-

كتابنا

تاريخ النشر - 23-01-2024 09:56 AM     عدد المشاهدات 94    | عدد التعليقات 0

المسافة صفر

الهاشمية نيوز - فدوى بهجت خصاونه

بينما كنت أجلس متنعما بالدفء والسلام وأتناول ما لذ وطاب من أنواع الطعام، ومناظر الطبيعة الجاذبة تأخذني وتحملني إلى أبعد ما يكون من المسافات البعيدة، كنت أتابع أخبار غزة وأشعر بالطمأنينة بـ»أن الله يدافع عن الذين آمنوا» كنت أبدو وكأنني فرد من الحشود التي تجلس على مدرجات تشجع فريق أو شخص أصفق وأهتف باسم الوطن والحق وأهدد وأتوعد الأعداء بكل صنوف الشجب والاستنكار والقلق، حتى ظهرت وكأنني أقاتل العدو من مسافات بعيدة متخطية كل الحدود والحواجز، ولكن كل هذا القتال لم يصب أي جندي من جنود العدو ولو بجرح بسيط في ركبته؛ هذه المسافة التي قاتلت بها العدو لم يعلم عنها أحد ولم تتداولها وسائل الإعلام ولم ترعب العدو، نعم، لا ترهب العدو ولا يأبه بكل هذا الرد القاسي، بل إنه يستمر في عدوانه ويمضي في مشروعه الإجرامي؛ حتى يأتي شاب بأبسط لباس يقاوم على أرض المعركة يسحب برجله «حفاية « ويرتدي بدلة رياضة، وينفذ عملية من مسافة الصفر فتضج وسائل الإعلام وتضخ الأخبار عن عملية نوعية فتثير الرعب في صفوف الأعداء وتبدأ التحليلات تتحدث عدد القتلى وعن البطولة وهذا الإنجاز العظيم الذي سيغير معادلة المعركة.
الأبطال هم الذين يصطفون في الميدان يقاتلون ويُقتلون، يؤمنون أن الميدان هو ساحة الكرامة وهو سلم الصعود إلى المجد والتحرير.
غزة تغزل من دماء الشهداء معطفا يقي العروبة من برد الشتاء، غيوم غزة تشتعل وتحرق كتب التاريخ وتكتب تاريخا بكلتا يديها بحبر أحمر، غزة تنهض وتنفض عن جسدها غبار الظلم.
غزة تحقق إنجازات عظيمة عجزت عن تحقيقها أقوى جيوش العالم وبأبسط أدوات القتال بمعادلة السرعة على الزمن تساوي (صفر).






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :