-

اخبار محلية

تاريخ النشر - 27-02-2024 09:40 AM     عدد المشاهدات 55    | عدد التعليقات 0

كيف نحمي مليون شجرة جديدة في إربد؟

الهاشمية نيوز - في وقت تطلق فيه بلدية إربد الكبرى مبادرة المليون شجرة، التي تشمل زراعة الأشجار في الساحات والجزر الوسطية والمؤسسات وحتى حدائق منازل المواطنين، بهدف زيادة الرقعة الخضراء، تبرز تحديات الحفاظ على هذه الأشجار، وضمان استدامتها، خاصة خلال أول أربع سنوات من زراعتها.

وتدرك البلدية وشركاؤها في المبادرة، هذه التحديات، فيما تعول على المواطنين بأن يكون لهم دور فاعل في إنجاح المبادرة التي سيتم تنفيذها خلال خمس سنوات قادمة، لتكون بمثابة رئة إربد الجديدة، وفق ما هو مخطط له.

يقول رئيس البلدية المهندس نبيل الكوفحي في هذا الخصوص، إن المبادرة التي اطلقتها البلدية تهدف إلى تحسين التنوع النباتي وزيادة المساحات الخضراء، بعد أن أصبحت مدينة إربد كتلة إسمنتية بسبب الزيادة العمرانية على حساب الأراضي الزراعية، إضافة إلى أن الأشجار تعطي منظرا جماليا، وتحسن المناخ بخفض درجات الحرارة والحد من تلوث الهواء.
وأضاف أن زراعة الأشجار ستشمل جميع أراضي مدينة إربد وشوارعها والجزر الوسطية فيها، والمساحات الفارغة وحدائق بيوت المواطنين، متوقعا أن يشهد هذا العام زراعة 200 ألف شجرة ضمن مبادرات مجتمعية ونشاطات مختلفة تقوم بها البلدية يوميا.
وأضاف أن البلدية وشركاؤها يسعون لخدمة الناس كما يأملون، مشيراً إلى أن قطعة الأرض التي أطلقت المبادرة منها جرى تخصيصها منذ قرابة 25 عاما لإنشاء حديقة، وأن البلدية عازمة على إنشاء حديقة فيها بالتشارك مع مجلس محافظة إربد الذي خصص من موازنته مبالغ مالية لهذه الغاية.
وقال الكوفحي، إن المبادرة ذات أهمية ثقافية وحيوية لما لها أثر في تثقيف المجتمع للمحافظة على النباتات وأهمية زراعة الأشجار، مؤكدا أن المبادرة هي شراكة ما بين جميع القطاعات في المحافظة، وأن تنفيذها يتطلب تعاون الجميع ولا يمكن للبلدية وكوادرها تنفيذها دون أن يكون هناك شراكة حقيقة مع المجتمع المحلي من خلال زراعتها من جهة والمحافظة عليها من جهة أخرى.
وقبل العام 2030 سيكون هناك مليون شجرة جديدة في إربد، يتم زراعتها بموجب مبادرة "زراعتي مسؤوليتي"، بالتعاون مع مديرية زراعة إربد ومؤسسات حكومية وخاصة ومجتمع مدني.
وقال مدير زراعة إربد الدكتور عبد الحافظ أبو عرابي إن الهدف من المبادرة زيادة الرقعة الخضراء في محافظة إربد وتعزيز التنوع البيولوجي، وتحسين جودة الهواء، وتقليل أثر انبعاث الغازات.
وأشار إلى أن الأشجار متوفرة وتنتجها مشاتل عقربا في إربد، وهي أشجار حرجية بالإضافة إلى أشجار الزيتون التي قامت مديرية الزراعة بتوزيعها على المدارس والمؤسسات المختلفة والجمعيات وغيرها من الجهات من أجل المباشرة بزراعتها.
وأكد أبو عرابي أن أبرز التحديات التي يمكن أن تواجه المشروع يتمثل بري تلك الأشجار لحين نموها وقدرتها على الاعتماد على نفسها، والتحدي الآخر يتمثل بحمايتها من الرعي الجائر والتعدي عليها من قبل البعض بقطعها أو حرقها، الأمر الذي يتطلب من المواطنين ضرورة الحفاظ على هذه الأشجار لما تشكله من قيمة جمالية وأيضا ستزيد من الغطاء النباتي في المحافظة.
ولفت إلى أن الأشجار ستزرع في الحدائق العامة وجوانب الطرق والمراكز الشبابية والمدارس والجامعات وأيضا في مشاريع التحريج في محافظة إربد، لافتا إلى أن هناك مشروعا كبيرا للتحريج في منطقة كفرابيل في لواء الكورة لزراعة 5 آلاف دونم سيتم من خلاله زراعة ما يقارب 55 ألف شجرة عن طريق تقنية الشرنقة.
وقال الخبير الزراعي والبيئي الدكتور أحمد جبر الشريدة إن المحافظة بحاجة إلى مبادرات مجتمعية وحكومية لزيادة الغطاء الغابي الأخضر في المحافظة، مؤكدا أن زراعة الغابات المستدامة تتطلب وجود سلك شائك لحماية الأشجار من الرعي الجائر، كما تحتاج الأشجار عند زراعتها إلى سقاية لمدة 4 سنوات متتالية، وخاصة في فصل الصيف، لأن التغير المناخي له تأثير على التربة والهواء ودرجات الحرارة وكميات وموعد تساقط الأمطار.
وأشار إلى أنه في فصل الصيف، تزداد حوادث الحرائق، وبالتالي يجب حماية تلك الأشجار من الحرائق المفتعلة وغيرها من خلال عمليات التعشيب، والحفاظ عليها من الرعي الجائر حتى تكبر وتحمي نفسها، مؤكدا أن عملية زراعة الأشجار ونجاحها، تغيرت عن السابق، وخاصة في ظل التغير المناخي والهطولات المطرية القليلة.
ولفت الشريدة إلى أحد أهم المشاريع الناجحة في محافظة إربد ضمن المبادرات المجتمعية، وهو مبادرة "بنورة" في منطقة دير يوسف، وهي مبادرة مجتمعية لزراعة الأشجار، إضافة إلى مشروع آخر وهو مشروع التحريج في سد زقلاب شرحبيل بن حسنة، حيث تقوم وزارة الزراعة بري الأشجار الحرجية خلال فصل الصيف من سد زقلاب، إضافة إلى وجود سلك شائك لحمايتها من الرعي الجائر.
وأشار إلى أهم الأشجار التي يمكن أن تزرع في محافظة إربد وتعطي منظرا جماليا وتضمن نموها وهي البلوط والملول والسنديان والأبهر والشوح والقيقب والسدر، إضافة إلى أشجار الأردن الأصيلة كالزيتون.
وطالب الشريدة، أن تكون الأشجار ذات مقاومة عالية للإصابة بالآفات الزراعية، وأن تكون سريعة وكثيفة النمو وذات تفرع غزير، ودائمة الخضرة، وأن يتناسب طبيعة نموها وشكل تاجها وارتفاعها مع المكان الذي تزرع فيه والغرض من زراعتها.
وتتعرض غابات الأردن كل عام تقريبا لحرائق تنتج غالبا عن ارتفاع الحرارة صيفا، أو بسبب إهمال المتنزهين الذين يشعلون النار أو يلقون أعقاب سجائرهم.
وتشكل الغابات أقل من 1 % من مساحة الأردن البالغة 89 ألفا و342 كيلومترا مربعا. كما تضم المملكة 23 مليون شجرة مثمرة، نصفها تقريبا من أشجار الزيتون.
وتتركز أكبر الغابات في الأردن في مناطق لواء الكورة جرش وعجلون والبلقاء.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :