-

المجتمع والناس

تاريخ النشر - 16-04-2024 09:17 AM     عدد المشاهدات 62    | عدد التعليقات 0

(ورق العنب) بالأغوار .. مشاريع محفوفة بتحديات التسويق

الهاشمية نيوز - في واحدة من أكثر طرق البيع التقليدية غير المجدية، ما تزال سيدات في لواء الغور الشمالي يعتمدن البسطات على الأرصفة وجنبات الطرق، كوسيلة لتسويق ما قطفنه من محصول ورق العنب، واضعات بذلك جهدهن ومصدر دخلهن، تحت رحمة إما تغاضي الجهات المعنية عن تواجدهن المخالف، أو الاصطدام بقسوة حملات ازالة التعديات التي تنفذ بين الحين والآخر.

ورغم اعتماد "ورق العنب" كمصدر رزق لعشرات الأسر في اللواء، إلا أن غياب آلية تسويق مجدية، تحيله في أحيان كثيرة إلى مصدر قلق، في الوقت الذي تطالب فيه سيدات بضرورة الالتفات لمشاكل تسويق المنتج، لاسيما وأن بعضهن كن قد أنشأن مشاريع خاصة عبر زراعة اشجار العنب من أجل انتاج الورق وبيعه.

وتطالب مزارعات وعاملات في مجال قطاف وبيع أوراق العنب، بالسماح لهن ببيع المحصول من دون اجراءات المنع التي تتبعها الجهات المعنية، إذ تشدد البلدية على البسطات المنتشرة في الشوارع وتتم مصادرة المحصول، أو مساعدتهن في تسويق المنتج بشكل سليم.
وتطالبت الاربعينية انتصار الدبيس من الجهات المعنية مساعدتهن على تطوير عملهن، من خلال عقد دورات تمكنهن من تطوير المنتج وتطوير طرق تسويق، أو العمل على فتح مصانع تغليف وتعليب وتفريز المنتوجات التى يتميز بها اللواء لتحقيق ارباح مرجوة تمكنهن من إعالة أسرهن.
وأشارت أم محمد التي تمتلك حوالي 20 دونما مزروعة باشجار العنب، ان ورق العنب موسمي، ويحقق أرباحا مجدية، لكن هذا النوع من الزراعة يحتاج إلى تطوير ودعم، والأهم فتح مصانع لاستيعاب فائض الانتاج وإعفاء السيدات من عرض منتجاتهن على الارصفة وجنبات الطرق.
وفي العادة تتوجه المزارعات والعاملات بداية كل شهر آذار (مارس) ونيسان (ابريل) من كل عام إلى اسواق المحافظات، لتسويق ما لديهن من أوراق العنب، بعد ان يتم قطفها من حدائقهن المنزلية، أو من المزارع القريبة والمخصصة لزراعة اوراق العنب، أو التي يحصلن عليها مقابل أجرتهن بالعمل على قطفه من المزارع.
وتطالب العاملة نجاح البواطي، بالسماح لهن باستغلال الموسم كما ينبغي لأنه يوفر فرص عمل لكنها غير دائمة، ويعتبر من أهم المواسم الزراعية، ويحقق ارباحا تساعد العديد من الأسر على تلبية احتياجاتها.
وأكدت العاملة منال الخشان، أن نساء الأغوار ينتظرن موسم قطف ورق العنب سنويا بلهفة، لاسيما وانه يوفر فرص عمل غير متعبة، اذ لا يتطلب العمل به الى بذل جهد كبير، مقارنة بالأعمال الزراعية الأخرى.
وأشارت إلى أن أجرة العاملة في هذا الموسم تختلف عن الأعمال الزراعية الأخرى، اذ تحصل العاملة على اجرة وفقا للكميات التى قامت بقطفها، بالإضافة إلى أن فترة العمل تكون مقسمة على فترات زمنية.
وتؤكد المزارعة علياء الدبيس، أن لواء الغور الشمالي من المناطق التى تشتهر بزراعة ورق العنب، مشيرة إلى أن هذا الموسم يعد من أهم مصادر الرزق للعديد من السيدات لتحسين أوضاعهن وإعالة أسرهن في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها أهالي اللواء الذي يعد من جيوب الفقر بالمملكة.
وأشارت الدبيس، انها اتخذت جزءا من الرصيف في منطقة الشونة الشمالية القريب من منزلها، لبيع أوراق العنب والتى اعتادت على قطافها في مثل هذه الفترة من كل عام، إلا أن البلدية قامت بمصادرة كل ما قطفته.
وأوضحت أنه ليس بمقدروها استئجار محل في الوقت الحالي لبيع ما تجنية من ورق العنب، خاصة وان العمل يعد موسميا وليس دائما.
وتؤكد أنها تجلب ورق العنب من حديقة منزلها، لاسيما وانها كانت حصلت على دعم لمشروعها من الجمعيات الزراعية، مشيرة إلى أن مشروع ورق العنب أمن لها دخلا يعينها على سد احتياجاتها ولوازم بيتها المتواضع ولكن يبقى المشروع يواجه تحديات التسويق والتي يمكن تجاوزها من خلال فتح مصنع للصناعات الغذائية.
من جانبه، أكد رئيس جمعية مزارعي وادي الريان مثقال الزيناتي أن الجمعية تقوم بتوزيع أشجار العنب على العاملات، بالاضافة الى انها تعمل على إنشاء "معرش" من دون مقابل.
واشار إلى أن الغاية من ذلك هو إيجاد مصدر دخل يمكن العائلات من سد احتياجاتها اليومية، مطالبا من الجهات المعنية بتسهيل مهمة العاملات في ذلك المجال لتسويق منتوجاتهن الموسمية.
وأوضح الزيناتي، أن العاملات يتعرضن للاستغلال من قبل بعض التجار عند عرض انتاجهن عليهم، مشيرا إلى أن بعضهم يقوم بشراء كميات كبيرة منهن بأسعار زهيدة، مستغلين عدم قدرتهن على التنقل وعرض منتوجاتهن.
وبين عضو اللامركزية عقاب العوادين أن قلة الدعم المالي للواء الغور الشمالي حالت من القدرة على إنشاء مشاريع استثمارية ومنها بطبيعة الحال مشاريع الصناعات الغذائية، مؤكد أن اللواء بحاجة إلى عدة مصانع لاستغلال أي منتجات يشتهر بها اللواء كمصنع الحمضيات ومصنع ورق العنب، اضافة الى الأهتمام في أي منتج زراعي لتطوير العمل الزراعي والحفاظ على ديمومته، قائلا "مشاريع كهذه ستعمل على تخفيف البطالة المنتشرة بين الشباب".
من جانبه، أكد رئيس بلدية طبقة فحل كثيب الغزاوي أن وجود البسطات في الشارع الرئيس يعيق حركة المرور، كما أن وجودها يسبب تلوث بصري وتلوث بيئي، مشيرا إلى أن البلدية عملت قبل فترة على إنشاء سوق شعبي في منطقة المشارع ويتكون من 23 مخزنا لتنظيم عملية بيع المنتجات الزراعية في المنطقة، موضحا أن موقع السوق مناسب جدا ويمكن العاملات من عرض منتجاتهن وبيعها.
بدوره، قال مصدر من وزارة الزراعة إنّه تم إنشاء 15 مصنعا للتصنيع الغذائي في الأردن العام الحالي، حيث ستعمل خطط التصنيع الغذائي على خلق فرص عمل وتنظيم المنتج المحلي بديلا عن المستورد، مع تحقيق الرقابة على المنتج المحلي وصولا إلى الجودة الأعلى والسعر المنافس، بما يستوعب فائض الإنتاج من الخضار والفواكه، مبينا أن الوزارة بصدد إنشاء العديد من المصانع الغذائية في المستقبل.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :