-

كتابنا

تاريخ النشر - 01-04-2024 10:32 AM     عدد المشاهدات 43    | عدد التعليقات 0

طابور الخُبز والحُب والحياة

الهاشمية نيوز - عبد السلام عطاري/ فلسطين
والموتُ ينجو من موتِنا
الموتُ ينجو
وأنا المُتعبُ من طابورٍ
لا يبدأُ، لا ينتهي
والجوعُ يعوي على الطّرقاتِ
يعوي ويعوي
وتمضي الأسئلةُ مهرولةً
وتهربُ من أَلْسِنةِ السائلين
تهربُ من قبضةِ الخوفِ
وتحطُّ جوابَها
تراه في عيونِ المتعَبين
أنا وجعُ السّؤالِ، قُلت،
وجعُ السؤالِ الذي لا يُرى
ووجعُ الجوابِ الأعور
في عيونِ السائرين
العيونُ التي استعارها لاجئٌ
عنَ لاجئٍ، لا تختلفُ الرؤى
لا تختلفُ في عيونِ الناظرين
وأتحسسُ وجهي أتحسسه
ألمس نُدبةَ الحنين
أشدُّ بها، أشدُّها بأصبعي
أصبعي الذي أشرتُ به على الطّريق
الطّريقِ التي تأخذُنا إلى كلِّ حيٍّ وحياة
إلى خَرّوبةِ العُمرِ العَجوز
كلما رميتُ نُعاسي على كفيَّ
عبرتُ بأحلامي الطّرقاتِ
عَبرتها لأرى أنِّي وقفتُ أولَ الفَجْرِ
مبتدأ الطابورِ، طابورِ الفجرِ الطويل
والبردُ يقضمُ جسدي
ينهشُه، ينهشُ كلَّ شيء
كلُّ شيء صارَ له طابورُ انتظار
الخبزُ، الماءُ، الحبُّ والحياة
والنومُ المرهَقُ مِنَ النُّعاس
وأقفُ في زاويةِ العتمة
لأصطادَ الموتَ
لكنَّه الموتُ ينجو منّا
الموتُ ينجو من موتِنا
ينجو، من فخِّ الحياةِ
ينجو من كَفنِ الميتين.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :