-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 21-02-2024 10:34 AM     عدد المشاهدات 59    | عدد التعليقات 0

(يوم العدالة الاجتماعية) بأي حال عدت!

الهاشمية نيوز -
نيفين عبدالهادي

مفاهيم كثيرة ومناسبات أكثر صاغها العالم بقرارات متفرقة زمانيا ومكانيا حول مواضيع خاصة بحقوق الإنسان والطفولة والمرأة والعدالة واجتثاث الظلم، وغيرها من المسميّات التي تؤشر لرفاهية التمتع بالحقوق والعدالة والمساواة دون أي معايير مزدوجة بين شعوب الأرض، وتحتاج هذه المناسبات رزنامة خاصة كونها تكاد تملأ عدد أيام السنة بتواريخ لا نرى منها تحديدا بعد الحرب على غزة وجرائم الإبادة على شعبها، سوى أسماء صمّاء جافة تقرع جرس هذه المناسبات للإعلام عنها فقط!.
للأسف بعد سنوات طويلة ونحن نسمع بل وننادي وفي بعض الأحيان نتبنى بعضا من هذه المناسبات الدولية تحديدا تلك المتعلقة بحقوق الإنسان والأطفال والنساء، لنفاجأ منذ أكثر من خمسة أشهر بأن الواقع أن كل هذه المناسبات وضعت لشعوب محددة، لم تر بعين العدالة الشعب الفلسطيني، وما حدث ويحدث في غزة هو أكبر دليل على ذلك، فجغرافيا المكان أسقِطت تماما من كل هذه المناسبات ومعاييرها، فغابت فلسطين، ومورست أقسى وأبشع الانتهاكات لحقوق الإنسان والطفولة وارتكبت جرائم حرب على البشر والحيوان والحجر دون أن نرى أي إجراء بوقف ما يحدث أو منعه، كما لم نسمع بأي ردة فعل تتحدث بلسان معاير ومناسبات وضعت لحماية من يحتاج الحماية.
هذه الأيام، يحتفل العالم «باليوم العالمي للعدالة الاجتماعية»، وتحديدا يوم أمس العشرين من شباط، يوم يحمل عنوانا عريضا لحالة نفتقدها بحرفيّة المعنى، إذ يعيش العالم وتحديدا العالم العربي، وتحديدا بشكل أدق في فلسطين وسنده الأردن، حالة من فقدان الثقة بشكل مطلق من تحقيق العدالة، فما يعيشه الغزيون يجعل من العدالة مستحيلة، ومعدومة، ومفهوم لتفاصيل غير موجودة في الواقع، وإن وجدت فهي تحمل معايير مزدوجة عند التطبيق بعيدة تماما عن غزة وأهلها.
في هذه المناسبة، نسمع كلمات وعبارات، وتقام الاحتفالات، وتتسابق المؤسسات لعقد مؤتمرات وندوات، تحكي اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية، هذا اليوم الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة للاحتفال به كيوم عالمي في العشرين من 20 شباط كلِّ عام، يتحدثون عن مناسبة عالمية تحمل في مضامينها السعي لتحقيق العدالة الاجتماعية في العالم، بسواسية وعدالة وعلى جميع الشعوب، دون استثناءات أو ازدواجية تطبيق، أو اغماض عين عن جريمة حرب، وحرب إبادة، لكن بطبيعة الحال كل ما يُقال بعيد كلّ البُعد عن الواقع وبالطبع بعيد كل البعد عن غزة، وأهلنا في غزة الذين خزّنت ذاكرتهم لمئات السنين ومئات الأجيال كل معاني الظلم والقهر والألم بغياب كامل للعدالة الاجتماعية، والعدالة بمفاهيمها الأوسع من الاجتماعية..
مناسبة تم إقرارها للتذكير بحقوق الإنسان وبالعدال الاجتماعية، لكنها اليوم وبعد الحرب على غزة، هي مناسبة للكلمات المزخرفة والمؤتمرات التي أعدت للتنظير بمفاهيم تنمقّها أقلام على اوراق لا أكثر، تُحكى في طاولات ربما لا تخلو من ما لذ وطاب من الأطعمة، وتنتهي بمجرد مغادرة هذه الطاولات، وتبقى صور غزة التي يُباد أهلها من قذائف الاحتلال الإسرائيلي أو من المرض أو من البرد أو من الجوع، ويبقى السؤال عن أي عدالة نتحدث، وعن أي أيام وضعت ليحتفل العالم بها بحقوق الانسان والعدالة، وغزة تعيش مآسي إنسانية أمام عين العالم بكل وضوح ولا يحتاج زرقاء اليمامة لرؤية بشاعته..






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :