-

اسرار وخفايا

تاريخ النشر - 09-04-2024 02:31 PM     عدد المشاهدات 141    | عدد التعليقات 0

تهديدات متعددة الجبهات: الأردن في سياق إقليمي مضطرب

الهاشمية نيوز - بعد هدوء حذر ومحاولات متقطّعة على مدى شهرين شهدا عمليتي تهريب ضخمتين، أحبط الجيش العربي محاولتي اختراق وتهريب ضخمتين عبر الحدود الشمالية الشرقية.
وعلى جبهة موازية في الفضاء الرقمي، يتصدّى الأردن لصليات سيبرانية من عدّة منصّات مشبوهة في الإقليم وخارجه. تسعى هذه الجهّات إلى إثارة فِتن وزعزعة استقرار المملكة مستغلة الغضب الشعبي الجارف، المتماهي مع مواقف القيادة المندِدة بعدوان الاحتلال على الفلسطينيين في قطاع غزّة وتنكيله بالأهل في الضفّة الغربية، وفق رصد وتحليل بيوت دراسات رقمية وتقارير عربية.
وتبين أن 89% من المنشورات المرصودة في الـ50 يوما الأولى من العدوان تضمنت خطاب كراهية ضد الأردن والملك عبد الله الثاني وولي العهد الأمير حسين والملكة رانيا ووزير الخارجية أيمن الصفدي، فيما تناقلت منشورات نسبتها 11% أخبارا تتحدث عن الأردن ومواقفه حول ما يجري في غزة، وفق شركة "مكانة 360".
وقامت الشركة برصد كل منشور وحوار ومقال ذكر فيه الأردن باللغة العبرية أو أي لغة أخرى ومن خلال تتبع اختصار بروتوكول الإنترنت الذي يعرف بالـ "IP" الخاص ببعض الحسابات التي روجت منشورات ضد الأردن، تبين أن تلك الحسابات تعود للجان هندية استأجرها الإسرائيليون ووظفوها لنشر محتوى يخدم الرواية الصهيونية عبر منصات التواصل الاجتماعي، حسب المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة مكانة 360 عبد الرحمن الحسامي.
وأشار الحسامي إلى أن الهجمات كانت تتصاعد بالتزامن مع اتخاذ الأردن لأي موقف ضد الاحتلال وعدوانه على القطاع، إذ ارتفعت الهجمات بنسبة 70% بعد إعلان المملكة عن عدم توقيعها لاتفاقية الماء مقابل الكهرباء مع الاحتلال.

عسكرياً وأمنياً
أعلن مصدر عسكري مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي أن المنطقة العسكرية الشرقية أحبطت محاولة تسلل وتهريب "كميات كبيرة من المواد المخدرة من الأراضي السورية". وأسفر الاشتباك عن مقتل اثنين من المهربين وإصابة آخرين وضبط كميات كبيرة من المخدرات، بحسب البيان الصادر يوم الاثنين.
تنهي محاولة التهريب تلك هدوءا مؤقتا دام شهرين بعد أشهر من مواجهات وتصدٍ شبه يومي لحرس الحدود على امتداد الحدود الشمالية والشمالية الشرقية.
القوات المسلحة كانت أحبطت محاولتي تسلل وتهريب؛ أسفرت الأولى في 18 فبراير/شباط عن مقتل 5 مهربين وجرح 4 آخرين وضبط كميات من المخدرات، فيما أدّت الثانية في 13 مارس/آذار إلى جرح "عدد من المهربين وضبط كميات المخدرات"، بحسب بيانات الجيش العربي.

مهدِدات سياسية وأمنية
محاولات التهريب والاختراق الحدودية وبث السموم الرقمية طفت مجددا على السطح بالتزامن مع حشد القيادة الأردنية طاقاتها على الساحتين الإقليمية والدولية للجم عدوان الاحتلال المستمر منذ 186 يوما على قطاع غزة.
"أوقفوا الحرب الآن"، تعبير بيان ثلاثي أصدره جلالة الملك عبدالله الثاني مساء الاثنين بتوقيع مشترك مع رئيس مصر عبدالفتاح السيسي وفرنسا إيمانويل ماكرون.
خَشْيتان أردنيتان ترفعان بارومتر حساسية أجهزة الدولة في التعامل مع الأحداث الجيوسياسية الحالية عبر الحدود الشرقية والحدود الشمالية، رغم أن وقوع مثل تلك الخروق بات يعدّ أمراً عادياً في السنوات الأخيرة، نظراً لضعف السيطرة العسكرية والأمنية في جنوبي سورية.
ويحذر الجيش والحكومة من استمرار عمليات التهريب عبر الحدود الشمالية، بل وتوسعها لمسرح عمليات يتخلله اشتباكات عسكرية موسعة.
وترى الحكومة على لسان ناطقها مهند مبيضين أن تكثيف المحاولات الخارجية تستهدف مشاغَلة أجهزة الدولة بمناوشات تستهدف أمن الوطن واستقراره.
وتبدو الدولة واضحة وصارمة في التصدّي لمحاولات التهريب المتكررة. يتجلّى ذلك في تحذيرات القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي، بالضرب بحزم مع "كل من تسّول له نفسه القيام بمثل تلك العمليات".

تغيير قواعد الاشتباك
وكانت القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي أعلنت منذ أواخر 2022 تغيير قواعد الاشتباك إلى (رد ناري سريع مباشر) على الحدود الشمالية للتصدي لعمليات تهريب مخدرات وأسلحة متزايدة في السنوات العشر الماضية.
ويرى متابعون للمشهد العام أن هذه المناوشات تنفذها ميليشيات إيرانية تسعى إلى نقل الفوضى إلى داخل المملكة، أسوة بأفعال سابقة لها في دول عربية كسورية، لبنان، العراق واليمن.
وزير الإعلام الأسبق سميح المعايطة غرّد أخيرا على منصة X تزامنا مع الأحداث التي يشهدها الشارع الأردني:"‏إيران نمر من ورق لكن بمخالب فولاذية (..) توسع نفوذها وتصنع الفوضى في محيطنا بمخالب عربية"، مستذكراً عبارة مهمة ودقيقة للأمير تركي الفيصل مدير الاستخبارات السعودية قبل سنوات في ندوة بالجامعة الأردنية.
فيما كشف مصدر قريب من منطقة الاشتباك الحدودية ضخامة "جهود القوات المسلحة للحفاظ على أمن الحدود هائلة في ظل التكنولوجيا المستخدمة والخطط المتبعة لدى مهربي المخدرات والسلاح"، المرتبطين بميِليشيات إقليمية.

الشمال الشرقي
وعلى الشق الآخر، تواصل ميليشيات منتشرة في العراق تصعيد خطابها ضد الأردن بعد أن توافدت قبل أشهر نحو معبر طريبيل الحدودي وأقامت معسكرات مؤقتة تحت مسمى "خيام اعتصام"، متذرعة بـ"تحرير فلسطين".
وتنظر الدولة الأردنية إلى هذه الميليشيات كخطر يهدف إلى جعل الساحة الأردنية معترك قتال وفوضى؛ وفق ما جاء على لسان مسؤولين أردنيون في تصريحات صحفية أو عبر تغريدات على حساباتهم الشخصية.
تلك الميليشيات تمثل تيارات وأحزابا مثل السرايا التابعة لحركة النجباء، وحزب الله العراقي، كانت استهدفت تجمعات فلسطينية في السابق.
ونُسب إلى ميليشيات حزب الله العراقي بيانٌ حول جاهزيتها لتسليح "12 ألف مقاتل" في المملكة بذريعة دعم الفلسطينيين. وتزامن تداول البيان قبل أيام مع تحذيرات أوساط أردنية من مخططات لإيران لزعزعة أمن الأردن وجعله منصة لتنفيذ أجندات خارجية.
مسؤولون سابقون وحاليون عدوا توافد هذه الحشود إلى الحدود الأردنية أو إدلائها التصريحات الرامية لإشعال فتيل الفوضى في الشارع الأردني محط تساؤل واستغراب؛ في ظل أن الطريق من إيران والعراق وصولا إلى سوريا ولبنان والحدود مع "إسرائيل" تخضع لسيطرة الحرس الثوري الإيراني الذي تتبع له هذه الميليشيات، فلماذا تقطع هذه الحشود الطريق وتعود للتظاهر أمام الحدود الأردنية؛ تحت ذريعة دعم فلسطين؟
وكانت الحكومة أشارت سابقا إلى "أيديولوجيات بائسة" تسعى إلى "تأليب الرأي العام الشعبي ضمن محاولة استغلال المشاعر والعواطف". ولفتت أيضا إلى "إفلاس قوى تريد أن تطعن في الموقف الأردني أو تريد إجبار الأردن على اتخاذ خيارات أخرى".

حرب استنزاف
ويرى محللون ومسؤولون أردنيون أن ما تقوم به الميليشيات على الحدود الأردنية يهدف إلى ممارسة حرب استنزاف ضد القوات الأمنية والمجتمع الأردني وصولا إلى اختراق الشريحة الداخلية ومحاولة زرع ما يمكن زرعه من الغام تتفجر رويدا رويدا وتفضي إلى حالة عامة من غياب الاستقرار وانعدام الأمن وانتشار الفوضى.
محاولات الاختراق الحدودية تتزامن مع "قصف" سيبراني يستهدف "زرع فتيل الفتنة داخل المجتمع الأردني عبر نشر حسابات وهمية لتغريدات ومنشورات تدعو للفرقة الداخلية".



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :