-

المجتمع والناس

تاريخ النشر - 05-04-2024 09:52 AM     عدد المشاهدات 54    | عدد التعليقات 0

المخيبة .. أسر تودع رمضان بالتقشف وتستقبل العيد بجيوب فارغة

الهاشمية نيوز - بجيوب فارغة، تستعد عشرات الأسر الفقير في المخيبة لاستقبال عيد الفطر الذي تفصلنا عنه أيام قليلة، بعد أن أمضت شهرا من التقشف وعناء توفير وجبة الإفطار اليومية خلال شهر رمضان، في حالة تتكرر سنويا ويجد فيها أرباب الأسر أنفسهم عاجزين عن إدخال الفرحة لأطفالهم.

وعلى وقع إتقان التقشف، تواصل الأسر تدبير أمورها، لتجد في ما يعرف بـ "الرثي" و"الترقيع"، مخرجا لمأزق شراء كسوة العيد، بينما قد تكون بعض الأسر محظوظة إذا ما أدركت إحدى مبادرات توزيع الملابس التي تقوم بها الجهات الخيرية.

وتصنف منطقة المخيبة التي تتبع للواء بني كنانة، ضمن أشد المناطق فقرا في المملكة، حيث تصل نسبة الفقر إلى 37 %، وتتقاضى أغلب العائلات مساعدات شهرية من صندوق المعونة الوطنية، من مختلف الحالات، سواء من ذوي الإعاقة والفقراء والمطلقات والأرامل.
يقول علي درويش من سكان المنطقة، إن غالبية الأسر تعاني من ظروف مالية صعبة، تفرض عليها معيشة ضنكا لا تستطيع معها توفير أبسط المستلزمات الموسمية ومنها على سبيل المثال مستلزمات المناسبات وخاصة عيد الفطر، مشيرا إلى أن أغلب سكان المنطقة يعتمدون على تأمين مصاريفهم اليومية من رواتب صندوق المعونة الوطنية.
وأشار فيما يخص أوضاع الأسر هذه الأيام التي يجري فيها الاستعداد لاستقبال العيد، أن راتب المعونة تم استلامه قبل بدء شهر رمضان المبارك، وتم صرفه على بعض متطلبات الشهر الفضيل، إضافة إلى التزامات أخرى من بينها أجرة منزل وثمن فواتير كهرباء وماء.
وتابع أن أهالي المنطقة يعتمدون في كل عام على الدعم المقدم من الجمعيات الخيرية ولكن هذا العام كان مختلفا لقلة الدعم المالي من المحسنين.
وقال "الكثير من أهالي المنطقة وخاصة أطفالها سيستقبلون عيد الفطر السعيد بملابس قديمة جدا، ومنها ما لا يصلح للاستخدام لولا تدخل عمليات رثي الملابس وترقيع الأحذية".
الأربعيني محمد البراهمة يصور حجم المعاناة التي يعيشها بعض الأسر في منطقة المخيبة قائلا "أسر تعيش على دخل لا يتجاوز 150 دينارا شهريا، وهذا المبلغ لايكفي لسد رمقها، في ظل أوضاع اقتصادية صعبة"، مشيرا إلى أن الآباء ومع اقتراب العيد يكونون في وضع لا يحمدون عليه، فهم بين قسوة الحياة وعدم قدرتهم على شراء ملابس العيد، إذ يفضلون بعض الأحيان الجلوس في البيت وعدم الخروج منه حفاظا على مشاعر أبنائهم.
وأشار البراهمة إلى أن هناك العديد من المواد الغذائية شهدت ارتفاعا ملحوظا في أسعارها خلال الفترة الماضية وتحديدا منذ بدء شهر رمضان، وفي مثل هذه الأوضاع يصبح شراء قميص أو بنطال أمرا يرهق الآباء.
الخطير في حديث البراهمة، أن بعض الأسر قد تُخرج أبناءها من المدارس، وتدفعهم للعمل ليصبحوا مصدر رزق.
أم علي، ربة منزل، توضح مدى ما تواجهه أسرتها من صعوبات مالية، والتي يصبح معها موضوع تأمين التزامات المناسبات كابوسا موسميا.
تقول، "إنها تحصل على مساعدة من صندوق المعونة الوطنية، ولكن استلمت المبلغ الذي تبخر جراء تراكم الديون عليها للبقالات والمخبز، وأجرة منزل ناهيك عن المصاريف الأخرى، كأثمان فواتير الكهرباء والمياه، لذلك لا تستطيع شراء ملابس لأبنائها الصغار، إذ تفضل الجلوس معهم في المنزل طوال العطلة بدلا من الخروج والتسبب بإحراج لهم".
وتقول الخمسينية أم محمود "لدي 6 أبناء، بينهم 3 على مقاعد الدراسة، هم لا يدركون معنى العيد في كل عام لعدم قدرتهم على شراء ملابس جديدة، إذ تحرص كل الحرص على أن يبقوا في المنزل، حتى لا يشاهدوا أقرانهم، أو يسمعوا منهم قصصا عن ماذا فعلوا بعطلة العيد وأين ذهبوا ؟"
أم محمود التي تعتبر أطفال المخيبة الأقل حظا على كافة الصعد، تشير إلى لجوء العديد من الأسر الفقيرة بالأغوار للجمعيات الخيرية من أجل الحصول على ما يعرف بـ "دعم العيد" ولكن هذا العام عادت غالبية الأسر بالخيبة لقلة الدعم المالي من المحسنين.
تقول أم خالد من منطقة المخيبة والتي تتقاضى من صندوق المعونة الوطنية مساعدة مقدارها 120 دينارا شهريا، "أبنائي لن يفرحوا بملابس العيد هذا العام لعدم مقدرتي على توفير ثمنها في ظل موجة غلاء تفوق قدرة الأسر الفقيرة التي تعيش أوضاعا مأساوية".
بدورها، تقول الناشطة الاجتماعية تهاني الشحيمات أن أسباب انتشار الفقر بين العديد من الأسر في المخيبة، عائد إلى غياب أي مشاريع استثمارية، والتي تمكن أرباب الأسر والشباب من العمل بشكل دائم، موضحة أن غالبية الأسر بالأغوار يعمل أربابها في العمل الزراعي الموسمي، وكثيرا ما يجدون أنفسهم بعد انتهاء موسم الزراعة بلا أي عمل ولا أي مصدر دخل.
وأضافت أنه وحتى مع أيام العمل فإن الأجور بطبيعة الحال متدنية وتنحصر ضمن العمل بالمياومة.
وتطالب الشحيمات من الجهات المعنية مثل التنمية الاجتماعية والمؤسسات والشركات الخاصة والجهات الخيرية، الالتفات أكثر إلى المناطق المهمشة، لتخطي الوضع المعيشي المتردي فيها، مشيرة إلى أن فرحة شراء الملابس بالعيد تغيب عن بيوت أطفال وذويهم في الأغوار لعدم مقدرتهم على توفير الاحتياجات الأساسية لأبنائهم ولا حتى لديهم القدرة على توفير ما هو أدنى منها، إذ أصبحت الأعياد تشكل عبئا كبيرا على الأهالي.
وتؤكد أن هناك العشرات من الأطفال يتهربون من الذهاب إلى المدرسة، وينخرطون بسوق العمل كي يتمكنوا من شراء ملابس العيد.
من جانبها أكدت مديرية التنمية الاجتماعية بلواء الغور الشمالي حرصها على متابعتها أوضاع الأسر الفقيرة في اللواء، وتقديم كافة وسائل الدعم ضمن الإمكانات المتاحة.
ووفق ما أوضحه مصدر فإن المديرية وتحت بند مساعدات طارئة تقوم في بعض الأحيان بدراسة ومتابعة حالات تتطلب المساعدة الفورية، مشيرا في هذا الخصوص إلى أهمية الدور المساند الذي تقوم به بعض الجهات الأهلية في مساعدة الأسر الفقيرة.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :