عجلون: الاختلاف حول استثمار صحن المدينة ينتهي بإنشاء حديقة عامة

الهاشمية نيوز - في مساحة لا تتجاوز بضع مئات من الأمتار المربعة، وربما تكون هي الوحيدة الفارغة والمتاحة في صحن مدينة عجلون، تعتزم بلدية عجلون الكبرى استثمار هذه المساحة مقابل مسجد عجلون الكبير، لتكون حديقة ومتنفسا للسكان في وسط المدينة الذي يعاني من محدودية المساحة وضيق الطرق وانتشار البسطات والاختناقات المرورية.

وتأتي هذه الخطوة بعد قرار قضائي صدر قبل 5 أعوام، وقضى بإزالة استراحة خاصة كانت مستأجرة من البلدية التي لجأت للقضاء لإنهاء العقد وإزالتها لاستثمارها لصالحها.

وحينها، اختلفت آراء السكان بين مؤيد لقرار إزالة الاستراحة الخاصة، ورافض للقرار، باعتبار أن تلك الاستراحة تعد أحد معالم وسط المدينة ويستدعي الحفاظ عليها، ورأي آخر يطالب بأن يستثمر الموقع بعمل مجمع تجاري، بحيث يستغل الطابق الأرضي منه كموقف للمركبات، سيما وأن المنطقة تعاني من ندرة المواقف.
وفي النهاية، ووفق معنيين، فقد جاء قرار البلدية بعمل الحديقة، بداعي أن وسط المدينة يخلو من أي استراحة عامة تستوعب السكان وزوار المنطقة، وتكون متنفسا لهم، وهي تأتي في إطار خطة البلدية لإنشاء الحدائق والمتنزهات في أرجاء المدينة، مؤكدين أن البلدية باشرت مؤخرا بتنفيذ أعمال العطاء لإنشاء الحديقة العامة وسط مدينة عجلون.
يقول الناشط المجتمعي علي القضاة، إن إنجاز الحديقة بصورة مميزة، سيشكل متنفسا لأبناء المدينة والزوار، ومحطة لانتظار المراجعين للدوائر الحكومية، داعيا إلى توظيف كادر من قبل البلدية للإشراف عليها والحفاظ على قضايا النظافة، وضمان أن لا تشكل الحديقة نقطة ازدحام وتوقف للمركبات بمحيطها، سيما وأنها تقع وسط المدينة وبمنطقة ضيقة ولا تتوفر فيها مواقف للمركبات.
بينما المواطن عبدالله الزغول يرى بأن إنجاز مجمع تجاري في موقع الاستراحة التي تمت إزالتها قد يكون توجها مناسبا، مقترحا أن يخصص الطابق الأول ليكون موقفا للمركبات في وسط المدينة التي تفتقر لأي منها، ما سيخفف من الوقوف العشوائي والاختناقات المرورية.
بدوره، قال رئيس البلدية حمزة الزغول إن الحديقة تقع وسط مدينة عجلون حيث تبلغ كلفة تنفيذها زهاء 54 ألف دينار، مبينا أن الحديقة تحاط بشوارع من جميع الاتجاهات، وتعتبر استراحة ومتنفسا لأهالي المحافظة بحكم موقعها الذي يتوسط وسط مدينة عجلون، كما أنها ستكون نقطة مهمة، على مسار حركة السُيّاح بالمحافظة؛ لوقوعها مقابل مسجد عجلون التاريخي.
وأشار الزغول إلى أن الحديقة تشتمل على التشطيبات المعمارية والمدنية بأفضل الطرق مراعية أعمال تصريف مياه الأمطار وأعمال الري والأعمال الكهربائية لإنارة الحديقة ليلا، كما ويحيط بالحديقة أسوار خارجية من حجر عجلون لينسجم مع طبيعة عجلون وجمالها، وتحاط بدرابزين من المعدن لحماية الحديقة وحماية مرتاديها.
وأوضح أن الحديقة وحسب التصميم، ستحتوي على أدراج داخلية حجرية وممر خاص لاستخدامات ذوي الإعاقة، وستكون محاطة بمساحة خضراء على محيطها كاملة من الداخل وتحتوي على أشجار وأحواض زراعية داخلية ومحاطة من الخارج برصيف من بلاط "الإنترلوك".
وأكد الزغول، أنه يتوقع الانتهاء من الأعمال حسب عقد العطاء بعد أقل من 70 يوما من تاريخ البدء، مبينا أن المشروع يأتي كواحد من المشاريع التي تقوم البلدية بتنفيذها لتحسين وتجميل وسط المدينة، مشيرا إلى أن هناك مشروعا حضريا لتحسين شارع الحسبة، وهو ممول من إحدى الجهات المانحة، بحيث سيساهم بإلغاء العشوائيات وربط شارع الحسبة بوسط المدينة كمركز تجاري يعكس الوجه السياحي للمدينة.
وأكد الزغول أن المسيرة مستمرة والإنجاز متواصل، وستبقى عجلون قلب الأردن النابض وسنواصل العمل بروح جديدة لنصل بمحافظتنا إلى مصاف المدن الحضرية المميزة.
يشار إلى أن بلدية عجلون الكبرى كانت قد أنشأت متنزه عجلون البيئي الذي يقع على مساحة 40 دونما تم تفويضها لها من وزارة الزراعة وموافقة من مجلس الوزراء.
ويقع المتنزه بين مدينتي عنجرة وعين جنا/ منطقة الشكاير ومطل على قلعة عجلون التاريخية، وجاء ضمن أعمال تحسين البنية التحتية الخضراء في الأردن من خلال إجراءات العمالة المكثفة، وتم تنفيذه من قبل الجمعية الملكية لحماية الطبيعة وGIZ بالتعاون مع وزارة البيئة الأردنية، والممول من قبل الوزارة الاتحادية للتعاون الاقتصادي (BMZ).
وأكد الزغول أن مشروع المتنزه الذي تبلغ نسبة الحراج فيه زهاء 90 % يساهم بلا شك في الحفاظ على هذه الثروة من الاعتداء وحماية المناطق المحيطة بالمتنزه أيضا، كما يشكل قيمة مضافة للسياحة البيئية والحد من التنزه العشوائي الذي يضر بالبيئة، مؤكدا أن لدى البلدية خطة إستراتيجية لإنشاء عدد من الحدائق في مناطقها كمتنفسات للمواطنين تتوفر فيها عناصر الترفيه وبنفس الوقت يساعد في نشر الوعي البيئي.
واشتمل المشروع على 25 جلسة للتنزه ومدرج حجري وممر للمشي بطول 1 كيلومتر وبناء تراس خشبي مطل على مدينة عنجرة وقلعة عجلون التاريخية.