-

كتابنا

تاريخ النشر - 06-02-2024 10:05 AM     عدد المشاهدات 67    | عدد التعليقات 0

جرحٌ ندِيّ

الهاشمية نيوز - د. خليل حسين إطرير

ودعنا الناقد الثاقب الموسوعي، صاحب الخلق الندي واللسان العذب، الأشم ابن الطفيلة الشماء، الأستاذ «فوزي الخطبا»، ليترك فراغا واسعا في ساحة النقد العربية... تغمده الله برحمته.

تاهت دروبُ تشوّقي وحنيني *** فاضت مآسيها تمُجُّ أنيني
قدَرٌ وإيمانٌ بما يمضي بنا *** والموتُ فقْدٌ في ثياب حزينِ
يهوي فيخطفُ من هَواه مُعَمَّقٌ *** مهما تدارى في كهوف حصينِ
رحلَ الذي بالأمس يحملُ شعلةً *** يعلو بها متوشِّحاً بِرزينِ
وهناك خَيَّرَهُ الملائكُ روضَهُ *** بين الأزاهر والصفا والعينِ
لا يُنْشَرَنْ إلّا العبيرُ بذكرِهِ *** وفعالِه يا بنَ الثرى والطينِ
غادرْتَ فوزي واللبانةُ في ظَما *** لبيانِ ثغرِكَ في الدُّنى والدينِ
لمّا نبشْتَ مع البلاغة كنزَها *** أظهرتَ حُسنَ مظاهرٍ ودفينِ
ووقفْتَ سدّاً تصفعُ الغُولَ الردي *** والهشَّ والنامي لسانِ رطينِ
والغَثَّ مات متى حسمْتَ مصيرَهُ *** ووأدْتَ غوغاءَ البِلى وطنينِ
غربلْتَ بالتبيانِ كلَّ قريضةٍ *** بلسانِ فصلٍ كاشفٍ ومبينِ
ثَرٌّ وينشرُ في الديار فصاحةً *** كنتً اللواءَ مسلَّحاً برصينِ
يا بحرُ...! يا فوزي رحيلٌكَ صدْعُهُ *** قد هزَّ خطوَ الضادِ دفقَ معينِ
أنت البصيرُ وكان نقدُكَ منهلاً *** لمعارِفٍ صَدَعتْ لكلِّ مدينِ
يا رائدَ التبيانِ...! بحرُك دفقُهُ *** لمنارةٍ تومي لكلِّ سفينِ
فارقتَ والقلبُ المدمّى ساكبٌ *** لك بالدعاء مدامعاً تُشجيني
ماذا أقولٌ؟ وفي الحروف تلعُثُمٌ *** لمّا افتقدتُكَ لا صدى يُرويني
يا قدوةً لا تمحى...! يا بصمةً...! *** يا دربَ ودٍّ للصفا يَهديني...!
أرسلتَ للشعراء مصباحَ الهدى *** للناقدين بظلِّ ألفِ عرينِ
وزرعتَ في سودِ الصدورِ محبّةً *** تنمو تلألأُ من ضياء جبينِ
اللهَ أسألُ أن يزفَّكَ ثُلَّةٌ *** لمرابعِ الجناتِ في تمكينِ
يا رحمةً...! صُبّي أطايبَ باردٍ *** من كوثرٍ وكتابُهُ بيمينِ
آمنتُ أنّ الموتَ حقٌّ قائمٌ *** مهما حذَرْتَ بألفِ عينِ مكينِ






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :