-

المجتمع والناس

تاريخ النشر - 18-12-2023 09:52 AM     عدد المشاهدات 94    | عدد التعليقات 0

العالم يحتفل بـ(العربية) لغةً خالدةً للشعر والفنون

الهاشمية نيوز - ليست دوافع عاطفية أو سياسية أو عقائدية فقط هي التي تدعونا للاحتفاء بلغتنا العربية العظيمة وتجديد الدعوة للحفاظ عليها ومواجهة ما يعتريها من تحديات جمة في ظل تغول عصر التكنولوجيا والتغيرات الثقافية والحضارية المتلاحقة في زمن «العولمة»، فاللغة في أساسها وقبل أي اعتبارات هي منجزنا الحضاري والجمالي الذي نحتناه عبر قرون، وعندما يكرم العالم «اللغة العربية» بتخصيص يوم لها من السنة، فما ذلك سوى اعتراف بحيويتها ودورها الفاعل في الثقافة الإنسانية، ورسالتنا الحضارية إلى العالم أجمع عمادها الأول ووسيطها الرئيس هو اللغة.

لغة الشعر والفنون

بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية جاء في بيان للأمم المتحدة: اشتهرت اللغة العربية منذ زمن بعيد بمساهمتها في الشعر والفنون فهي لغة ذات قوّة راسخة وأبدَعت آيات جمالية رائعة تأسر القلوب وتخلب الألباب. ولذا تقرر أن يكون شعار الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية لعام 2023 هو ( العربية: لغة الشعر والفنون )

يتزامن الاحتفال هذا العام مع الذكرى السنوية الخمسين لإعلان اللغة العربية لغة رسمية في الأمم المتحدة. وإنّ اليونسكو، وإذ تصبو إلى الإشادة بزهاء اللغة العربيّة على الصعيدَين الشعري والفني، ستجمع باحثين وأكاديميين وشباب ورؤساء هيئات دولية.

إنّ اليوم العالمي للغة العربية منبر ثابت للتعمق في مناقشات بشأن تأثير اللغة العربية في تشكيل المعارف، والتحولات المجتمعية من خلال الشعر، فضلاً عن تأثيرها في الفنون، مع تعزيز التنوع الثقافي والحوار بين الثقافات.

وتتمحور الاجتماعات التي تعقد في إطار احتفالية هذا العام حول المواضيع التالية:

الفلسفة والشعر: مساهمة الشعر العربي في تشكيل المعارف وفي التحولات الاجتماعية

اللغة العربية والفنون: توسيع آفاق التنوع الثقافي

اللاتينيون العرب: البصمة العربية في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي

تتمثل الغاية من اليوم العالمي للغة العربية لعام 2023 في إبراز أهمية اللغة في لم الشمل لإجراء حوار بَنّاء بين الثقافات، وتشكيل التصورات، وتعزيز التفاهم في المشهد العالمي الحالي الذي يتسم بالشكوك والاضطرابات.

تحديات مستمرة

عدد من المثقفين الأردنيين حذروا بتلك المناسبة من التحديات التي تواجه اللغة العربية، والمحاولات المستمرة لمحاربتها وإحلال «لغة هجينة» مكانها، مع تكثف حضور اللغة الانكليزية واستخدامها على نطاق واسع في مؤسسات رسمية وخاصة في الكثير من البلدان العربية.

الناقد ابراهيم خليل:

ميزات جمالية متفردة

اللغة العربية هي واحدة من اللغات السامية التي حافظت على بقائها حية رغم مرور آلاف السنين على ظهورها واستعمالها في الكلام الشفوي والكتابة فأكثر اللغات التي عاصرتها انقرضت ولم يبق من يتحدث بها اويكتب كالسريانية واللاتينية واليونانية القديمة والآرامية واللغات المصرية والعراقية القديمة من سومرية وآشورية وهيروغليفية وغيرها الكثير. مما اختلفت به العربية عن غيرها من اللغات نظامها التصريفي الذي يسمح بوجود صيغ عدة من الجذر الواحد علي الرغم من اختلاف المعنى فالمتكلم بالعربية لا يجد فرقا كبيرا بين الجذر فتح والاسم مفتاح كالذي يجده الناطق بالإنجليزية بين open و kee او بين كتب write وكتا ب book وهذا ينسحب على لغات اخرى. فالنظام الصرفي الاشتقاقي حافظ على الصلة المعنوية بين الجذور والصيغ وهذا هو السبب الذي لا يجعل العربية في عصرنا وعربية الشعر الجاهلي والقرآن الكريم لغة واحدة لا يحتاج المتكلم او القارئ بها ترجَمة القديم منها إلى حديث مثلما هي الحال بالإنجليرية مثلا فقد ذكر إلبرت بطرس في كتابه القيم عن الشاعر والاديب الإنجليزي جيفري تشوسر الذي اشتهر بتأليفه أول كتاب قصصي في الإنجليزية وهو حكايات كانتربري لايفهمه الإنجلير قطعا إلا إذا ترجم من إنجليزية القرن ?? إلى إنجليزية هذه الأيام وهذا لا يقتصر على تشوسر بل ينسحب أيضا على آثار وليم شكسبير النثرية منها والشعرية. فالقارئ العربي المتعلم وغبر المتعلم لا يجد صعوبة في فهم القرأن الكريم مثلا أو الشعر الجاهلي فهذا شاعر من الجاهليين يقول؛

إذا القوم قالوا من فتى خلت أنني

عنيت، ولم اكسل، ولم اتبلد.

فهذا كلام يفهمه اقل الناس معرفة بالعربية ومن يسمع إمام الصلاة يخطب بالفصحى خطبة تستمر عشرات الدقائق لا تخلو من اقتباسات من ملفوظات قديمة كآيات الذكر والأحاديث والمواعظ يعرف ان المصلين يفهمونها فهما تاما إذ لو كان المصلون لا يفهمون هذه اللغة لما استمروا في الاستماع. إن عبقرية العربية تكمن في نظامها النحوي ايضا وهو نظام ينطوي علي الكثير جدا من الممكنات المتاحة للمتكلم والكاتب علي السواء وهو مما لا يجده الباحثون في لغات أخرى وكي لا أطيل أذكر مثالا واحدا من الصرف الوظيفي كجمعك عمود على اعمدة وعمدان وعواميد وعمد بوزن بلد، وفي النحو يستطيع المتكلم القول اولئك المفلحون وأولئك هم المفلحون. فإدخال الضمير هم وهو زيادة اكسب الجملة قوة لا نجدها في اولئك المفلحون. وحافظ على موسيقى الجملة.

القاص ناصر الريماوي:

لغة غزيرة

تعد اللغة العربية واحدة من بين اللغات العالمية الغنية والمميزة على نحو فريد من حيث الدلالات الكامنة والإيحاءات المستترة بالإضافة إلى ميزة التعددية بين مفردات الترادف اللغوي والتي قد تبدو لنا متشابهة في المعنى، للوهلة الأولى دون أدنى لبس أو غموض.

أما الغزارة بين تلك المترادفات فهو ما يمنح اللغة العربية مرونة عالية وخيارات عديدة ضمن سياقات لغوية وأدبية معينة، حين يتجلى اللفظ عذبا وجميلا بوقعه الحسي على أذن المتلقي آخذا مكانه الأنسب وبدقة أكثر من غيره، بين المترادفات الأخرى من حيث المعنى.. كالشعر، وبعض الفنون الأدبية الأخرى كالنثر الروائي أو القصصي وما يلزم من تقنيات هامة في البناء والسرد من اختزال وتكثيف ومجازات تأويلية عميقة.

أضف إلى ما سبق ذلك الأثر السماعي أو الطربي وهو ما يعد اتساعا جماليا بما تمتاز به اللغة من مزايا لفظية وتأثيرات ذهنية عميقة على مزاج المتلقي ووعيه.

كما أنها أيضا لغة علمية بامتياز، لها القدرة على مواكبة التطور العلمي و»التكنولوجي» العالمي بل والتماشي مع معطياته ومستجداته دون أي قصور أو انتقاص من جوهر القيمة العلمية على الإطلاق.

وأما الدليل على ذلك فهو ما سعت إليه بعض الدول العربية ونجحت فيه من خلال تعريب المناهج الجامعية وتحديدا العلمية منها، كالهندسة والطب والصيدلة وغيرها، في بلدان، كالعراق وسوريا ومصر. لتثبت وتؤكد بأن اللغة العربية وعلى امتداد عقود طويلة بأنها ذات مرونة عالية في استيعابها لتلك المضامين العلمية وتعميق مفاهيمها بإعجاز كبير، إعجاز يحيلها إلى لغة علمية قادرة من خلال طاقاتها الكامنة على احتواء ما يلزم من تبسيط وسهولة في التلقي والوصف والتحليل وحتى إنجاز العديد من البحوث العلمية المختلفة باقتدار.. وغير ذلك الكثير ضمن هذا السياق.

القاصة حنان الباشا

لغة مرنة متجددة

اللغة هي أداة الاتصال الفاعلة المؤثرة في الحضارة الإنسانية، إذ هي علامتها الرئيسة، فإن نحن لم نمتلك مفاتيحها عجزنا عن التحاور والتفكير السليم والتعبير السليم.

ولغتنا العربية لغة حية تشارك المتكلم والقارئ في التواصل فهي لغة حية بحروفها وألفاظها وأصوات حروفها تشارك فيها الحروف الألفاظ في الدلالة على المعنى وتقريبه إلى المتلقي بحزمة إيحائية لفظية كامنة فيها.

ولذا كان لزاماً علينا الحفاظ على لغتنا، والتباهي بها.

واللغة العربية لها أهمية عظيمة على عدة أصعدة منها أنها لغة القرآن الكريم، كلام الله المعجز المتعبد بتلاوته، معجزة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام للدلالة على صدق نبوته.

ولعل أجمل ما في اللغة العربية هو قدرتها على التعبير بأكثر من أسلوب وبناء عن الفكرة.

واللغة العربية هي اللغة الوحيدة التي لم تتغير جذورها على مر التاريخ إذ يستطيع القارئ ان يفهم نصا مكتوبا من العصر العباسي أو العصر الأموي، ولكن بقية اللغات العالمية هي متحورات عن لغات أخرى ولا يمكن فهم نصوص كتبت بها قبل مئتي عام، فمتكلم اللغة الإنجليزية مثلا لا يستطيع فهم نصوص شكسبير التي كتبت قبل قرن من الزمن

واللغة العربية لغة مرنة مطواعة تداخلت مع اللغات الأخرى التي مرت واخذت منها وأعطتها من غير ان تفقد هويتها، فهي قادرة على لفظ كل ما يسيء إليها وغربلة السقط غير المغني.

وهي قادرة على ضم الألفاظ من اللغات الأخرى وتعريبها وإلباسها ثوبا فونيميًا عربيا، وهي لغة فضفاضة مذهلة في طاقاتها وإمكاناتها وكثرة جذور الكلمات فيها، وامتلاكها لعدد كبير من الألفاظ ذات المعاني المتقاربة للدلالة على المعنى فيما يسمى بالترادف إذ هي لغة تعطي للمعنى أكثر من صورة وحال، فلأسد مثلا مجموعة كبيرة من الأسماء والصفات الدالة عليه منها: هزبر ، وأسد ، وليث وورد، ...وكل لفظة منها تدل على الأسد في حال أو وضعية ، وتفرق بين قام وقعد وجلس ، وبين هجود ونوم ووسن ونعاس ورقاد ...في حين تعجز باقي اللغات عن إعطاء اكثر من وصف ثابت للمعنى.

وقد قامت الأمم المتحدة باعتماد الثامن عشر من كانون أول كيوم عالمي للغة العربية واعتمادها لغة عالمية سادسة.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :