-

اخبار محلية

تاريخ النشر - 16-04-2024 09:16 AM     عدد المشاهدات 35    | عدد التعليقات 0

(اقرأ) .. أمل يزهر في طريق طلبة وادي الموجب وخطوة نحو تمكين ذوي الإعاقة

الهاشمية نيوز - انطلاقاً من إيمانهم بأهمية العلم والمعرفة في بناء المجتمعات؛ بادر مجموعة من المتطوعين في جمعية مسار الخير للتنمية المستدامة بإطلاق مبادرة "اقرأ" في منطقة وادي الموجب. تهدف هذه المبادرة إلى توفير بيئة تعلّمية غنية للأطفال واليافعين، وتعزيز حب القراءة لديهم، وتوسيع مداركهم الفكرية.

يعاني عدد من أطفال وادي الموجب من مشاكل صحية قد تؤدي إلى إعاقات دائمة، مما دفع بعضهم إلى ترك الدراسة في سن مبكرة. على الرغم من ذلك، يمتلك هؤلاء الأطفال قدرات بسيطة في القراءة. ولذلك، سعى متابعو الوضع المعيشي بالمنطقة إلى إيجاد مبادرات تعليمية تهدف إلى تنمية قدراتهم الذهنية وتعزيز حبهم للقراءة.

التواجد الدائم في المنطقة والاضطلاع على الواقع المعيشي للعائلات هناك، تحديدا فيما يتعلق بالجانب التعليمي؛ ساعد جمعية مسار الخير التي لها عدد من المشاريع التنموية المستدامة هناك، أن تطلق مبادرة "اقرأ"، وتستهدف أطفال وادي الموجب الذين لم يذهبوا للمدرسة بسبب ظروفهم الصحية والمعيشية، وذلك من أجل دعم مسيرتهم التعليمية وشمول الأهالي بما يصب في محو الأمية.
رئيس جمعية مسار الخير للتنمية المستدامة محمد القرالة، تحدث عن هذه المبادرة الفعالة التي لاقت ترحيبا من الأطفال وذويهم، بل ونشرت الفرح والسعادة في محيطهم، إذ إن نسبة كبيرة منهم يعيشون في الخيام وبيوت الشعر، أو البيوت المتواضعة جداً. وبين أن المدرسة الإساسية التي يدرس نسبة من الأطفال بها، لا يوجد فيها مراحل مدرسية متقدمة، كالمرحلة الثانوية، وهذا ما يجعل الأهل يمتنعون عن إرسال أبنائهم للمدرسة، بحجة أنهم لن يكونوا قادرين على إكمال المرحلة والوصول للجامعة، ما قد يسبب لهم الإحباط.
تأتي مبادرة "المكتبات النموذجية" التي أطلقتها مسار الخير في قرى ومحافظات المملكة، ضمن مشروع "المكتبات النموذجية" كخطوة مهمة تهدف إلى إحداث أثر إيجابي ملموس على المستويين الثقافي والمعرفي في مختلف أنحاء الأردن، والتشجيع على القراءة، وعلى امتداد الجغرافيا الأردنية، وتم افتتاح العديد من المكتبات المستدامة، والحرص على إمدادها بالكتب المناسبة لمختلف الأعمار.
ويُجسد شباب مبادرة "اقرأ" في وادي الموجب شغفهم بالتطوع ونشر الثقافة والعلم بين أطفال المنطقة. فهم يسعون جاهدين لزرع حب القراءة في نفوس الصغار، إيماناً منهم بأثرها الإيجابي على حياتهم ومستقبلهم. وعمدوا إلى أن يكونوا فاعلين مع أهالي وادي الموجب، ليتمكن الأطفال والشباب هناك من المطالعة والقراءة للنهوض بالمستوى الثقافي وتعزيز قدراتهم العلمية لشق دروبهم نحو المعرفة.
وتحدث القرالة عن بعض الأسباب التي تدفع بعض الأهالي إلى الإمتناع عن إرسال أبنائهم للمدرسة، عدا عن الوضع المادي المتدني، والحرمان من إرسال الأبناء إلى المدرسة، خاصة ممن يعانون من مشاكل صحية في البصر والسمع ومن ذوي الإعاقة، لذا، ما يزال أعضاء المبادرة يعملون على التواصل مع وزارة التربية من أجل إمكانية افتتاح صفوف مدرسية عليا، لإيجاد الأمل لدى الطلاب والأهل من أجل الاستمرار في التحصيل العلمي، خاصة أن الأهل لا يتوفر لديهم إمكانيات مادية لإرسال أبنائهم إلى باقي مناطق محافظة مادبا الأقرب إلى وادي الموجب.
ومن بين الطلبة الذين يشاركون في حملات القراءة، مجموعة كانت تعاني من ضعف بالبصر، وقامت الجمعية بمساعدتهم من خلال علميات تصحيح البصر، وتم تزويدهم بنظارات بمواصفات معينة تساعدهم على الرؤيا بشكل أوضح، وتوفير أجهزة قراءة بوضوح أكبر. ووفق القرالة فإن الفريق تفاجأ بأن نسبة كبيرة من الطلاب لا يمكنهم القراءة بشكل كامل، بسبب انقطاعهم عن الدراسة.
لذلك، كانت "اقرأ" هي الخطوة الأولى، في محاولة لجذب أكبر عدد ممكن من الأطفال، والكبار على حد سواء، كما تم التركيز على دمج الفتيات الأكثر تضررا من بعد المدراس عن بيوتهن، ومنعهن من الانخراط في الدراسة، لعدة ظروف.
وأشاد القرالة بالدور الكبير الذي تقدمه مدرسة الموجب من إدارة ومعلمين ومديرية تربية لواء ذيبان، بالمجهود الكبير في أداء رسالتهم التعليمية تجاه الطلاب، لتكون هذه المبادرة رديف لعملهم، ومتابعة التعليم خارج المدرسة.
أحد أبرز المتطوعين في مبادرة "اقرأ" هو من أبناء وادي الموجب، وكان لجمعية مسار الخير دور في إكمال دراسته بالمدرسة ومن ثم الالتحاق بالجامعة، وهو حالياً طالب لغة العربية، وكان قد اختبر المعاناة وواجه الصعوبات والتحديات وعاد ليكون أحد أبرز المتطوعين لمساعدة أبناء قريته وأن يكون القدوة لهم ودافع للاستمرار بالدراسة ليكونوا هم الفاعلون في مجتمعهم في المستقبل، لتكون "اقرأ" هي الطريق التي ينطلقون منها نحو حب القراءة والعلم، بمساعدة الكادر التعليمي والأهل.
وبالتعاون مع مدرسي مدرسة الموجب، تطوع العاملين فيها بتوفير "كراسة" للطلاب، بالتزامن مع توزيع ألعاب وهدايا وقرطاسية للأطفال، لدمجهم في المبادرة وتشجيعهم على القراءة بأجواء محفزة مليئة بالمرح والترفيه.
كما أن هنالك مجموعة كبيرة من السيدات اللواتي لم يدخلن المدرسة وغير قادرات على القراءة، وهذا ما دفع "اقرأ" وفق القرالة، إلى السير في خطوة محو الأمية لهم ومساعدتهم على تعلم المبادئ الأولى للقراءة، وتنظيم جلسات توعوية لهم في كيفية التعامل مع أبنائهم وتشجيعهم على الدراسة لضمان تمكنهم من القراءة والكتابة بشكل جيد.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :