-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 13-02-2024 10:56 AM     عدد المشاهدات 119    | عدد التعليقات 0

الجمل لا يرى رقبته العوجاء !!

الهاشمية نيوز -

نيقولاس فان دام


تتهم إسرائيل الفلسطينيين بأشياء تفعلها بنفسها، بل إنها أسوأ من ذلك بكثير. وبفضل الدعاية الإسرائيلية، هناك كثيرون في الغرب لا يرون ذلك، أو لا يريدون رؤيته، أو لا يريدون الاعتراف بأنهم يرونه لأنهم يشعرون بالخوف من اللوبي الإسرائيلي.

إن الحفاظ على الحياد بين المحتل الإسرائيلي والفلسطينيين الذين اضطروا إلى تحمل هذا الاحتلال (لمدة نصف قرن أو أكثر!) أمر غير مبرر. ولكن في حين أن الحياد بين الجاني والضحية أمر خاطئ بالفعل، فإن دعم إسرائيل هنا أمر أكثر ظلماً. ومع ذلك، تستمر العديد من الدول الغربية في دعم إسرائيل، التي تحب أن تقدم نفسها كضحية في بيئة معادية.

عندما تدعي إسرائيل أن لها «الحق في الوجود»، فهل تكون جرائم الحرب والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي يرتكبها الإسرائيليون غير ذات صلة؟ من الواضح أن للشعوب «الحق في الوجود»، ولكن هل تتمتع أنظمتها بنفس الحق عندما ترتكب جرائم حرب لا تعد ولا تحصى وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان؟ هناك الكثير من الأمثلة في التاريخ التي تشير إلى أن مثل هذا الحق في الوجود لا ينطبق ببساطة على الأنظمة التي تلطخت أيديها بالكثير من الدماء. وبالتالي فإن «حقهم في الوجود» ليس شيكاً على بياض.

إن استخدام شعار «من النهر إلى البحر، فلسطين ستتحرر» يتعرض لانتقادات شديدة من قبل إسرائيل ومؤيديها باعتباره ينطوي على تهديد لإسرائيل. لكن إسرائيل نفسها لديها سياسة حكومية رسمية مفادها أن لليهود الحق في كامل المنطقة الواقعة بين النهر والبحر، وقد وضعت هذا الشعار موضع التنفيذ من خلال العنف الوحشي والتطهير العرقي ضد الفلسطينيين. لذا فإن هذا يشكل تهديدا خطيرا للفلسطينيين، وليس لإسرائيل.

يُتهم الفلسطينيون بأنهم يريدون «دفع اليهود الإسرائيليين إلى البحر» أو «قتلهم» وأنهم يريدون «تدمير إسرائيل»، لكن في الواقع، منذ بداية وجودها، قامت إسرائيل بدفع الفلسطينيين إلى حد كبير إلى الصحراء، وقتلت عددًا كبيرًا منهم ودمرت منازلهم..

أوليس من الطبيعي أن يكره الفلسطينيون محتليهم بشدة، بغض النظر هل هم يهود أم لا؟؟

لا يريد اليهود الإسرائيليون أن يتعرضوا للتمييز، ولكن عندما يتم معاملتهم على قدم المساواة، عندما يتعلق الأمر بالمعايير المطبقة بشكل عام في مجال حقوق الإنسان أو جرائم الحرب، فإن ذلك يسبب لهم غضبًا وانزعاجًا عظيمين. ثم يتم ذكر المحرقة في كثير من الأحيان، ويتم تصنيف أولئك الذين ينتقدونها على أنهم «كارهون لليهود»، أو «كارهون لإسرائيل» أو «معادون للسامية». ومع ذلك، فإن وجود أسلاف يهود قُتلوا خلال المحرقة لا يشكل ترخيصًا للقتل وارتكاب جرائم حرب مع الإفلات من العقاب.

وتزعم إسرائيل وأصدقاؤها أن البلاد لها الحق في «الدفاع عن النفس». لكن يتم طرح الأمر بشكل خاطئ وكأن المحتل مضطر للدفاع عن نفسه كنوع من الضحية ضد الفلسطينيين الذين قاوموا الاحتلال المستمر منذ عقود. هذا هو العالم المقلوب.

يُطلق على الفلسطينيين الذين يقاومون المحتل الإسرائيلي بعنف لقب «الإرهابيين»، في حين لا يتم تصنيف إسرائيل بهذه الطريقة، على الرغم من جرائم الحرب العديدة التي ارتكبتها ضد الفلسطينيين الخاضعين للاحتلال.

إن أفضل حماية لأمن إسرائيل ليست الحرب بل السلام، ولكن لتحقيق ذلك يتعين على إسرائيل أن تتصرف وفقاً لذلك.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :