-

كتابنا

تاريخ النشر - 26-03-2024 11:08 AM     عدد المشاهدات 68    | عدد التعليقات 0

متحف ارمات عمان .. ذخيرة حية لذاكرة المدينة

الهاشمية نيوز - محمود كريشان

رمضان كريم.. عمان تتوشح عباءات التقوى والسكينة والايمان.. ومن قلب عاصمتنا الأردنية الأبية، نمضي نحو احد ابرز معالم وسط المدينة «متحف ارمات عمان» والذي يفتح ابوابه أمام الزوار خلال الشهر الفضيل وبالمجان من الساعة العاشرة صباحا وحتى السادسة مساء..

عموما.. فان وسط المدينة لا يزال يحتفظ بأسراره؛ لذا نحاول إعادة اكتشاف المزيد من المعالم، ونمضي بخطى حالمة من شارع الملك حسين الشهير بشارع السلط ونقف نتأمل مبنى تراثيًا جميلًا ليصيبنا الحنين للعودة إلى الماضي التليد، ونستنشق عبق عمان زمان، في أحد أعرق أماكنها الذي لا يزال يتشبث بإرثه وتقاليده.. مقتنياتها وادواتها التراثية، وتقرأ في أرماته ولوحاته تاريخا طويلًا وسنوات عديدة وهي تروي تاريخ الحراك الاقتصادي وتمر بارمات أعرق المحامين وأمهر الأطباء وليس انتهاءا بأرمات دكاكين عمان ومدارسها..

في وسط البلد، يظهر أمامك على ناصية شارع الملك حسين القديم مكان في الطابق العلوي من بناء تراثي طاعن في القدم على هيئة «آلة زمنية»، في محاولة من صاحب الفكرة ومؤسس المتحف غازي خطاب لضبط إيقاع الزمن مع مئات الارمات التراثية العريقة..

عندها نتوقف وننتشي بسرد إحدى روايات العاصمة، وأبرز معالمها الخالدة حكاية «متحف الارمات» فبمجرد أن تطأ قدمك هذا المكان، ستشعر وكأنك عدت بالزمن لأكثر من (75) عاما، أو خارجا للتو من فيلم عربى قديم بالأبيض والأسود.. «رحلة عبر الزمن»، هكذا يصف أمين المتحف الفنان غازي خطاب، الرحلة بين آرمات عمان التي تمثل أسماء محلات تجارية وشركات ومكاتب وفنادق، ومقاه، ومؤسسات وغيره؛ وتعود قصته مع الآرمات الى نحو 55 عاما عندما كان يستقل الحافلة من مخيم الوحدات مكان سكنه متوجها لبقالة والده في العبدلي وكان يشاهد الآرمات المخططة باليد للمحلات التجارية في وسط البلد وكان الخط العربي يستهويه ولايزال..

خطاب سعى نحو الحفاظ على هذا الفن من الخط الكلاسيكي العربي، لذا بدأ حينذاك بجمع هذه الآرمات بطرق مختلفة كشرائها أو بتبرعات من أصحابها، أو باستبدال آرمات جديدة بالأخرى القديمة الى ان افتتح المتحف في شهر آب 2020 بعد أن جمعت مئات الآرمات التراثية التي تعيدك إلى الماضي في فترة الخمسينيات والستينيات وتوثق حقبة اجتماعية من تاريخ عمان بأسماء أطبائها، والمحامين والخياطين، ومحلاتها، ومواصلاتها، بهدف خلق ذاكرة فنية لعمان..

الزائر للمتحف ستدهشه الآرمات النادرة في المتحف مثل آرمة «المخزن الملكي الهاشمي» من عام 1949 لصاحبها الأردني من أصل أرمني روبين كتشجيان، والتي كانت واجهة لمحل معدات التصوير الخاص به، وقد عمل هذه اللوحة الخطاط الأرمني ألبيرت. وآرمة أخرى تعود للثمانينيات، التقط حينها خطاب صورة له تحتها وهو في المرحلة الثانوية، واليوم يعرضها في المتحف مستذكرا مرحلة من عمره. ويعرض المتحف أيضا، آرمات لمحلات تجارية كانت ولا تزال الشاهد على تاريخ وسط المدينة مثل مطحنة القهوة «سمراء عدن شربجي وفيومي» و»الحمصي للقهوة والزعتر» وارمات أمهر الأطباء الكبار: زهير ملحس/ زيد حمزة/ نعيم شقم/ مسلم قاسم، الى فنادق عمان زمان وحتى الزائر الجديد قبل ايام فندق بغداد التي انضمت للمتحف الذي يعتبر الذخيرة الحية لذاكرة عمان القديمة.

وعلى صلة.. يضم المتحف زاوية مخصصة لأشهر الخطاطين الكلاسيكيين الذين عرفتهم عمان، إلى جانب معروضات لأدواتهم التقليدية وصورهم الشخصية، بهدف تكريمهم، قبل ان يقوم خطاب بتأسيس ديوانية الخط العربي ومقرها في طلوع سرفيس جبل الحسين القديم خط رقم 9 في شارع الملك حسين وهو ايضا مشروع تطوعي جديد يهدف للحفاظ على فن الخط العربي وعقد دورات تعليمية مجانية لعشاق هذا الفن الراقي.

ويذكر ان غازي خطاب الذي احترف الخط العربي، بدأ منذ عام 1986 بجمع اللوحات الإعلانية الكلاسيكية لتخليد ذاكرة عمان والخطاطين الكلاسيكيين الذين امتهنوا هذه المهنة، وبدأ ولعه بالخط العربي منذ المدرسة، وعمل لدى العديد من الخطاطين، إلا أنه طور تلك المهارة لاحقا من خلال دراسته في ألمانيا فن تصنيع اللوحات في ثمانينيات القرن الماضي. على كل الاحوال.. تبقى عمان جميلة الجميلات.. عاصمة مملكتنا الأردنية الهاشمية.. ترتدي عباءتها وتزهو بالشال المنسوج من رماح وسنابل..






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :