-

كتابنا

تاريخ النشر - 20-11-2023 10:37 AM     عدد المشاهدات 100    | عدد التعليقات 0

أطفال غزة .. تركوا الطفولة لـمـن احـتـكـروهـــا لأبـنائــهـم

الهاشمية نيوز -
نيفين عبدالهادي


وين «بابا» وين «ماما».. كلمات يمكن أن نسمعها ونحن العاجزون أمام الجرائم التي يتعرض لها الأهل في غزة، نسمعها في كل ما يردنا من فيديوهات وأخبار، أطفال يبحثون عن ما تبقى من عائلاتهم، وحتى ما تبقى من أجسادهم، فكثيرون مئات بل آلاف الأطفال يصرخون بأصوات للأسف لا تُسمع أحدا، باحثين عن أهاليهم، يحاولون المشي بعد صرخات لم تلق إجابات، ليفاجأوا بأنهم لا يقوون على المشي فقد بتر ساقه أو بترت ساقاه..

هم أطفال غزة، ومشاهدها التي قادت الإنسانية إلى آخر معاقل البقاء والحياة، فقد لحقت بأرواح الكثيرين ممن استشهدوا في غزة، فلم يعد هناك ما يؤشّر لوجود الإنسانية، أو حتى «بواقي» لها، وعيون العالم تراقب ما يحدث لأطفال غزة من لا حول لهم ولا قوة، دون أخذ أي خطوة عملية لإنقاذهم، والأخذ بيدهم نحو بر الأمان الذي أوجدته الحياة لمثلهم، لكنهم اليوم يعيشون أعلى درجات الإجرام الحربي، وأكثرها خطورة ليس فقط لهذه المرحلة، إنما لسنين قادمة.

لم تقتل أداة الحرب الإسرائيلية قرابة (5) آلاف طفل فقط، إنما قتلت مستقبل وأحلام وآمال هذا العدد وأكثر، فلكل شهيد من الأطفال قصة تُروى لأجيال قادمة، ولأجيال ماضية، لكل طفل استشهد في الحرب على غزة حلم وأمل، لكل طفل شهيد إجابة لسؤال «شو بدك تصير لما تكبر؟، وشو بدك تعمل لما تكبر؟»، لكنهم لم يمنحوا فرصة أن يكبروا ليجيبوا على هذه الأسئلة وغيرها، من تلك المطروحة لكل طفل، ولكل إنسان يحيا حياة طبيعية، سلبوا كل هذا وأكثر، ليعلموا العالم أن الكبار والعمالقة أعمارهم في غزة مختلفة، تقاس بعظمة شعب وعظمة نضال وتضحية، تضحية بحياة لا بلعبة أو رحلة أو هدية كما أطفال الدنيا..

نادوا كثيرا، وصرخوا بحثا عن صوت غير أصواتهم التي تعود لمسامعهم على هيئة صدى، لكن لا حياة لمن تنادي، ولا حياة لمن تستصرخ، وتبحث لديهم عن الأمن والسلام، وحماية الطفولة التي تغنّى بها العالم، لكن يبدو أن الطفل في غزة وفلسطين صنّفه العالم بأنه ليس طفلا، وأرى كما يرى الجميع هم أيضا تنازلوا عن طفولتهم لمن يرى بأن الطفولة حكرا عليه وعلى أطفاله، يعيشون ساعاتهم وهم يدركون أن صباحهم ربما لن يأتي، ويومهم سينتهي إمّا شهداء أو مصابين، أو تحت الأنقاض.

كيف لهؤلاء أن يكونوا أطفالا، وكيف لهؤلاء وقد عاش الآلاف منهم وقد فقدوا أجزاء من أجسادهم، وأفرادا من أسرهم، بحثوا عن آبائهم وأمهاتهم بين أجساد ضحايا الحرب المدمّرة، وقد حملتهم أكفّ الأطباء بحثا عنهم، وهم العاجزون عن السير لسنهم الصغيرة، أو لبتر قدميهم، يبحثون دون جدوى، فمن يبحثون عنهم شهداء عند ربهم يرزقون، هؤلاء هم أطفال غزة، أو عمالقة غزة.

صوت أطفال غزة يرعب الاحتلال الإسرائيلي، ويخيفه فهو على مسامعهم زئير أسود، لذا تستهدفهم آلة الحرب، لعجز الاحتلال، فلا تقاس القوة بقتل طفل ولا بقصف مدرسة أو مستشفى، فهو الخوف بعينه، وهي الهزيمة التاريخية من تضع الطفل ندّا لأكثر الأسلحة خطورة وقوة في العالم، صوت أطفال غزة يخيفهم ويشعرهم بضعفهم وهزيمتهم، صوتهم يهزم الاحتلال.

لم يستجب لصرخات أطفال غزة أحد، لم يجد من يقف لجواره داعما سوى الأردن، الذي قدّم بكل ما أوتي من حبّ خدمات صحية واغاثية وصحية وطبية، واضعا المستشفى الميداني بخدمات صحية كاملة تنبعث منها رائحة الوفاء، وتتخللها تفاصيل الإنسانية والأخوّة، والوقوف قولا وفعلا مع أطفال غزة ورجالها ونسائها، ومسنيها، ليكون الأردن كما اعتاد عليه الغزيون بكتفهم سندا وداعما ومجيبا لنداءاتهم.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :