الشراكة المجتمعية .. دور تكميلي لخدمات منقوصة بالأغوار الجنوبية

الهاشمية نيوز - تسهم الشراكة المجتمعية بين مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الرسمية المختلفة بالأغوار الجنوبية في تقديم الخدمات المختلفة للمواطنين، وخصوصا فيما يتعلق بالضرورية والتي تفتقر لها المنطقة لأسباب مختلفة.


ومن بين تلك الخدمات، تلك المتعلقة بالرعاية الصحية لمختلف المواطنين، حيث تسهم العلاقة التشاركية بين الجمعيات والمؤسسات الأهلية والقطاع الصحي في توفير بعض المستلزمات الضرورية للمرضى.


وتقوم تلك المؤسسات بشكل دائم بتقديم العديد من الأجهزة الضرورية مثل المعينات الحركية للاشخاص ذوي الإعاقة، إضافة إلى أجهزة ضرورية لا تتوفر للمواطنين من غير المؤمنين صحيا، من ذوي الدخل المحدود وذلك بالتعاون مع العديد من الجهات المانحة المحلية والخارجية.


وتعتبر مناطق الأغوار الجنوبية والتي تشمل الغور الصافي وغور المزرعة والحديثة وفيفا والذراع، أحد مناطق جيوب الفقر بالمملكة، وفقا للاحصائيات الرسمية، التي تشير أن نسبة الفقر فيها تبلغ 60 % والبطالة 30 %، وتبلغ نسبة العاملين في القطاع الزراعي من سكان المناطق حوالي 60 % مع دخول مالية متواضعة.


ويقول رئيس الجمعية الوطنية للتأهيل المجتمعي فتحي الهويمل إن مؤسسات المجتمع المدني بمناطق الأغوار الجنوبية وخارجها تنفذ العديد من الفعاليات والنشاطات التشاركية مع مؤسسات رسمية بالمنطقة لخدمة المواطنين، لافتا إلى أن هناك عددا كبيرا من المواطنين يتم العناية بهم طبيا من قبل المؤسسات الأهلية بالتشارك مع القطاع الطبي الرسمي من مستشفى الغور الصافي والمراكز الصحية المتوفرة بمختلف المجالات الضرورية وخصوصا بالأيام الطبية المجانية لتوفير الأدوية والعلاجات والرعاية الصحية بمناطق فقيرة، إضافة إلى توفير معينات حركية لذوي الإعاقة وتقديم أجهزة طبية للمراكز والمستشفى بما يساهم في تعزيز الخدمة الصحية بشكل لائق.


وأكد على أن الجمعية قدمت خلال الفترة الماضية العديد من الأجهزة والمعينات الحركية والسمعية لمحتاجيها من خلال مؤسسات مانحة محلية ودولية، مشيرا إلى قيام الجمعية مؤخرا بدعم من جمعية تزوتشي اليابانية الخيرية بتسليم عدد كبير من الكراسي المتحركة لمستشفى غور الصافي لخدمة المرضى والمراجعين من محتاجيها خلال زيارتهم ومراجعتهم للمستشفى.


وأكد بأن الجمعية الوطنية للتأهيل المجتمعي تعتبر شريكا رئيسا مع المؤسسات الرسمية الطبية بالمنطقة ومع مؤسسة تزوتشي منذ سنوات طويلة بحيث تقدم خدماتها لأهالي اللواء والمتمثلة بتنظيم الأيام الطبية وتوزيع المعينات الطبية والمساعدات المختلفة والقرطاسية للطلبة وخصوصا من ذوي الإعاقة المختلفة، مبينا أن قطاع الصحة والتربية يعتبران من أولويات الجمعية، وهما من القطاعات المحتاجة بشدة لتقديم الرعاية والعون بشكل دائم.


وأكد مدير مستشفى غور الصافي الحكومي الدكتور عمر المعايطة على أهمية المبادرة من جمعيتي تزوتشي والوطنية للتأهيل المجتمعي لخدمة المرضى والمراجعين للأقسام المختلفة بالمستشفى، مؤكدا أهمية جهود القائمين على المبادرة من خلال توفير الكراسي المتحركة والضرورية بشكل كبير لخدمة للمواطنين.


وبين مدير العلاقات العامة في مستشفى الصافي علي البزلميط بأن مستشفى الصافي يقدم خدماته لحوالي 100 ألف نسمة في لواء الأغوار الجنوبية ومناطق وادي عربة وسالكي الطريق العام الذي يربط الأغوار بالعاصمة عمان والعقبة.


وقال إن مستشفى غور الصافي يشهد ضغطا متزايدا من المراجعين كونه يقع بالقرب من الطريق العام ويقدم خدماته على امتداد 100 كيلومتر، بالإضافة إلى بعض من مناطق وادي عربة.


وأكد رئيس جمعية تزوتشي الخيرية شوجي يان، بأن الجمعية تقدم خدماتها للمجتمع المحلي في جميع المجالات وبالأخص في منطقة الأغوار الجنوبية من خلال الجمعية الوطنية للتأهيل المجتمعي باعتبارها شريكا مجتمعيا رئيسيا لتزوتشي، مشيرا بأن الجمعية تقدم خدماتها للمواطنين من قبيل تنفيذ أيام طبية وتوزيع المساعدات العينية ودعم الطلبة بالحقائب المدرسية وأجهزة الحاسوب وكذلك تقديم الكراسي المتحركة للمرضى.


وقال مدير ائتلاف الجمعيات الخيرية بالأغوار الجنوبية أحمد دغيمات بأن المبادرات التشاركية المجتمعية بالأغوار الجنوبية تسهم بشكل كبير في تقديم وتحسين الخدمات للمواطنين بالمنطقة وخصوصا المواطنين من ذوي الدخل المحدود، في مختلف المجالات وخصوصا بمجال الرعاية الصحية، مشيرا إلى أن هناك جهودا كبيرة تبذل بالمنطقة من الجهات الداعمة محليا ودوليا وهي تتم بالتشاركية مع المؤسسات الرسمية بهدف خدمة المجتمع المحلي.


وقال الناشط محمد القرالة إن منطقة الأغوار الجنوبية تعتبر أولوية في مبادرات ونشاطات العمل التطوعي والتشاركية المجتمعية، باعتبارها من أكبر مناطق جيوب الفقر في الأردن، مشيرا إلى أهمية التشبيك مع عدد من المبادرات والجمعيات ومنظمات المجتمع المدني وأهل الخير والمحسنين لخدمة الأسر العفيفة والمحتاجة في المنطقة بمجالات مختلفة وخصوصا توفير الاحتياجات الحياتية وتحسين جودة الحياة والرعاية الصحية.