-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 03-01-2024 10:30 AM     عدد المشاهدات 79    | عدد التعليقات 0

يا فتّاح يا عليم

الهاشمية نيوز -
بشار جرار

كم صحونا على صباحات نسمع فيها كبارنا يناجون: يا فتّاح يا عليم. ودعاء تسبقه مناجاة: يا هادي يا رحيم. ورجاء خاتمته: يا رزّاق يا كريم.

كم جميل أن يبقى من نعول ونحب على هذا العهد، عهد مع الله ما أيسر وأقصر الطريق إليه سبحانه، دون حاجة إلى وسطاء: لا قديسين ولا شفعاء، لا وكلاء ولا كفلاء، فحكمته تقتضي الخصوصية في العلاقة بين الخالق والمخلوق، بين المحب والمحبوب. هو وحده العالم بما في الصدور من أوجاع، وما في القلوب من هموم. لم يطرق العارفون المخلصون -بفتح اللام وكسرها- لم يطرقوا بابا غير بابه، فإن صدت الأبواب ظن البعض أن التسلق عبر النوافذ فيه نيل الأماني، وذاك زيف ووهم وباطل خبّرتنا عنه رسالات السماء كلها.

لعلها حكمة الأجداد والآباء التي قرنت بين أسماء وصفات الجلالة في تلك المناجيات المنجيات الثلاثة. وكأنها أوراد أرض-سماوية، لا تقتصر على صباحات يوم جديد، بل أوراد تعبر بنا بأمان أيام الدهر كلها، حتى نؤوب إليه أطفالا في صدق محبتنا ورجائنا، وطهر نوايانا ومقاصدنا، مهما طال بنا المسير في هذه الدنيا، وإن تعبنا وهرمنا.

الفتح مسبوق مشروط بالعلم. الهداية مقرونة منبثقة عن الرحمة. والرزق منشأه ودوامه من الكريم، وحده سبحانه. في ساعة صفا، حضر إخوان الصفا وخلّان الوفا أم غابوا، نعلم علم اليقين أن ما من شيء يشغل بالنا في عالم اليوم، في أخبار هذه الدنيا إلا وانطبقت عليه تلك المناجيات المنجيات. أحار وأشفق على من عذّب نفسه وغيره في ليّ عنق تلك الحقائق الربّانية. انظر فيما يصدر عن البعض من بيانات أو هتافات، من ممارسات وترّهات، تراها زائفة خدّاعة مثلها مثل «خضراء الدمن» يطلبها الأحمق التعس ويقيمون لها «عراضات» تنتهي كما في إحدى المسلسلات السورية الفولكلورية الرائعة: وزّع شوكلاته وطعمينا!

في بداية العام الجديد، أحث نفسي ومن أحب على أن ننزل البعض عن أكتاف تسلقوها، تماما كأولئك الذين تسلقوا شجرة ما زالوا عالقين بين غصونها غير المثمرة، فيما الدنيا تحترق من تحتهم وحولهم.

بعيدا عن أي سوء فهم للمراد من تلك المناجيات المنجيات، داهمتنا أخبار اليوم الأول من 2024 بزلزال شدته سبع درجات ونصف الدرجة في اليابان، مطلقا تحذيرات بتسونامي يضرب ما يسميه بعض الظرفاء على منصات التندر والتذمر والتنمر «كوكب اليابان».

حتى ما يظنوها مجرد ظواهر طبيعية، تذكّرنا جميعا على هذه المعمورة بالغة الهشاشة، بأننا في مركب واحد. من واجب الحكماء استشعار ما هو قادم، حتى تكون صحوة خاصة-عامة تجاب فيها الدعوات، وتتحقق فيها الأمنيات، فكل عام والناس كافة بخير. هذا ما أؤمن يقينا أن فيه مرضاة رب العالمين، أجمعين..






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :