-

اخبار محلية

تاريخ النشر - 08-04-2024 09:17 AM     عدد المشاهدات 39    | عدد التعليقات 0

عيد اللاجئين السوريين في مخيمات اللجوء بالمفرق .. (فرحة منقوصة)

الهاشمية نيوز - “أكيد ما راح اشتري أواعي العيد لا إلي ولا لبنتي الوحيدة؛ لأنه في أشياء كثير أولى مثل الأكل والدواء حتى بنتي إلها يومين مريضة وعلى الدكتور ما أخذتها؛ لأني ما معي مصاري كيف بدي اشتري أواعي للعيد وأنا ما معي حق دوا لبنتي”، بهذه الكلمات وصفت وداد أم زين العمر (19 عاما)، استقبالها لعيد الفطر وهي نازحة من ريف حماه تسكن في مخيم عشوائي بقرية صبحا شرقي المفرق.

وداد كغيرها من آلاف النازحين السوريين فقدت الأمل من شراء ملابس العيد لطفلتها الوحيدة وهي تأمل أن تتحسن الأوضاع لها ولبيت والدها الذي تسكن معهم وتزيد: “والدتي أم ايتام واخواني الصغار ما يقدروا يشتغلوا كلهم بالمدرسة ويا دوب امي تلحق علينا من أكل وكهرباء ومصاريف ثانية، هي اللي تصرف علينا كلنا لأني انا ما بقدر اترك بنتي واشتغل”.

يحل العيد هذه السنة ثقيلا ملؤه الحسرة على الديار والأهل للكثير من العائلات السورية في مخيمات اللجوء العشوائية والرسمية شرقي محافظة المفرق الذين أجبرتهم الظروف أن يبتعدوا عن أهاليهم وديارهم هربا من دمار الحروب، إذ لا يختلف العيد في بلادهم عن العيد داخل تلك الخيم العشوائية وغيرها بالنسبة للاجئين الذين يعيشون داخلها بحسرة.
يحل عيد الفطر بعامه الرابع عشر على الآلاف من العائلات السورية في مخيمات اللجوء العشوائي والرسمي شرقي محافظة المفرق كأنه يوم كباقي الأيام، بل أكثر حزنًا وعوزًا، حاملاً معه قصص النزوح عن الأهل والديار لترافقه مخاوف تراجع الدعم وتهديدات انقطاعه، والذي بات يشكل هاجساً لدى الكثير من تلك العائلات.
واكتفى البعض بانتظاره للاطمئنان على من هم هناك في سورية عبر منصات التواصل الاجتماعي، ففي تلك المخيمات شرقي المفرق المكتظه بآلاف اللاجئين تغيب مظاهر العيد داخل الخيام، فلا تغيير طارئ يحدث هناك داخل الخيم المتناثرة على أطراف الصحراء ببوادر تشير لقدوم بهجة العيد أو حتى رائحة الكعك لتدخل أو تخرج من تلك الخيام.
ويصف نازحون أجواء العيد أن “لا طعم له وهم بعيدون عن ديارهم وبيوتهم وأهلهم. فمنذ النزوح لم يحل علينا العيد إلا بعودتنا لسورية فمرحلة النزوح ستبقى غصة في قلوبهم منذ ثلاثة عشر عاماً على التوالي”.
ورغم محاولاتهم لإضفاء مشاعر الفرح بهذا اليوم أمام أبنائهم إلا أن أوجاعهم لم تستطع إلا أن تتفوق لترجع مره أخرى كف الحسرة وتخطف فرحتهم لتقديم أبسط الحقوق المشروعة لأطفالهم وهي الملابس الجديدة والألعاب لتتزين بفقر الحال وضنك العيش وغلاء المعيشة.
تكتفي مدنية أم محمد – لاجئة سورية- بشراء ملابس لطفلين من بين أطفالها السبعة بعد تجوالها في الأسواق والنظر اليها بشيء من الالم، لتعود إلى بيتها بحسرة بعد عجزها عن رسم الفرحة لباقي أبنائها الآخرين بملابس تناسب ميزانيتها “المتواضعة”.
وفي حديثها، قالت أم محمد ذات الأربعين عاما، وأم لسبعة أطفال وتقيم في بلدة الزعتري “إنها كانت تنوي شراء قطعة ملابس لكل طفل من أطفالها لعلّها تضفي عليهم فرحة العيد ولكنها تفاجأت أن أسعار الملابس هذا العام مرتفعة جداً بشكل كبير عن الأعوام السابقة بشكل لم يسمح لها أن تفرح الباقين، حيث يعمل زوج أم محمد في الحيازات الزراعية حسب الموسم ويحاول منذ عده أشهرأن يجمع مبلغ معين لسداد أجار البيت وفاتورة الكهرباء ولكن تراجع الدعم غير المتوقع غير مخططاتهم البسيطة كعائلة وخاصة للعيد هذا العام”.
وأضافت أن “سعر الملابس في الاسواق يحتاج فيه الطفل لميزانية لسد التزاماته الذي يحتاجها، فمنذ بدء تجوالي لساعات في السوق ومحال الألبسة تفاجأت أن كل طفل من ابنائي يحتاج 30 دينارا لكي استطيع شراء ملابس جديدة له فارتفاع الأسعار أجبرني على الاكتفاء بالشراء للأكثر حاجة منهم ممن هم دون سن أربع سنوات “.
وبحسب أم محمد فإن تكلفه كسوة الطفل من الملابس البسيطة هذا العام ومع تراجع الدعم وتقليص المساعدات ارتفعت الى 40 دينارا بمعدل يصل لـ 40 % عن العام الماضي.
وأردفت أنه وفق هذه الاسعار تحتاج الى راتب شهري لكسوة اطفالها فقط وهو مبلغ تعجز الأسرة عن تحمله مع ضنك العيش والظروف”.
وتابعت السيدة السورية: “كنا نأخذ بصمة عين وكانت الأمور ماشية حالها لكن بعد قطع المنظمة عنا البصمة صار الوضع من سنتين يتدهور على الآخر كما تحدثت كأم أنها محاولة قدر المستطاع ان تسعد اطفالها السبعة في ظل تراجع الدعم وانخفاضه الذي بات يشكل هاجساً لدى الكثير من العائلات السورية داخل وخارج تلك المخيمات”.
ولا يختلف الوضع عند أم محمد عن جارتها أم خالد (اسم مستعار) التي تقول إن “الوضع متشابه علينا جميعا”.
وفقدت أم خالد المساعدات التي كانت تصلها من “اليونيسف”، بحيث كانت تتقاضى 25 دينارا والآن تقلصت لـ10 دنانير فقط، وبصمة العين أصبحت 25 %.
وأضافت: “بالنسبة للسوق والأسعار ولملابس الأطفال فهي غالية جداً ما قدرت اشتري لولادي أواعي لأنه ما معي اصلا والمفروض الأسعار تكون أقل من هيك لأن الناس تعيش حالة من الفقر غير مسبوقة خصوصاً تراجع المساعدات أثر علينا كثير وما اقدر الاقي لبسة اقل من (20 دينارا) للطفل الواحد إلي عمره أقل من 10 سنوات”.
واستكملت حديثها: “بدي أقل شيء 100 دينار ويا دوب تكفي لأربع اطفال يعني بدنا راتب شهري وفيه كثير عائلات بترقع لبس قديم وتلبسه يعني إعادة تدوير لأنه هذا المتاح بظل هالظروف الصعبة علينا.”
من جهتها قالت السيدة الأربعينية “هيام” وهو اسم مستعار الأم لستة أطفال وتعمل “مصففة شعر”: “مهنة الكوافيرة وتصفيف الشعر تعتبر عنا من الرفاهيات والكماليات إلي مش ضرورية بالوقت الحالي وبهيك ظرف سيء، يعني 20 دينارا إلي بتعمل فيهم الزبونة شعرها بتروح توفرهم لحتى تشتري (حذاء) لابنها في العيد”.
وأضافت النازحة من ريف درعا، ومقيمة بمخيم الزعتري الرسمي شرقي محافظة المفرق،: “مع أنه لما كنت بسورية كانت تدخل علينا، لكن هون الناس ما معها سيولة وتعبانة وعندها أولويات، ما بنكر إنها ساعدتني بالشيء القليل لتحسين وضعنا المعيشي لأنه زوجي ما بشتغل برغم أنه صاحب مهنة خياط، بس الحركة داخل المخيم ضعيفة وما فيه حركة ولو بده يطلع يشتغل خارج نطاق المخيم راح يترتب عليه التزامات إحنا بغنى عنها من مبالغ لتصاريح وكثير شغلات”.
وأردفت: “الأسعار جداً غالية بالسوق فيه الغالي وفيه الشعبي الرخيص إلي الناس البسيطة معتمدة عليه بشكل كبير لحتى تقدر تفرح أطفالها، إحنا بالمخيم ميزانية ما معنا ونفتقر إلها يعني السنة الماضية كنا نحاول نوفر لكن هاي السنة إلي معنا يا دوب يكفي اكل وشرب”.
تراجع الدعم
كان برنامج الأغذية العالمي حذر من أن هناك استمرارا في “تخفيض عدد مستفيدي المساعدات من اللاجئين بالأردن”.
وأضاف البرنامج في تقرير أنه واصل في شباط (فبراير) الماضي تقديم مساعدات غذائية لنحو 410 ألف لاجئ من الفئات الضعيفة في المخيمات والمجتمعات المضيفة.
ونظرا لنقص التمويل، ما يزال المستفيدون يتلقون قيمة تحويل مخفضة (15 دينارا) للشخص الواحد شهريا منذ تموز (يوليو) العام الماضي.
وأكد البرنامج أن هذه المساعدات “المخفضة” ستقدّم حتى نهاية نيسان (إبريل) فقط.
بدورها، قالت عضو المجلس البلدي لبلدية الزعتري ورئيسة جمعية التقوى لرعاية الأيتام فلحا الخالدي: “إنهم واجهوا هذا العام تراجع للدعم الأممي للاجئين السوريين بشكل ملحوظ وإن هناك إنهيارا واضح المعالم للأوضاع الحياتية في المحافظة تمحورت في شح المساعدات الإنسانية الأممية والمحلية للجمعيات الخيرية والمنظمات الدولية.
وبصفتها رئيسة جمعية خيرية ذكرت الخالدي أنهم “اعتادوا كل عام على كسوة الأطفال السوريين والأردنيين قبيل عيد الفطر ولكن في ظل الظروف الراهنة وقساوتها لم نستطيع أن نحصل على أي دعم سواء عيني أو نقدي”.
وواصلت حديثها : “هناك نقص في الإمدادات الأساسية لكثير من الجمعيات ولم تعد الجهات المانحة قادرة على مساعدة الناس أكثر من ذي قبل إذ قلّت مساعدات تلك الجهات التي يعتمد عليها الناس بشكل كبير.
وأبدت الخالدي قلقها الكبير على مصير الأيتام والأسر المحتاجة بعد انخفاض الدعم لتلك الجمعيات خاصة بخطتهم الرمضانية لهذا العام من طرود غذائية ومساعدات مالية وإفطارات وكسوة العيد”.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :