-

اخبار محلية

تاريخ النشر - 15-02-2024 09:08 AM     عدد المشاهدات 99    | عدد التعليقات 0

(عراقتنا ترميم تراثنا) .. مبادرة تعنى بمباني السلط لتبقى محطة جذب للسياح

الهاشمية نيوز - المحافظة على الإرث الذي يحاكي عمق التاريخ في كل مكان، هي هدف كثيرين ممن يؤمنون بأهمية تلك الأماكن، بل وتعنى منظمات تراثية بالمحافظة على إعادة الترميم لمواقع معينة لتكون محمية تراثية تواجه التمدد العمراني الحديث.
ومن هنا، حرصت الناشطة الاجتماعية في مجال المبادرات الإنسانية والحقوقية المهندسة كريستين حنا نصر، على أن تكون ضمن تلك الفئة من العاشقين للتراث والتاريخ الذي يتمثل بالأبنية والحجر الذي وضعته ربما يد أحد السكان منذ ما يزيد على قرن ليكون بيته وملاذه، حتى مرت عليه السنوات وبات الآن محطا تراثيا ومكانا يلفت الأنظار ويقول للعالم "كانت هنا حياة وبيوت وتراث".
نصر، هي أيضاً كاتبة ومتخصصة بالشؤون والعلاقات الدولية، وأنهت الدراسات العليا في الجامعة الكاثوليكية في واشنطن، وتعمل حاليا في مجال الاستثمار وترميم البيوت، وجل اهتمامها الآن في ترميم البيوت التراثية في مدينة السلط والمحافظة على هيئتها التراثية، خاصة وأن مدينة السلط باتت الآن على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، ما يجعلها محطة للسياح الباحثين عن هذا التراث والجمال في بيوتها وجبالها وشوارعها القديمة.
ولأجل ذلك، أطلقت نصر مبادرة "عراقتنا ترميم تراثنا"، التي تعنى بترميم البيوت التراثية في مدينة السلط، حيث ترى نصر أن هذا العمل من شأنه أن يجسد الرؤية الملكية في التمكين والتنمية المستدامة، من خلال التوجيهات التي أطلقها جلالة الملك عبد الله الثاني للمؤسسات الرسمية والأهلية والأفراد، بضرورة السير نحو التمكين والتنمية المستدامة في المجتمع كل من موقعه.
ووفق نصر، فإن المحافظة على الهوية التراثية من خلال مبادرة الترميم لبيوت مباني السلط العريقة، تأتي كذلك تطبيقاً لمضامين الأوراق النقاشية الملكية، ومنها الورقة النقاشية الثالثة، التي جاءت تحت إطار "التمكين والمواطنة الفاعلة"، وتركيزها على أهمية المبادرة والريادة والتنمية والقدرة على تحقيق قصص نجاح على مستويين عربي ودولي، خاصة وأن النهج القومي الهاشمي، يرعى المقدسات في القدس، بما في ذلك الرعاية والإعمار، وهذا ما جعلنا نستلهم أهمية العمارة والترميم في الحفاظ على قيم التعايش والتسامح في السلط، على حد تعبيرها.
وتعد مدينة السلط إحدى أهم المدن التراثية في الأردن، كون مبانيها وشوارعها عصية على التغيير، وذلك لصعوبة تبديلها وتراصص المساكن بها، ما جعل كثيرين ممن زوارها من السياح من مختلف مدن العالم يؤكدون أهمية أن تبقى كما هي دون مساس بطبيعتها الخلابة، والأمر كذلك يتطلب نوعاً من الترميم الذي يضمن ديمومة تلك المباني، ويسهم في جعلها لوحة فنية جميلة ومحط أنظار العالم، خاصة لما تتمتع به من تعايش وتناغم سكاني كبير، وجغرافية متنوعة.
هذا الترميم المدروس، كان من خلال العديد من الجهات الرسمية والأهلية في السلط، سعياً منها للمحافظة على طابعها، خاصة بعد انضمامها لقائمة التراث، بيد أن نصر، ولحبها لهذا العمل الفني العمراني، كانت قد أطلقت ونفذت مبادرة "عراقتنا ترميم تراثنا"، التي تهدف إلى طرح خطة عمل لمعالجة قضايا المجتمع وتتحول إلى مشاريع تنموية قصيرة وبعيدة المدى، وأسهم في ذلك موقع السلط الاستراتيجي عبر مختلف العهود التاريخية للمملكة، وحاجتها لمبادرات عملية تعزز من مكانتها وتستغل مواردها المتنوعة.
وتعتقد نصر أن الكنوز الحضارية الأثرية التاريخية المنتشرة في جغرافية المدينة، شكلت عمارتها التراثية على اختلافها من المساجد والكنائس والبيوت والدكاكين والشوارع والحارات والأدراج، وهذه من العوامل التي أسهمت في بناء مجتمع سمته التسامح والتعايش والعراقة، وهو ما دفع لجنة التراث العالمي في "اليونسكو" لضم مدينة السلط إلى قائمة التراث العالمي منذ العام 2021.
لهذا، حرصت نصر إلى إطلاق مبادرتها الشخصية، وتحديداً البيوت التراثية، بوصفها من أشكال التراث المادي، إضافة الى إحياء التراث بتفعيل الندوات واللقاءات داخل البيوت المرممة.
تقول نصر، إن هذه المبادرة جاءت بدافع وشعور شخصي متصل بالانتماء الداخلي للبيئة والحضارة التي ولدت وترعرعت فيها، ولاستغلال خبرتها الطويلة كمهندسة معمارية مختصة بتخطيط المدن والتصميم، ولرفد "مسار درب الأردن" بمحطات تراثية إضافية في السلط، وإعداد مسار السلط السياحي، بعد أن كنت نصر قد أسهمت في تصميم مسار عمّان القديمة السياحي.
كما قامت المبادرة على دعم إنتاجية المجتمع المحلي من خلال استغلال البيوت التي يتم ترميمها في إقامة مشاريع إنتاجية، خاصة في مجال السياحة، وإثراء القيمة السياحية للسلط، كما تسعى المبادرة إلى إيجاد تشاركية مؤسسية ضمن اتجاهين؛ الأول محلي مع البلدية ومديرية الثقافة والسياحة والوزارات المعنية ومناقشة سبل التعاون، والثاني دولي يشمل مخاطبة المؤسسات الدولية الداعمة والمعنية بالتراث الإنساني عبر القنوات الرسمية الأردنية بهدف الترويج السياحي وتدعيم الشراكة.
ويتم تنفيذ المبادرة، وفق نصر، من خلال مجموعة الإجراءات التي تبدأ بالإعداد لمرحلة ترميم البيوت التراثية، ومرحلة التشغيل، والمتعلقة باختيار نوع الاستثمار أو المشروع التشغيلي، من خلال دراسة للموقع، وخصائصه المعمارية الفنية، إضافة إلى ارتباطه بالمشروع التشغيلي له لاحقاً، وإعداد موازنة دقيقة للعمل، كما يتم استغلال ما يتساقط من البناء أثناء الترميم، ودفع عجلة الاقتصاد في المجتمع المحلي من خلال شراء المواد الأولية والاحتياجات من أسواق السلط، والاستعانة بالأيدي العاملة من أبنائها.
بعد ذلك، يتم رسم تصور هندسي للموقع التراثي، يراعى فيه الدمج بين الأصالة والمعاصرة، بإضافة بعض الأساليب المعمارية الحديثة لتدعيم متانة البناء وإبراز جماليته، وتأثيث البيت التراثي المرمم، بشكل ومعايير فنية وديكورات تعبر عن روح وشخصية التراث السلطي الأردني، والتطلع إلى توفير خدمة سياحية فندقية فيها.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :