-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 05-12-2023 10:46 AM     عدد المشاهدات 119    | عدد التعليقات 0

التفجير لن يفضي إلى تهجير

الهاشمية نيوز -
عامر طهبوب

سجلت إسرائيل نصراً ساحقاً غير مسبوق، على الخدّج، والرّضّع، والأطفال من الإناث والذكور، وقضت على ما يزيد على خمسة آلاف منهم، وما زالت تحقق أهدافها في قتلهم ببراعة عالية، كما سجلت نصراً كبيراً على ما يزيد على أربعة آلاف وخمسمئة امرأة حتى الآن، وحققت إنجازاً في تدمير عشرات آلاف المساكن وتسويتها بالأرض، كما انتصرت على سيارات الإسعاف، والدفاع المدني، والصحفيين، إضافة إلى قصف الخبز والمخابز، ومحطات تحلية المياه، ويعد إخراجها لمعظم مستشفيات قطاع غزة عن الخدمة، إنجازاً آخر غير مسبوق في تاريخ الحروب، وهي بذلك تعد أنموذجاً للدول المارقة التي تلتزم بأعلى معايير الانضباط الأخلاقي، والالتزام بالقوانين الدولية التي ترعاها الإمبريالية الأميركية.

ويضاف إلى هذه المنجزات، قصف وتدمير معظم مساجد غزة، وكنائسها، ومدارس اللجوء، ويسجل لجيش الاحتلال، حفاظه على مناطق آمنة هي الشجاعية، والرمال، والنصيرات، والشاطئ، ودير البلح، والمغازي، والقرارة، وعبسان، وعسقولة، وتل الهوى، والشيخ رضوان، والنصر، والجلاء، والزيتون، والشبورة، والزوايدة، وجباليا، ورفح، وخان يونس، وتلك مناطق آمنة، وفر فيها جيش الاحتلال لأهل غزة كل متطلبات الحياة من المياه، والخضروات، والفاكهة، ومنتجعات للسكن تشبه منتجعات «كارلو فيفاري»، وسويسرا، وتروح فيها وتجيء مراكب صيد كتلك التي تعبر قرى وبلدات «كومو» الإيطالية؛ جنات تجري من تحتها الأنهار، يراها شهداء يصعدون إلى السماء، وذلك فضل إسرائيل؛ تدخل أهل غزة بالمئات إلى تلك الجنات، صباح مساء منذ 60 يوماً.

كل ذلك فعلته إسرائيل، انتصارات ساحقة ماحقة، إلا أنه أصبح في حكم المؤكد أن هذا الجيش الانكشاري النازي، لن يستطيع القضاء على المقاومة الباسلة حتى لو دمر كل غزة، وسيلاقي الهزيمة في كل شارع، وكل حي، وسيخسر المزيد المزيد من آلياته، والكثير الكثير من جيشه القاتل التافه الحاقد، ولن تستطيع حكومة الحرب الغبية، أن تفرض شروطها، ولا أن تحقق أهدافها في تحرير أسراها، وكل ما ستحققه هو الفشل بعينه، الإجرام، القتل، التدمير، التفجير، وسيفشل التهجير، ويبقى أهل غزة على أرضهم، ويخرج المحتل صاغراً، مهزوماً، ويعود نتنياهو المرتجف رغم أنفه للتفاوض حول مصير الأسرى، والثمن واحد موحد، وثابت لا رجعة فيه: الكل مقابل الكل، وغير ذلك فإن كل الأسرى الإسرائيليين من عسكريين ومدنيين، سيكون مصيرهم الموت على يد نتنياهو وجيشه الأحمق، ورئيس أركانه الأرعن، ووزير دفاعه الذي يبحث عن مجد على دماء الأبرياء في الوقت الضائع.

والمقاومة في غزة لا تعمل تحت إمرة واشنطن وإرادتها، بل تعمل ضد إرادتها، ولا يحق لوزير الدفاع الأميركي أن يقول، إن بلاده لن تسمح بانتصار حماس على إسرائيل، فقد انتصرت حماس، وانتصر رجال القسام، وسينتصرون في نهاية المعركة رغم أنف واشنطن، وأنف تل أبيب. الكل مقابل الكل، وإلا فلا، قولاً واحداً لا رجعة فيه.

إرادة الفلسطيني ستفرض إرادتها، نصره مؤكد، صموده أسطوري، نضاله غير مسبوق، بطولاته غيرت المعادلات، وعادت فلسطين درة القضايا العادلة، وعاد الفلسطيني يفتخر بفلسطينيته، وعاد العلماني إسلامي، وأصبح المسيحي إخواني، المسألة ليست الدين، إنها الحرية، الإنسانية، الكرامة، النصر، الاستقلال، الانعتاق، العدالة، محاربة الظلم، استنكار القتل والإبادة، فجمعت حماس كل الناس، ليسوا لأنهم من صنف الإسلام السياسي أو الإخواني، الحمساوي أو الجهاد الإسلامي، ولكن لأنهم يحبون النصر، ويؤازرون من يدافع عن الأرض والعرض، لأن رجالات القسام وسرايا القدس وغيرهما، دحروا العدو، دافعوا عن وطنهم، قارعوا المحتل، وجمعوا الناس تحت مظلتهم، مظلة المقاومة، لأنهم قدموا أرواحهم، وبذلوا الدماء، وهم يحاربون بشباشبهم، وملابس الرياضة، وقميص «نص كُم»، ويقذفون «الياسين» ببراعة في قلب دبابات العدو وأفراده، ولا يحملون بطاقات «في. آي. بي» من محتل أرضهم، وتلك حكاية طويلة معقدة.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :