-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 05-03-2024 10:36 AM     عدد المشاهدات 81    | عدد التعليقات 0

المِنهاج المُطوّر .. بين مِطرقة الكفايات المُتقَنة وسِنديان المَعارف المُتآكِلة

الهاشمية نيوز -

الدكتور: أحمد عبد الحفيظ الصالح


بجهودٍ دؤوبة وعقولٍ نابغةٍ وخبراتٍ مطّلعةٍ ذاتُ كفاءةٍ وباعٍ طويلٍ في التّعليم، ارتأت وزارة التربية والتعليم النّهوض بمادة اللغة العربية (لعدة مراحل دراسية شملت الصفوف: الرابع، السابع، التاسع، والعاشر)، لتصبح العربية لغتي بكفاياتٍ خمسٍ؛ سعياً لصقل ذهن الطّالب وإنارة قريحته ووصل ميوله واتجاهاته وواقعه بمنهاجه الدّراسي، فكانت الصّورة التّفاعلية والمحاكاة العميقة والاختزال المكثّف الذي يحكي الكثير، ويهدف إلى استثارة ذهن الطّالب ومحاكاة ذاته، سعياً للنهوض بلغته وثقافته ومعارفه واهتماماته، والارتقاء بكفاياته اللغوية وإنضاجها.
وبتفصيل أكثر حول ماهيّة المناهج المطوّرة للغة العربية، نستشرف بعض ملامح كتاب (العربية لغتي) للصف العاشر، ففي الغلاف نقف الوقفة الأولى أمام (العربية لغتي) انتقالاً من (اللغة العربية) لتكون العربية لغتي ذات خصوصية أكبر تمسّ كينونة الطالب وذاته بحسب فئته العمرية وحاجاتها المعرفية المناسبة، تعتلي (العربية لغتي) صوراً رمزيةً لأبرز المعالم الحضارية المميِّزة لعمان العاصمة والمتنوعة ما بين: معلمٍ ديني، وسياحي، واقتصادي، في شمول حضاري وعصري للمكان المركزي للملكة الأردنية الهاشمية العاصمة عمان.
ثمّ يقف الكتاب في تفصيلٍ وافٍ ومختَزَلٍ عند الكفايات الخمس المنشود تحقيها إبان كل وحدة دراسية، فيها الكفاية من المهارات الخمس: السمعي، والتحدثي، والقرائي، والكتابي، واللغوي (نحواً وصرفاً وبلاغةً)، في محتوىً تعليميّ تفاعليّ جاذبٍ، بمعاونة مناهجَ تدريسيةٍ وأساليبَ عدّةٍ، مثل: المنهج الاستقرائي، والتعلم النشط، والتفكير النّاقد، وحلّ المشكلات وغيرها؛ لتمكين الطّلبة من بذل الجهد لتحقيق الفهم السليم والتفاعل الإيجابي وصولاً للإجادة والتفوق.
واللافتُ المائزُ الصّور المنتقاةُ بعنايةٍ وقصديةٍ فائقة الدّقة؛ من جدارياتٍ عربيةٍ غنيّةٍ ولوحاتٍ فنيّةٍ عالميةٍ، تتنوع فيالمحتوى القيمي والثقافي والفني وتتعدد مرجعياتها، مثل: لوحة (إصرار الذاكرة) للسّريالي العالمي دالي، ولوحة (الفتاة ذات القرط اللؤلؤي)، ولوحة (الخطوة الأولى)، ولوحة (الشّاعر الفقير)، واللوحات التعليمية الأخرى الساعية إلى ترسيخ الموقف التعليمي التعلمي بصورةٍ تفاعليةٍ وجاذبةٍ؛ تُعمّق الفهم وتُبسّطه وتضمن ديمومته، أمّا النّصوص المطروحة في المنهاج المتباينة نوعاً ومرجعاً، لأقلام أبدعت فيما قدّمت للمكتبة العربية والعالمية؛ ففيها مدعاةٌ للوقوف والتّأمل، مثل: نصّ (اللغة الأم) لرسول حمزاتوف، و(شغف القراءة، وحكايات أخرى) للكاتب وليد سيف، وليست أقلّ أهميةً منها النّصوص والقصائد الأخرى الموزعة في ثنايا المنهاج.
كلّ هذا يسترعي انتباه المتابع عن كثبٍ المناهج الدراسية المتتالية منذ البدء في تطويرها ومحاولة تحسينها، لتواكب الجديد عالمياً وتحاكي اهتمامات جيلٍ مغايرٍ في الوعي والإدراك وكيفية تقبل المعرفة وفهمها، ويستدعي وقفةً جادّة من المجتمع التّعليمي برمّته من صانع قرارٍ ومشرفٍ ومعلّمٍ على وجه الخصوص، إلى التّماهي مع المحتوى الجديد واجترارِهِ وتقديمه إلى الجيل النّاشئ بما يليقُ بالرّؤى والسّياسات التّربوية، والمُحتوى المُتكامِل المُنسجِم مع هُويتنا، المُنفتِح على ثقافاتٍ عالميّةٍ، بهدف إعدادٍ طالبٍ مُلمّ مُواكبٍ لروح العصر ومُتطلباته، وقادرٍ على الفهم والتّحليل والنّقد البنّاء؛ لذا ينبغي العمل على تكاتف الجهود وتكثيفها لنرتئي بقدراتنا ومعارفنا كمعلمين ومشرفين، وتقديم المنهاج بما يناسب محتواه بجدّ وابتكارٍ ومواكبةٍ، وتقديم المقترحات الإيجابية للتحسين وتحقيق التّشاركية، بما يُحقق مساعي وزارة التّربية والتّعليم وإدارة المناهج التّطويرية والتّعزيزية آنياً وعلى المدى البعيد، وإحقاق الإنصاف والتّقدير وفق مسؤولياتنا كمعلمين في الميدان التربوي وتحت مظلة وزارة التربية والتعليم الموقرة.
*معلم لغة عربية، وزارة التربية والتعليم الأردنية، لواء بني عبيد






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :