تاريخ النشر - 10-06-2024 08:30 PM عدد المشاهدات 21 | عدد التعليقات 0
حماس - قطر .. هل اقتربت لحظة الفُراق؟

الهاشمية نيوز - هل حانت لحظة الفراق بين القيادة السياسية لحركة حماس والدوائر الرسمية القطرية؟
هذا هو السّؤال الذي يطرحه مراقبون كُثر يحيطون بالمقاومة الفلسطينية ولديهم بعض الاطلاع مؤخرا على آخر وجبة من الاتصالات والمشاورات ما بين قيادة حماس السياسية في الدوحة وما بين القيادة القطرية خصوصا في ظل حالة الضغط العنيف لا بل الحصار التي بدأت الادارة الأمريكية تمارسها على قيادة حماس لكي تُجبرها على قبول ما يسمى بمقترح الرئيس الأمريكي جو بايدن.
اتصالات اللحظات الأخيرة علقت مجددا عند رؤية الجانب الأمريكي القاضية بأن المقترح الذي قدمه بايدن يضمن إطلاق نار فوري وشامل وكامل ويتميز بالاستدامة.
وهو ما قاله وليام بيرنز رئيس الإستخبارات الأمريكية للقطريين والمصريين مؤخرا علما أن تقدير فصائل المقاومة وتحديدا حركة الجهاد الإسلامي بأن نصوص المقترح الامريكي ليست واضحة وفيها قدر كبير من الغموض ولا تتضمن إطلاقا الحديث عن وقف شامل يتميز بالديمومة ولا تلبي ما اتفق عليه في غرفة العمليات المشتركة بين فصائل المقاومة في بيروت.
مسؤول بارز في الجهاد الإسلامي قال إن جماعة بايدن يرفعون العصا ويطلبون الطاعة ويزعمون أنهم يعرضون جزرة بالوقت نفسه.
الاتصالات على شكل ضغط لا تزال مستمرة، وبعض مصادر حركة حماس تشير إلى أن الحركة تتقصد تأخير ردها الرسمي النهائي لتقبل استقبال وإرسال ملاحظات مع كل الأطراف علما بأن الهجوم الاسرائيلي الامريكي على مخيم النصيرات خلط بعض الأوراق وتنظر له القيادة السياسية لحركة حماس والجهاد الإسلامي على الأقل بأنه هجوم يهدف إلى الضغط ميدانيا وتحت النار على المقاومة الفلسطينية ومحاولة إرعابها وتخويفها أو وضع بروفة بين يديها على ما يمكن أن يحصل لاحقا في حال رفض ما سمي بمقترح الرئيس بايدن.
المشاركة الأمريكية في عملية نصيرات التي انتهت بمجزرة كبيرة تدفع باتجاه لفت نظر فصائل المقاومة الى ان الادارة الامريكية قد تنضم لجهود البحث عن المختطفين رسميا في حال رفض المقترح وفي حال عدم توفير غطاء لهذا المقترح من جهة حركة حماس والمقاومة الذي تم تعديله بصيغة قرار يعرضه الامريكيون مساء الاثنين على أروقة مجلس الامن الدولي لدعم مقترح بايدن والذي تحول عمليا الى مقترح اقليمي ودولي وعربي.
النقطة الأهم بروز خلاف في التصور عن الموقف الذي ينبغي أن يتخذ من اقتراح بايدن بين الوسيط القطري وبين حركة حماس.
والتقارير التي تحدثت مؤخرا في الصحافة الأمريكية عن تلويح القطريين بمغادرة حركة حماس ومكتبها السياسي للدوحة يبدو ان لها نصيب لا يمكن نكرانه من الواقعية إلا أن الجانب القطري لم يتقدم وفقا لمصادر المقاومة الفلسطينية بأي إنذار نهائي ولم يقرر رفض المقترح الامريكي او يبلغ فصائل المقاومة أن هذا الرفض الخروج من الدوحة.
التقدير القطري الذي نقل للمقاومة هنا أن إصرار فصائل المقاومة على رفض مقترح بايدن الذي يحظى اليوم بغطاء من الدول الصناعية السبع ومن عشرات الدول في العالم والمجتمع الدولي قد يؤدي إذا استمر الرفض والمماطلة إلى حالة تؤسس ضغطا كبيرا على الجانب القطري وتدفع الأمريكيين باتجاه مطالبة قطر رسميا وعلنا بانسحاب قادة حماس من الدوحة.
وهو أمر يتوقعه القطريون مع انهم يبذلون كل الجهد اللازم لتأجيل أي استحقاق في هذا الإطار إلى اللحظة الأخيرة.
وهو ما تتفهّمه المقاومة الفلسطينية التي بادرت بدورها لتقديم الشكر مجددا لدولة قطر وأظهرت مرونة في الاستعداد لإخلاء مكاتب حركة حماس والبحث عن خيار آخر في حال وصلت الدوحة إلى قناعة بأنها ينبغي لها أن تطالب قيادة حماس بالمغادرة لحظة الفراق هنا قد تكون وشيكة لكنها ليست مؤكدة حتى هذه اللحظة.