقتصر مفهوم التحول الرقمي في التعليم الجامعي على إدخال التكنولوجيا كأداة تعليمية، بل يشمل إعادة صياغة العمليات التعليمية والإدارية لتكون أكثر كفاءة ومرونة، فمن خلال استخدام منصات التعليم الإلكتروني، يمكن للجامعات تقديم تجربة تعليمية تفاعلية وشاملة، مما يساعد الطلبة على تعزيز فهمهم للمفاهيم الأكاديمية بطريقة تتماشى مع واقعهم الرقمي.
كما تُسهم التكنولوجيا في تحسين العمليات الإدارية من خلال أنظمة رقمية تُسهّل إدارة شؤون الطلبة، مثل التسجيل والدفع الإلكتروني ومتابعة الأداء الأكاديمي. كما تُساعد أنظمة التعلم الذكي أعضاء هيئة التدريس في إعداد محتوى دراسي متميز وتنظيم المحاضرات وإدارة النقاشات الصفية بطرق تفاعلية. هذه الأدوات تعزز من الإنتاجية وتوفر وقتًا وجهدًا يمكن توجيههما نحو تحسين جودة التعليم.
وإنّ أحد أهم أهداف التعليم الجامعي وفق مفهوم الرقمنة هو إعداد الطلبة لمتطلبات سوق العمل بشكل ريادي قادرين على الإبداع، وهذا يعزى لتزايد الاعتماد على التكنولوجيا في مختلف القطاعات، ولكون المهارات الرقمية باتت ضرورة لا غنى عنها للطلبة. لذا، من الضروري جدًا إدخال التقنيات الحديثة والمواكبة في المناهج الدراسية نظريًا وعمليًا، كالبرمجة وتحليل البيانات واستخدام الذكاء الاصطناعي، التي ستُسهم في تزويد الطلبة بالخبرات العملية التي تجعلهم قادرين على التنافس في السوق العمل المحلي والعالمي.
ولابد من الإشارة أنّ البحث العلمي يُشكل أحد الأعمدة الرئيسية لنجاح الجامعات، وبفضل الأدوات الرقمية الحديثة، يمكن للباحثين الوصول إلى مصادر معرفية واسعة وتحليل البيانات بشكل أسرع وأكثر دقة، كما تُتيح التكنولوجيا فرصًا للتعاون البحثي الدولي مما شكل فرص معرفية متقدمة، وأيضًا مما يُسهم في تعزيز جودة الأبحاث وزيادة تأثيرها، فهذا التحول يرفع من مكانة الجامعات الأردنية في التصنيفات الأكاديمية العالمية.
إلا أنّ رغم الإمكانات الهائلة التي يوفرها التحول الرقمي، تواجه الجامعات الأردنية تحديات عدة، منها ضعف البنية التحتية التكنولوجية في بعض الجامعات، وارتفاع تكاليف الاستثمار في الأنظمة الرقمية، ونقص الكفاءات المدربة للتعامل مع هذه الأنظمة، وهذه الجملة من التحديات تتطلب جهودًا تكاملية لمعالجتها من خلال استراتيجيات مدروسة.
لذا، يمكن القول إنه لتحقيق التحول الرقمي كما ينبغي، لابد على الجامعات الأردنية التركيز على الاستثمار في تعزيز البنية التحتية الرقمية والاستمرارية بشكل حقيقي في تدريب الكوادر الأكاديمية والإدارية لضمان استثمار التكنولوجيا بكفاءة. وضرورة إنشاء شراكات استراتيجية مع جامعات عالمية هذا من جانب ومن جانب آخر شركات تقنية محلية ودولية للاستفادة من الخبرات الدولية. وضرورة دعم مراكز بحثية وحاضنات أعمال تدعم المشاريع الرقمية.
إنّ تطوير البيئة الجامعية بما يواكب التطور الرقمي يُعد ضرورة لتحقيق تعليم جامعي متميز يلبي طموحات الطلبة ومتطلبات سوق العمل. من خلال استثمار الموارد البشرية والمادية بشكل استراتيجي، يمكن للجامعات الأردنية أن تكون نموذجًا يحتذى به في التعليم الرقمي، مما يُسهم في بناء مستقبل أكثر إشراقًا للأجيال القادمة.