-

كتابنا

تاريخ النشر - 23-01-2024 09:57 AM     عدد المشاهدات 184    | عدد التعليقات 0

(الواو) في (الوي)!!

الهاشمية نيوز -
بشار جرار

تتمم لعبة «وي» ثمانية عشر ربيعا من عمرها الميمون هذا العام. وقد جعل مصمماها اليابانيان شيجيرو ميياموتو وجينيو تاكيدا جعلا من «وي» صديقا وشريكا حقيقيا تفاعليا يأتمر بأمر لاعبي تلك اللعبة الإلكترونية التي أطلقا عليها اسما سريا قد يفاجئ البعض، «ريفليوشين»، طبعا بالمعنى التقني للثورة!
وكمأساة ما زالت مستفحلة في عصر الاستهلاك وزادت تعقيدا في ظل العولمة، يلهو بعض المستهلكين بالسلعة ولا يعيرون الاهتمام الكافي وراءها. ثمة اختصاص قائم بنفسه اسمه فلسفة العلوم عامة والتقنية على وجه الخصوص. حتى الماديات الجامدة لا بد لها من روح تعمل على عقلنتها وأنسنتها. الترشيد هنا في الاستهلاك أكبر من مجرد التفكير والتدبير أو التقتير، بل هو الوقوف على أثر استخدامنا لأي تقنية أو سلعة بحيث تبقى في خدمتنا لا نمسي رهائن وعبيدا لها فيما بات يعالج في المصحّات، ويعرف بالإدمان الإلكتروني الذي يشمل الألعاب الإلكترونية وجميع الألواح الذكية!
فرح الناس وبخاصة الآباء والمربون والقائمون على رعاية الأطفال واليافعين وحتى كبار السن، فرحوا في تمكين تلك اللعبة للناس في غرف معيشتهم للحركة بحرية لدرجة ممارسة لعبة تنس أرضي أو بينغ بونغ بمحاكاة تحدث تغييرات فسيولوجية وعصبية ونفسية حقيقية، من التعرق إلى تسارع ضربات القلب إلى التنفس السريع، وكل ما يرافق ذلك من إفراز للأدرينالين والسيراتونين والدوبامين في تسلسل للنشاط والفرح والسعادة والرضى. زادالأمر حسنا وكمالا الروابط الأسرية والاجتماعية التي حققتها لعبة «وي» في جمع «الأنا» الفردية بعيدا عن الأنانية في بوتقة «وي» وتعني «نحن» الجمعية والجماعية، وتلك في ميزان حسنات ميياموتو وتاكيدا لا ريب.
لكن بعض ما نراه في بعض الساحات «السياسية» من ظواهر الانفعالية الصوتية أو التفاعلية الافتعالية على طريقة «وي» تخلّف لدى جموعها الافتراضية أشبه بما يكون «واو» الأمريكانية تلك الخاصة بالتعجب أكثر منه الإعجاب! هذا «يشبّر» وذاك «يلوّح أو يلولح» وكأنه يدير حربا عن بعد! يظنون أن تحريك الأصابع والأيادي وقدح المايكروفونات «الستاتيك» المضروب بكثير من أصوات النشاز، يظنوه يثير انطباعا حميدا لدى العابرين أو الراصدين. أما علموا أن واو الوي خدّاعة كما هو الواوي! وقد صدق الراوي فيهم عبر التاريخ لا نصرا حققوا ولا عدالة ولا تنمية ولا إدارة، ظلام في ظلم في ظلمات. فهيهات هيهات يخدعون أحدا بواو ويهم!!






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :