تاريخ النشر - 03-09-2024 09:49 AM عدد المشاهدات 1 | عدد التعليقات 0
الشيخ خليل كريشان كان في طليعة رجالات معان الذي هبوا لاستقبال الهاشميين عام 1920
الهاشمية نيوز - معان
انبلج الفجر لتنطمس العتمة تاركة لخيوط الشمس الذهبية مكانا لتنسج عباءة عز و فخر لرجال نقشوا اسماءهم على جدار المجد لتبقى ذكراهم عطر المكان وعبق الزمان، اليوم سنتحدث عن قامة أردنية معانية لها وزن ومكانة وقيمة في وطني العزيز، رسمت معالم النجاح على ساحات الوطن المجيد عبر مسيرة الخير والعطاء.
ولد الشيخ خليل حسين كريشان « آبو عطالله « في مدينة معان عام 1897، وعمل في فترة شبابه في الدولة العثمانية ومكن لحضور متميز من خلال زعامة ومشيخة عشائرية وشعبية أسستها مآثر الشجاعة والفروسية والكرم والجود والحكمة، عمل « ابو عطاالله « منذ نعومة أظفاره في التجارة حتى اصبح من كبار التجار في معان، عزز ذلك علاقاته مع دول الجوار في الشام وفلسطين، واصل مسيرة نجاحة من خلال دين وخلق رفيع فكان واحدا من رجالات معان وشيوخها المعدودين، كان الشيخ خليل حسين كريشان في طليعة رجالات معان الذي هبوا لاستقبال ومبايعة سمو الأمير عبدالله الاول ابن الحسين لدى وصوله إلى مدينة معان «العاصمة الاولى» التي وصلها بتاريخ 21 تشرين الثاني 1920، بعد ان شد رحاله المباركة اليها قادما بالقطار من مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم « المدينة المنورة « حيث اعتبرت هذه الخطوة الأولى لتأسيس الدولة الأردنية، وإنقاذها من حالة التجاذب البريطاني والفرنسي نتيجة لاتفاقية سايكس بيكو.
لقد كانت فترة وجود وإقامة جلالة المغفور له باذن الله الملك المؤسس عبدالله الاول ابن الحسين في معان فترة مليئة بالأحداث التاريخية المهمة والمفصلية، خاصة وانها أسست لظهور تيار قومي عربي أدى إلى إنشاء و تأسيس الدولة الأردنية الحديثة.
ولقد شارك الحاج خليل حسين كريشان وهو من كبار تجار معان ومن أعيانها وأحد وجهاء محافظة معان واحد رجالات الرعيل الاول من الذوات الأردنيين الذين يتمتعون بحس وطني و قومي عال، ومن الذين التفوا حول القيادة الهاشمية المظفرة وساهموا في تأسيس المملكة الأردنية الهاشمية، حيث شارك رحمه في المؤتمر القومي العربي الاول الذي عقد في مقر الدفاع الوطني في مدينة معان، والذي شارك فيه قادة وزعماء وشيوخ العرب في بلدان بلاد الشام كافة، وصدر عنه بيان أكد تمسك وتشبث الامة العربية بحقوقها الوطنية المشروعة التي حرمت منها بسبب سياسات التتريك وأهمها حقها في انشاء الدولة العربية المستقلة في المشرق العربي.
وعندما توجه المغفور له باذن الله الملك عبدالله الاول ابن الحسين طيب الله ثراه إلى عمان كان معه العديد من رجالات وابناء معان وكان الشيخ خليل كريشان في طليعتهم حيث انتقل إلى عمان حاملا سلاحه وماله، واقام فيها و بقي وفيا مخلصا و مواضبا على عهده و محافظا على وعده ومتمسكا ببيعته للشريف، و خادما لوطنه ومليكه وربعه واهله وابناء عشيرته ومحافظته باذلا قصارى جهده في دعم وتأييد حكم الهاشميين بقيادة المغفور له الملك عبدالله الاول ابن الحسين والمغفور له الملك طلال ابن عبدالله والمغفور له الملك الحسين بن طلال إلى ان توفاه الله في عمان عام 1950.