صواريخ شمال غزة تصدم قادة الاحتلال : ماذا كُنّا نفعل هُناك

الهاشمية نيوز - جاءت صادمة وأثارت الجدل حول جدوى ما كانت تقوم به إسرائيل شمال قطاع غزة طوال المئة يوم الماضية، صواريخ المقاومة الفلسطينية الكثيفة انطلقت من شمال القطاع بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي منها معلنا انتهاء المهمة. واطلقت المقاومة الفلسطينية، رشقة صاروخية كبيرة، تجاه المستوطنات الواقعة شرق قطاع غزة ودوت صافرات الإنذار في المستوطنات، فيما شوهدت محاولات كثيفة من القبة الحديدية، لاعتراض الصواريخ وسط أصوات انفجار مدوية.
وأصاب أحد الصواريخ بصورة مباشرة، مبنى في مستوطنة نتيفوت شرق قطاع غزة، وتسببت بأضرار كبيرة، فيما لم يعرف إذا تسبب بإصابات في صفوف المستوطنين.
ونقل موقع والا عن مصدر أمني للاحتلال قوله: إن الصواريخ التي أطلقت صباح اليوم تجاه نتيفوت، انطلقت من المواقع التي انسحب منها لواء غولاني وسط قطاع غزة يوم أمس.
وكان وزير الدفاع يؤآف غالانت”، أعلن مساء أمس، أن العمليات البرية انتهت شمال قطاع غزة، لكن بعد ساعات على تصريحه، خرجت رشقة صاروخية باتجاه أسدود وعدد من المستوطنات من مناطق شمال القطاع.
الحدث اثار الجدل داخل إسرائيل، وبذات الوقت ظهرت علامات الإحباط من مضمون التصريحات، وما بين مشكك بجدوى العملية العسكرية، ومطالب بتشديد الحملة العسكرية وعدم الانصياع لرغبة واشنطن في تخفيض مستوى كثافة العمليات، تقف إسرائيل عاجزة، وسط حالة تتسع من الخلافات في مجلس الحرب بين فريقين غانتس وايزنكوت من جهة وغالانت ونتنياهو من جهة ثانية. الفريق الأول يدعو الى مراجعة المقاربة العسكرية وفتح مسار تفاوضي لإعادة الاسرى والفريق الثاني مصمم على مواصلة النهج ذاته حتى تحقيق الأهداف. حتى داخل الفريق الأول يسود حالة عدم ثقة وانعدام تواصل بين غلانت ونتنياهو .
وخاطب تامير عيدان، رئيس مجلس سدورت النقب، الحكومة ومجلس الوزراء الحربي، قائلا “الواقع يصفعنا في وجهنا من القول إنه من الممكن العودة إلى الحياة الطبيعية، والعودة إلى المدارس وفتحها . نستيقظ على اليوم الذي تفعل فيه حماس مرة أخرى ما تريد. حماس المردوعة أطلقت وابلاً كبيراً من الصواريخ هنا.
من جانبه قال المراسل ألموغ بوكير، من القناة الـ 13: “مساء أمس أطلقت أكثر من 10 صواريخ على سديروت، وهذا الصباح أطلق نحو 50 صاروخا على نتيفوت هذه ليست الطريقة التي تربح بها الحرب، هذا هو بالضبط ما نعود به إلى الوضع الذي سبق السابع من شهر أكتوبر، وتريدون عودة المستوطنين إلى المنازل؟”.
بينما علق وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير بان سحب الجيش من مراكز حماس بغزة خطأ فادح وخطير وسيكلفنا خسائر بشرية.
وقال وابل الصواريخ على نتيفوت من منطقة غادرها الجيش يثبت أن احتلال غزة ضروري لتحقيق الأهداف القتالية.
وبذات الاتجاه علق الوزير في المجلس الوزاري المصغر جدعون ساعر على الفشل في وقف الصواريخ من شمال غزة وقال ساعر لوسائل الاعلام العبرية طالبت باجتماع طارئ للمجلس، لبحث استمرار الحرب على غزة وطريقة إدارتها. وأضاف ان تخفيض عمليات الجيش في غزة وتقليص القوات في ظل الوضع القائم أمر خاطئ.
ويجب اتخاذ قرار فوري بزيادة الضغط العسكري على حماس.
الصدمة في شمال غزة صعدت من الانتقادات والإحباط من الحرب والذهاب نحو الاعتراف بعدم تحقيق الأهداف، وبذات الوقت صعدت من خطاب اليمين المتطرف نحو الذهاب الى حرب اكثر دموية وتدميرا.
الواقع في إسرائيل يشي بان حالة من الضياع بدأت تسيطر على اراء النخبة، وهذا ما يعد وفق خبراء بداية هزيمة قد تدفع إسرائيل ثمنا باهظا لها