-

كتابنا

تاريخ النشر - 22-04-2024 11:02 AM     عدد المشاهدات 77    | عدد التعليقات 0

واجهة قصر المشتى .. شاهد على ازدهار المشهد العمراني في الأردن خلال الحقبة الأموية

الهاشمية نيوز - خالد سامح
واجهة قصر المشتى التي تحتل جناحاً كاملاً في متحف الفن الاسلامي في العاصمة الألمانية برلين، هي أهم قطعة أثرية متكاملة تم نقلها من بلادنا (قبل تأسيس الدولة الأردنية) إلى الخارج، وهي لا تتميز بضخامة حجمها فقط، وإنما بقيمتها التاريخية والفنية المتفردة، ذلك أنها تمثل ما وصل إليه فن النحت والعمارة في الدولة الأموية من تطور وأبهة ، والأهمية التي أولاها الأمويون لبناء حياة مدنية مزدهرة في الأردن، حيث تركوا كثيرا من الشواهد على ذلك منها القصر الذي يعلوا جبل القلعة ودار سك العملة، والقصور الصحراوية المتناثرة في شرق المملكة وصولاً إلى الحدود العراقية كقصر عمرة والحرانة وغيرها.
كثيرة هي القطع التي خرجت من الأردن للمتاحف العالمية ابان العهد العثماني كمسلة ميشع وحجر شيحان والكثير من تماثيل الآلهة النبطية، معظمها كان يتم ارساله للخارج بطرق ملتوية وغير قانونية، أو بتواطؤ وتنسيق مع السلطات العثمانية، إلا أن واجهة قصر المشتى خرجت بطريقة رسمية وعلنية حين أهداها السلطان العثماني عبد الحميد الثاني إلى القيصر الألماني فيلهلم الثاني الذي أهداها بدوره عام 1903 إلى المتاحف الملكية في برلين.
وصف الواجهة
بحسب موقع «اكتشف الفن الاسلامي» الأكثر تخصصاً في كنوز الحضارة الاسلامية وآثارها تشكل واجهة قصر مشتى الموجودة في برلين جزءاً من واجهة القصر الخارجية على جانبي المدخل في مبنى القصر، وقد كان هذا الجزء الجنوبي من السور، المربع والواقع بين برجين مستديرين، هو الجزء الوحيد المزود بنقوش زخرفية على شكل شريط متعرج ومستمر على مسافة 47م في الأصل. وكان هذا الشريط محاطاً بقاعدة وحواف. وقد نقشت أشكال وردية كبيرة في المثلثات التي يشكلها الشريط المتعرج. أما الأرض فمغطاة بأغصان كرمة تخرج من أحواض. وتحتوي المثلثات في نصف الواجهة اليساري على نقوش لحيوانات مختلفة وحيوانات أسطورية كالطيور والأسود والغِرفين وتنين طاووسي الشكل (سيمورغ) وكذلك أيضاً على رسم مشخص خرافي نصفه الأسفل على شكل فرس. وتجتمع كل هذه المخلوقات في جو فردوسي مسالم، وأغلبها تجلس منتعشة على ماء الأحواض الكبيرة. ويبدأ عند برج المدخل الأيمن تغيير في البرنامج حيث تتراجع المخلوقات الحية لصالح زخارف نباتية صغيرة، حيث تملأ القاعدة أغصان متعرجة تخرج من مزهريات أومن كؤوس الأوراق. ويبدو هذا التغيير مبرراً إذا أخذنا جامع القصر الواقع خلفها بعين الاعتبار. لأن الصور كانت ممنوعة في ذلك الوقت في المساجد. أما مثلثات الجانب الأيمن، التي لم تنقل إلى برلين في عام 1903، فقد بقيت في مكانها آنذاك وتعرضت للتلف منذ ذلك الوقت.
ويأتي في الموقع: من المحتمل أن يكون الخليفة الأموي الوليد الثاني (743-744م) قد أمر في فترة حكمه القصيرة، ببناء قصر في الصحراء الأردنية إلى الجنوب الشرقي من العاصمة الحالية عمان. وقد أحاط سور مربع الشكل بالقصر الذي كان يضم قاعة استقبال وجناحاً للسكن، بالإضافة إلى مسجد وبعض الأبنية الأخرى التي استخدمت أحياناً كمقرات للحكم. ولم يكن لهذا السور إلا طابع التحصين الظاهري. وعلى أية حال فقد بقي البناء غير مكتمل وهذا ظاهر للعيان بدليل أن القطع الزخرفية الأرضية كانت كلها مكتملة، في حين أن أرضية الزخارف المنحوتة بقيت في الكثير من الأماكن على شكلها التخطيطي الأولي. كما لم توجد كتابة تعّرف بالمبنى.
لم تكتشف مْشَتّى إلا في القرن التاسع عشر وهناك قطع أساسية من الواجهة موجودة في متحف الفن الإسلامي في برلين منذ عام 1903 كهدية من السلطان العثماني إلى القيصر الألماني، بينما يمكن زيارة المبنى في مكانه في الأردن.
حدد تاريخ القطعة الفنية مبدئياً على أساس طرازها في العصر الأموي، وقد كانت هذه العملية عسيرة وفيها بعض التناقض أحياناً. وفي سياق القرن العشرين ظهرت اقتراحات تعيد هذه القطعة إلى عصر ما قبل الإسلام (الساسانيون والغسانيون والبيزنطيون) أو إلى عصور الإسلام الأولى (الأمويون والعباسيون) إلا أن كسرة القرميد غير المكتملة والتي اكتشفت عام 1964، كانت تحمل اسماً تعيده المصادر الحالية إلى مابين 730 و750م، وهذا ما يرجح أن تاريخ هذه القطعة يعود إلى أواخر العصر الأموي.
عن قصر المشتى
قصر المُشتّى هو أحد القصور العربية التي بناها الأمويون في الشام. يقع القصر على مسافة 32 كم جنوب شرق مدينة عمّان. بناه الخليفة الأموي الوليد بن يزيد عام 744 م. ويحيط بالقصر سور مربع طوله 144 متراً فيه 25 برجاً دائرياً، عدا برجي المدخل فهما بشكل نصف مثمن ويقع القصر في لواء الجيزة.
يرى مؤرخون أن القصر كان له عدد من المهام، ربما بما في ذلك السيطرة السياسية والعسكرية على المنطقة المحلية، والمتعة في الصيد.
بنيت جدران القصر من الطوب المشوي كقصر طوبة ويحيط به سور مربع الشكل بني من الحجارة الجيرية، طول ضلعه 150 مترا تقريباَ، وفي السور 25 دعامة نصف دائرية لزيادة التماسك بين أجزائه، وتبلغ المساحة الكلية للموقع داخل السور 22 دونما تقريباَ.
يقسم القصر إلى ثلاثة أجنحة، الجناح الأوسط مقسم بدوره إلى ثلاثة أقسام هما القسمان الشمالي والجنوبي ويضمان الأبنية الرئيسية، أما القسم المتوسط في الجناح الأوسط فهو يشكل صحن مكشوف. كان الجناح الشمالي مقراً للخليفة أما الجناح الجنوبي فهو ممرات وغرف ومسجد، ومنه ينفتح المدخل الوحيد الذي تزينه من الخارج واجهة مزخرفة.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :