-

كتابنا

تاريخ النشر - 05-03-2024 10:30 AM     عدد المشاهدات 102    | عدد التعليقات 0

رمضان .. الفرح الوحيد القادم

الهاشمية نيوز - رنا حداد
بلا زينة، بلا اصوات تصدح فرحا « اهلا اهلا يا رمضان «، واقعة ستظل عالقة في ذاكرتنا نحدث بها أحفادنا ما حيينا.
حزن واضح في استقبال افضل الشهور، فلقد مس حزن مسوغ مبطن وظاهر قلوب الناس، لان انتهاك الفرح وحق الحياة ليس وقفا على افراد وانما على الامة والانسانية.
رمضان شهر التعبد والفرح، سبقته اشهر من صيام قسري لاهلنا في غزة، حيث أرض معركة غير عادلة، وأي حزن مسّ الانسانية أكثر من حزن على اخوة لا يجدون قوت يومهم ولا امان ولا مكان.
يقول سمير حسان «يأتي رمضان هذا العام في ظل مشهد دام، فالمعتدي ومن معه قد أدموا قلوبنا بمناظر دماء وأشلاء أخوة لنا في الله، نرى ونشهد مآسيهم على شاشات الفضائيات دون حول لنا أو قوة».
يضيف «فكيف نفرح وكيف لاضواء الزينة ان تحتل واجهات بيوتنا وشوارعنا، لكن يبقى القول بأن ما يبعث على بصيص الأمل في النفوس و يحيي فيها بقايا الشعور بفرحة رمضان أن الحقائق بدأت تتجلى لكل ذي بصر وبصيرة «.
اجماع على ان رمضان هو الاجمل القادم، يأتي بنوره وبركاته، دون زينة مادية تلمع في الشوارع، لكن قلوبنا يزينها الصدق والتسامح، تقول سماح الناطور «نسأل الله العفو والعافية، ونتذكر أحباءنا بالدعاء، رمضان دون زينة مادية، لكنه مليء بالروحانية والقرب من الله».
وتضيف «فلنجعل قلوبنا زينةً حقيقية في ايام وليالي الشهر الفضيل، رمضان دون زينة، لكنه يزين حياتنا بالإيمان والصلاة..
عارف سعدالدين استذكر رمضان في فترة وباء كورونا وكيف حرمت الناس من اداء فرائض الشهر الفضيل قسرا فكان رمضان حزينا على العالم.
يقول «اليوم الوباء أشد لكنه ليس مرضا فحسب بل هو حرب شردت وشتت الناس، وأزهقت ارواحا بريئة، محت عائلات عن بكرة ابيها، فقد أراد الاحتلال أن تستقبل غزة الشهر الكريم بالدمار والألم والانتهاك اللاإنساني الإجرامي المتكرر، واراد لنا الحزن والعجز ايضا».
وختم «رحم الله كل الشهداء الذين ارتقت أرواحهم الطاهرة إلى بارئها ويشفي كل مُصاب، حسبنا الله ونعم الوكيل وكفى بالله وكيلا ونصيرا».
ومن وجهة د.عمرو خليل فان ضغوطا متنوعة نفسية و اجتماعية واقتصادية، تدور في فلك قصة الفرح الا انه يرى «إن الفرح له مظهر وجوهر، والمظهر قديما أخذ شكل الفانوس مع توافر أطعمة معينة، أما حاليا فقد أصبحنا نشاهد صورا متعددة من تزيين الشوارع والمحال، وتطوير الوسائل القديمة التي كانت تستخدم في الاحتفال والفرح بقدوم رمضان. والشيء الأهم هو أن يكون الفرح جوهرا نعيشه. فالحضور لصلاة القيام الجماعية يجب أن يكون مصدر فرح ولا بد أن نستحضر هذه الروح، فهذا لا يتعارض مع حرصنا على الصلاة الطويلة ذات الخشوع، أو خلف من يحسن القراءة لكي نتدبر التلاوة، ولكن المطلوب أن أفعل هذا وأنا فرح، والابتسامة تملأ وجهي وقلبي. لا بد أن نتبادل الابتسامات وتعلو وجوهنا فرحة العبادة واستقبال أعيادنا ومناسباتنا الدينية. ويقول د.عمرو: لكن للأسف هناك ما يعكر هذه الروح من أمور سياسية واجتماعية عامة تجعل الناس تفقد الشعور بهذا الفرح».
الحركة التي تشهدها الأسواق استعدادا لرمضان حركة خجولة، وليست مثل السنوات الماضية جراء اشتداد الحرب على اهل غزة. يقول تاجر ادوات منزلية وزينة محمد راضي «أمامنا أيام فضيلة مباركة، لطالما كانت تستعد لها الاسر بكثير من ادوات الزينة والاحتفال والفرح، الا انه أمامنا احتلال لا يريد أن نعرف طعم السعادة».
الى ذلك المؤشرات كلها تدل على ان رمضان حزين ينتظره الفلسطينيون وسط انتهاكات الاحـتلال للحريات الدينية واستمرار تضييق الخناق على المسجد الأقصى.
استمرار الحرب على غزة خلال شهر رمضان، سيزيد من خطر توسع الصراع، ويعني سقوط مزيد من الابرياء قتلا وجوعا ايضا في ظل صعوبة توفير المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية إلى سكان القطاع.
وكانت الاجهزة الامنية الاسرائيلية قد حذرت بحسب تقارير صحفية من حدوث تصعيد وعمليات خلال شهر رمضان، ولشهر رمضان إرث سابق لدى الاحتلال في المواجهات والحروب العسكرية، فحرب 1973 بين مصر وسورية من جهة، وإسرائيل من جهة أُخرى، وهي بحسب السردية الإسرائيلية، «الحرب الأخطر» في تاريخ إسرائيل؛ وقعت في شهر رمضان. ولذلك، تسمى في مصر بحرب «العاشر من رمضان». وفي سنة 2014، شنت إسرائيل عدواناً على قطاع غزة، بدأته قبل ذلك في الضفة الغربية، بما فيها القدس، وقد تزامن هذا العدوان مع شهر رمضان واستمر إلى ما بعده أيضاً.
رمضان هذا العام، يحل على الغالبية الساحقة من الاهل في غزة بلا «مؤنة» ولا اوجه احتفال، فقد غابت فرحة معتادة بقرب حلوله.
الفقد لا يقف عند تلاشي الطعام والحلوى بل يتعداه الى غياب أفراد العائلات، فمنها من استشهد في الحرب، ومنها من تفرق بسبب النزوح.
في غزة وفي عموم الدول التي ساندت بروحها وكل ما اوتيت لا توجد نية لاستقبال رمضان سوى بالإيمان والصلاة والدعاء فلا بد للّيل ان ينجلي ولابد ان يأتي الحق ويزهق الباطل.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :