-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 01-04-2024 10:35 AM     عدد المشاهدات 65    | عدد التعليقات 0

السخنة والربيع الجميل

الهاشمية نيوز - نبيل عماري

مع بدايات الربيع وأول نسمات الربيع الدافئة، يخرج أهل الزرقاء وعمان خارج جدران مدينتيهما، مستغلين الجو الدافئ ويوم العطلة، لقضاء يوم مع العائلة ومع الطبيعة، فيقصدون قرية السخنة الجميلة الوادعة ببساتينها القريبة من الزرقاء، وهي تقع غربها حيث نهر الزرقاء الجاري، ونبع عين النمرة والهواء العليل، ومصاطب الخس، والشومر، أوالنعنع، والبقدونس، ناس يفترشون الطبيعة حاملين معهم زوادتهم والتي اختلفت بمحتوياتها كل حسب إمكانيته المادية. مناقل الشواء وطناجر ورق الدوالي والكوسا، وتبولة، وسلطات، ومتبلات، يأتون بسيارات مستأجرة، أو من يملك سيارة يذهب عدة مرات إلى السخنة الزرقاء وبالعكس كل يجلس في موقعة يشتري عدة خسات من مصاطب الخس يختارها من أرضها، ويتم غسلها بماء عين النمرة الجارية والعذبة وتتراءى لك من خلال الماء أسماك وبلاعيط ونقيق ضفاذع وابو ذنيبة وتشتم راحة شواء ورائحة طنجرة ورق دوال تقلب والكل يهجم على حبات الدوالي المحروقة، وتسمع أغاني من مسجلات كاسيت فيروز يا جبل الشيخ ياقطر الندي وردني إلى بلادي ووديع طلوا حبابنا طلوا وجنات ع مد النظر وفريد أدي الربيع عاد من تاني وأول همسة وبقى عايز تنساني وجوزيف صقر أنا إلي عليكي مشتاق وجورجيت الصايغ دلوني ع العيون السود وعلقوني وصوت سعاد حسني الدنيا ربيع والجو بديع وغناء أطيار وهديل حمام وصوت نقيق ضفادع قادم من سيل الزرقاء وإذاعة عمان تواكب الحدث الربيعي مع محمود ابوعبيد ونبيلة السلاخ بكلمات تشرح الخاطر وأغان تعطي للدنيا جمالا، ونغمات عود ودربكة قادمة من إحدى الجلسات وكذا صوت طرقات أحجار طاولة زهر ورائحة ربيع اوخضار مزروعة بين جنبات النهر ورائحة نبات الدفلى وعبق أشجار الزيزفون ونسيم يداعب أوراق شجر الحور وعند الشعور بالحر لا بد من كازوزة يبيعها بائع يمر بين المتنزهين وينادي كازوز اورانج فرش تخرج الزجاجة باردة من سطل حديدي ممتلىء بالثلج بينما ليلى ليلى نظمى تغني ــــــــــــــــــ مشربش الشاى اشرب ازوزه انا، ولا يقتصر الموضوع على بائع الكازوز فهنالك بائعو البوظة أيمة بوظة والأسكيمو والبريمو وأناس يتناولون حبات من التوت البري والذي يزهو ويثمر على ضفاف نهر الزرقاء هو ونبات القصيب وفاكهة المشمش والجرنك الكرز الأخضر والتوت الشامي كلها استوت يبيعها من أرضها ذاك الفلاح الشيشاني الطيب بينما تنتظر حبات الجوز موسمها والسخنة تختصر عبقرية المكان وروعة الطقس حتى لكأنها ولدت من رحم الصفاء والنقاء وشعبها الطيب كان دائما يمثل الجود والكرم في العطاء. السخنة فمع اوائل الربيع تتحول السخنة لسجادة فارسية فيها من ألوان زهور الأرض حتى لتبدو كلوحة فسيفساء نسجتها يد الخالق العظيم ووضعت فيها من كل لون مالم يخطر على بال بشر.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :