نزف على أعتاب غزة

الهاشمية نيوز - أميمة يوسف
هم يرحلون وأنتَ باقٍ باقِ *** مِلءُ المسامع، أنتَ، والأحداقِ
يا رافعًا رأسَ اشتعالكَ عالياً *** لا تنطفئْ يا سيّدَ الإحراقِ
ولدي الشهيدَ على رُغامِ أنوفهم *** لا تلتفتْ لِتَداخلِ الأوراقِ
أنتَ المُؤمَّلُ لاستعادةِ حَقِّنا *** وطنٌ يئنّ بقبضةِ السُرّاقِ
أرّختَ للأصل النبيل ملاحمًا *** بوركتَ يا مستوثَقَ الأعراقِ
خذ شالَ شعري والتحفه ودمعتي *** كفنًا يليقُ بموتك العملاقِ
يا موعدًا للعزِّ فيكَ حملتُه *** تسعًا بأحشائي فذابَ نطاقي
خذ بندقيّتَك التي خضّبتُها *** بملامحي وتمائمِ الأشواقِ
خذ حقلَ قمحي وانثيالَ ضفائري *** خذ زيتَ زيتوني وخبزَ فراقي
ثم انطلق حُرًّا لفجر لقائهم *** الغاصبينَ النومَ في الآماقِ
الخائفينَ فلا أمانَ يريحُهم *** الناكصين بحومةٍ وتلاقِ
الغارمينَ فليسَ يُقضى دَينُهم *** الخائبينَ بلا أقلِّ وَثاقِ
خذ عطرَ أمّكَ عطرَ غزّةِ هاشمٍ *** للقاصراتِ الطرف قاب عناقِ
قل: جئتُ مكلومًا، فخذنَ قضيتي *** ثم انتشينَ بنزفها الرقراقِ
يا ناضراتِ العودِ عَودي ثابتٌ *** عمّا قريبٍ فانتظرنَ بُراقي
أنا زمهرير البرق، رجفةُ وَمضهِ *** وأنا هزيمُ الرعد في أعماقي
وأنا هدير الزحفِ باسم قذيفةٍ *** سأمهدنَّ الأرضَ تحت رفاقي
وأشدُّ للتاريخِ شحمةَ أُذنه *** وأبوحُ بالأسرارِ طيَّ وِثاقي
وأصيحُ: يا تاريخ ها عُدنا إذن *** فاخشع لهذا الهادرِ الدفّاقِ
عدنا لتسطعَ بالحقيقةِ شمسُنا *** والفجرُ يطلُعُ منْ دجى الأنفاقِ
وأزيدُ: ها عُدنا؛ فعَنْوِنْ درسَنا: *** «الناثرون المجدَ في الآفاق»