-

كتابنا

تاريخ النشر - 14-11-2023 10:02 AM     عدد المشاهدات 102    | عدد التعليقات 0

إذ أدعوك إلى سيرة المعمدان

الهاشمية نيوز -
تم نسخ الرابط

(إلى محمود درويش)
علي حسن الفواز/ العراق

لن تكتفي بالحروبِ الصغيرةِ، كنتَ تُفكرُ بالتفاصيل،
تشتري لها زمناً او مدناً، تنزلُ في باحاتها، تُبادل اولادها الحنين،
تدوّنُ ما تيسّر لهم من القصصِ القديمة.
تدعو «سرحانَ» الى فنجانِ قهوة، تمارسُ طقوسَك في «مديحِ الظل العالي» ترفضُ « أن تتركَ الحصانَ وحيدا» بعد أن سرقَ البغاة/ الطغاة العربات، وزرعوا الشارعَ بالفخاخ...
تشتري لـ»الغريبةِ سريرا» من القصبِ، ترشّه بالزعفران والكافور،
ورائحةِ الأنثى...
أيها الصاحبُ، خُذْ ما تبقّى من الوقتِ،
وعلّق على يافطات المدنِ اسماءَ من عبروا أو رحلوا..
أيها الصاحبُ الواقفُ في حنجرةِ الوقتِ،
ماذا ستفعلُ، وايامُك تُهرّبُ مثل البهارات والبخور ومعاطف المحاربين؟
ماذا ستكشف عن اسرار حربٍ ظللتْ خطاكَ بالسوادِ؟
تركتْ لك «البرابرةَ» عند أبواب يافا وحيفا،
تندسّ في «حضرةِ الغيابِ» كي توقظُ ما تبقى من» ذاكرة النسيان»
تحلمُ بـ»حاضرٍ» أنيقٍ، وأفقٍ لا يأخذه الجندُ الى العتمةِ.
أيها الصاحبُ
مُنذ أنْ خرجتَ الى الموتِ، وأنت تُهذّب لغتك، كي لا يغتصبها
المُحتلُ كالأرضِ، لذا كنت تقرأُ التعاويذَ تطهيرا وخلاصا.
تُفكّر بحكاياتِ البلادِ، تؤجّر لها قصصا من الهند والسند،
حتى لا ينام الأولادُ المهروسون من الخوفِ،
ولا يصدقون حكايةَ الحجرِ الذي يهبطُ من سماءِ المعمدان..
إذ تعمدوا بالدم، فعلّقوا الحكايةُ على الفراغِ، مثلما علّقتها الطائراتُ على الغيم.
ما كان لك أنْ تُفكّر بالدليلِ اليك، أو بموتِكَ قليلا..
فأنت مكشوفٌ مثل قمرٍ وطني، يغسله الابناءُ/ العشاق بالقصائد التي لا تشبه المنفى، قصائد للسيرةِ، لـ»المريامات» اللآئي غادرنَّ النخلة والمواعيد، ل «يوحنا» الذي كان يصدّق النبوءة
المعمدانُ خرج من الماء المُقدّس، ليُعمّد الاولاد الهاربين
من الغيم الأبيض، إذ ترّشه الطائراتُ كي تغسل السماءَ
بالفسفورِ الذي يشبهُ الغيمُ تماما..
أيها الصاحب، افتحْ للمعمدان ذاكرةً قديمة،
لا تجعله مغلولا للمراثي، هو قرين «يوحنا»
يبحثُ مثلكَ عن بلادٍ شائهةٍ، أو ضائعة،
اجعله يشاطرك الليةَ أحزان الغيم، وطقوس التطهير،
يبكي احزان المجدلية، لأنه يدركُ سرَّ الاخطاء،
وسرَّ الخطايا،
إذ يبكي حرائق الأولاد، وهم يتركون رؤوسهم للطائرات، ليرجعوا الى
حكايةِ الطينِ والدم والماء،
فالخلقُ هنا، سيرةٌ للمدنِ المذبوحةِ، والحدودِ الطليقةِ للبرابرة،
أولئك الذي أوهموا كافافيس بغواية الانتظار..
يا كافافيس برابرتُنا ضلوا الطريق إلى ايثاكا،
وجاءوا إلى المعمدان ليغسلوا الأولاد بالتيزاب
والغيم الابيض....






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :