تاريخ النشر - 20-12-2023 11:10 AM عدد المشاهدات 94 | عدد التعليقات 0
لا مكان آمناً في غزة
الهاشمية نيوز -
لارا علي العتوم
لا نزال نشهد اقصى الضربات والقصف الإسرائيلية على قطاع غزة المحتل تصاحبه بجرائم حرب وتضاعفاً من حصارها المستمر منذ 15 عامًا الذي يبلغ حد العقاب الجماعي غير المشروع، ويزيد من شرذمة الأراضي الفلسطينية ورفع درجات قمعها لحرية الفلسطينيين خارج القطاع، فالشعر الاسرائيلي الحالي للفلسطينيين القتل لمن هم في غزة وقمع واعتقال لمن هم خارجها، وفرض إجراءات الإغلاق والقيود التعسفية على حرية التنقل التي بلغت حد العقاب الجماعي وبخاصة في شمالي الضفة الغربية ومع تصاعدًا في عدد الفلسطينيين الذين قُتلوا بصورة غير مشروعة، على أيدي القوات الإسرائيلية أثناء مداهمات في الضفة الغربية فعدد حالات احتجاز الفلسطينيين رهن الاعتقال الإداري في مستوى لم يُشهد له مثيل منذ 14 عامًا، بإستمرار التعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة،حتى أن 35 بلدة من بلدات البدو الفلسطينيين لا تزال محرومة من الاعتراف الرسمي، ويواجه سكانها النقل القسري المحتمل بفرض قيود على حقهم في العمل.
وعلى ما يبدو تعاني الحكومة الاسرائيلية الحالية من حبها المفرط للدماء فهى لا تبالي حتى بأسراها القابعين في المنازل الفلسطينية التي تقبح تحت القصف، فلا مكان آمن في غزة ولا تبالي حتى بتظاهر اسرهم بل حفزت مواطنين آخرين بالتهجم عليهم.
ولا تبالي حتى بتظاهر أكثر من 80 ألف إسرائيلي للأسبوع السادس على التوالي للاعتراض على مشروع قانون بنيامين نتنياهو لإصلاح المحكمة العليا، بهدف إضعاف دولة القانون بالنسبة للمواطنين اليهود، فهو يمهّد أيضًا الطريق لترسيخ إجراءات الفصل العنصري بشكل جذري تجاه الفلسطينيين، والاهم هو نجاح السبب في استمرار القصف والابادة الإسرائيلية لغزة إذ توقفت المحاكم الإسرائيلية عن النظر في القضايا غير العاجلة وهى بكل وضوح تهم الفساد التي تم توجيهها لبنيامين نتنياهو قبل الهجوم على غزة والذي هو بمثابة ورقة رابحة في يده للتملص من المحاكمة والتي لن تكون هى الوحيدة بانتظاره فالعديد من القضايا تم رفعها في محكمة العدل العليا ضده وضد حكومته بسبب جرائم وإبادتهم الغير متوقفة، ويبقى حدود الإدراك الإسرائيلي لرسائل المقاومة من المعركة، والمصالح الأمريكية في المنطقة هو العنصر المهم في رسم ملامح الأمن الإقليمي في الفترة المقبلة،مع أهمية عدم التوقف في الادوار الدبلوماسية والاستمرارية بالدفاع عن الحقوق الفلسطينية خاصة الاعلام الذي لم ينج هو الاخر من الابادة، فإسرائيل تشن حرباً اعلامية ونفسية ضد المقاومة بهدف شيطنتها فتستهدف الصحافيين لايقافهم عن كشف الأكاذيب الاسرائيلية أمام الرأي العام العالمي، وهذا لا يقل أهمية عن الابادة التي تقوم بها في غزة.
حمى الله أمتنا، حمى الله الأردن.