-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 16-01-2024 10:17 AM     عدد المشاهدات 109    | عدد التعليقات 0

لماذا جنوب إفريقيا!

الهاشمية نيوز -
عامر طهبوب

ليس حدثاً عادياً أن تقف دولة جنوب إفريقيا في المحافل الدولية للدفاع عن الشعب الفلسطيني، وإصرارها على ضرورة نيل حقوقه في الحرية والعدالة الإنسانية، ليس حدثاً عادياً قط أن تنبري جنوب إفريقيا للوقوف في وجه إسرائيل العنصرية لمقاضاتها في محكمة العدل الدولية، وتحمل كل التداعيات التي يمكن أن تتسببها مواقفها الصلبة، وليست تلك الهبة التي جاءت إلى فلسطين من أقصى القارة الإفريقية السوداء صدفة، أو حالة عاطفية عابرة، وإنما الأمر نابع من رحم معاناة جنوب الإفريقي منذ عام 1948 من نظام فصل عنصري لاقى فيه السود الأمرّين من عذابات، وهدر كرامة، وإقصاء، وسجن، ومصادرة الأراضي.

رَوَت سياسية من جنوب إفريقيا كيف أن والدها الخياط أفنى عمره من أجل بناء بيت لأسرته، وما أن سكنت العائلة البيت، حتى أعلن عام 1948 أن تلك المنطقة قد خصصت حسب الفصل العنصري للبيض، ففقدت العائلة البيت، ومات الأب من الحسرة والألم، ولكن تلك السيدة التي أصبحت من سياسيي جنوب إفريقيا قالت إن ليس لديها، ولم يكن لديها أي شعور بالرغبة في الانتقام، وهي تقف إلى جانب الحق الفلسطيني من تلك المنطلقات التي لاقى فيها شعب جنوب إفريقيا من السود العذابات، وناضل طويلاً من أجل الحرية والعدالة.

ليس صدفة أن تتوحد جنوب إفريقيا على موقف واحد موحد اتجاه شعب فلسطين، المسألة بالنسبة لهذا الشعب مسألة جنوب إفريقية، الشعب الفلسطيني يمثل صورة عذاباتهم، تلك الصورة التي مقتوها، وحاربوا من أجل تمزيقها، ودوسها على الأرض، إنها العنصرية، وشعب جنوب إفريقيا يعرف معنى العنصرية، ومعنى الظلم، والقهر، والقتل، والتهجير، والاستعباد، إنها مسألة أخلاقية لشعب ذاق المر بالتزامن مع شعب فلسطين منذ عام 1948.

أحفاد مانديلا يعرفون معنى النكبة، لأنهم ذاقوا طعمها في نفس العام الذي وقعت فيه نكبة فلسطين، لذلك قال نيلسون مانديلا لشعب فلسطين، وقال ذلك أمام شعبه، أن استقلال جنوب إفريقيا لن يكتمل إلا بتحرير فلسطين ونيل الشعب الفلسطيني لحريته، وعلى نفس المدرسة سار حفيده زولفويل مانديلا، وكل شعب جنوب إفريقيا.

ليس حدثاً عادياً أن تضع جنوب إفريقيا، دولة أبارتيد في قفص اتهام دولي، لا أحد في هذا العالم يكره نظام الفصل أكثر من شعب مانديلا وشعب فلسطين، وكما قال نزار: من جرب الكي لا ينسى مواجعه، ومن رأى السمّ لا يشقى كم شربا.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :