-

اخبار محلية

تاريخ النشر - 15-04-2024 09:42 AM     عدد المشاهدات 40    | عدد التعليقات 0

مبادرات فاطمة أبو شبيث تحدث فرقا تعليميا لدى طالبات بمخيم الأزرق

الهاشمية نيوز - من رحم مخيم الأزرق، وتحديدا من مدرسة مخيزن الرابعة؛ ينبثق بصيص أمل أساسه مبادرات تعليمية تلهم طلبة لاجئين سوريين نحو بناء مستقبل واعد.
ووسط قسوة الحياة وانشغال العائلات بتأمين لقمة العيش، غاب اهتمام البعض بالجانب التعليمي للأبناء، لكن فاطمة أبو شبيث رأت في تلك الظروف فرصة لمد يد العون وتحقيق الأثر الايجابي، فنظرت إلى الطالبات بعين الاهتمام خوفًا من ضياع فرصهن بالتعليم.

في حديث خاص مع "الغد"، قالت أبو شبيث، وهي متخصصة بعلم المكتبات والمعلومات، ان دافعها وراء إطلاق مبادرتها جاء بعد أن لاحظت خلال تجولها في أروقة المدرسة معاناة بعض المعلمات مع طالبات، حيث كان واضحًا تحصيلهن الدراسي المتدني، فبادرت إلى زيادة وعي الطالبات بأهمية العلم وتحفيز الرغبة الدراسية لديهن.
في العام 2019، أطلقت أبو شبيث مبادرتها الأولى تحت عنوان "زميلتي من حقك أن تتعلمي"، وقد جاءت بتشجيع من مديرة المدرسة سابقًا نهاد العيد، وتم تنفيذها بالتعاون مع المرشدة وعد موسى، وكانت تهدف الى النهوض بالمستوى التعليمي للطالبات وزيادة التحصيل العلمي.
تشير أبو شبيث الى أن فكرة المبادرة تهدف إلى تعزيز التحصيل العلمي للطالبات من خلال تبادل المعرفة بين الطالبات المتفوقات والطالبات ذوي القدرات التعليمية المتدنية. ويتم تقسيم الطالبات إلى مجموعتين: مجموعة من الطالبات المتفوقات اللواتي يتولين دور المعلمة، ومجموعة من الطالبات اللواتي يتلقين الدعم والتوجيه، مع توفير القرطاسية اللازمة، وتخصص يومًا واحدًا في الأسبوع لتطبيق المبادرة.
ووفق أبو شبيث، فإن العديد من الطالبات اللواتي واجهن صعوبات في الدراسة في الماضي، أصبحن الآن من المتفوقات في صفوفهن، وذلك بفضل المبادرة المستمرة حتى الآن، حيث يتم تطبيقها في كل فصل دراسي.
وكانت الخطوة التالية بمبادرة "التعليم المدمج المحوسب" حيث أطلقتها في عام 2023 بالتعاون مع معلمة الاستدراك ميسم العيسى، وتهدف للنهوض بالمستوى التعليمي للطالبات، وزيادة تحصيلهن العلمي، خاصة في مهارات القراءة والكتابة بجميع الصفوف.
وكانت ابو شبيث تقوم بتدريس الطالبات في حصص النشاط في مكتبها وذلك بتشغيل مواد تعليمية على لوح رقمي والمعلمة العيسى تتابع معهن ومع الاهل، مبينة ان هذه المبادرة كانت نتائجها أسرع في التعليم وبتوصيل الفكرة، وفي الفصل الثاني مستمرين في تطبيقه.
وآلية عمل المبادرة تقوم على اختيار طالبة تحصيلها الدراسي متدن، واعطائها برامج تعليمية على اللوح الرقمي داخل المدرسة والتي تحتوي على الحروف ومقاطع الصوت وصور ومسابقات ودروس ودمجها بأوراق عمل مساعدة.
تُؤكد أبو شبيث على أهمية التعاون بين المدرسة والعائلة في المبادرة، حيث يتم التواصل معهم لطلب المساعدة والتأكد من قيام الطالبة بأوراق العمل المطلوبة منها، ويتم إرسال المواد التعليمية على هاتف العائلة لكي تتمكن الطالبة من التدرب عليها وممارسة مهاراتها في المنزل بواقع نصف ساعة بعد انتهاء الدوام.
تُقدم مبادرة "تعليم مدمج محوسب" حلولًا لمعالجة مشكلة التشتت وفقدان التركيز التي قد تواجهها بعض الطالبات، خاصة في المرحلة الابتدائية، تحديدا الصف الرابع، وتُؤكد أبو شبيث على نجاح المبادرة، فالعديد من الطالبات أعربن عن استفادتهن، كذلك تشجيع أولياء الأمور لمشاركة الأبناء في المبادرة بعد ملاحظة التحسن الملحوظ في مهاراتهم، وفي القراءة والكتابة.
وتذكر ابو شبيث ان المدرسة تضم طلبة من الصف الاول للعاشر، وجميعهم من اللاجئين السوريين، وبالرغم من ان عملها بالجانب الاداري، لكنها تساعد في عملية التعليم ومساعدة الطلبة. تقول "ظروف المخيم صعبة، والوضع مأساوي لبعض العائلات مع قلة مقومات الحياة الأساسية، لذلك نسعى إلى تخفيف العبء عن الأهالي من خلال دعم أبنائهم في رحلة التعلم.
كما تساهم مبادرة "قرآني حياتي" في تعزيز القيم الدينية ونشر المعرفة بين طالبات المدرسة، ويتم اختيار سورة من القران الكريم لكل صف لحفظها خلال العام الدراسي.
وتذكر ابو شبيث انه سيتم تنظيم مسابقة "موهبتي" في مجال كتابة القصة والرسم والاشغال اليدوية، كذلك معرض لتكريم الطالبات على موهبتهن قبل نهاية الفصل الدراسي، مبينة انه تم ارسال كتاب لادارة التربية للموافقة على اقامة المعرض.
وكما تقول فإن المدرسة تولي اهتماما كبيرًا بالجانب التعليمي، مع الحرص في الوقت ذاته على تنمية مواهب الطالبات وتشجيعهن على الإبداع وفي كتابة القصص.
هذه المبادرات، وفق قولها، تسرع من عملية التعليم عند الطالبات وتعزز من ثقتهن بأنفسهن، وفي المشاركة وطرح الافكار بعيدا عن الخجل من المشاركة، كما أوجدت نوعا من التنافس والتحدي بين الطالبات والتركيز على اهداف محددة بحياتهن اهمها التعليم بعيدا عن الامور الاخرى التي قد تؤذي الطالبة او تلهيها عن دراستها.
جميع هذه المبادرات صنعت فرقا حقيقيا وساهمت في مد يد العون لطالبات بالتعاون مع المعلمة ميسم العيسى التي كانت برفقة أبو شبيث وشريكة أساسية في النجاح خطوة بخطوة.
والطموح الأكبر لأبو شبيث ان تعمم هذه المبادرات على جميع المدارس لكي تساعد الطلبة في التميز الأكاديمي وتحقق الأثر الايجابي واطلاق العنان لمواهبهن وابداعاتهن وحب المدرسة والدراسة والتحصيل العلمي الذي سيفتح الآفاق نحو مستقبل أفضل.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :