الحاقة

الهاشمية نيوز - محمد غريز

عيونٌ إليها ناظرةْ
نثرتْ في كلِّ ناحيةْ
صدى صوتيَ مناديةْ
هَزَزْتُ كيانهم بأفعاليهْ
بَعثَرْتُهم «كعهنٍ منفوشٍ» مُتناثرةْ
***
شُعاعُ أملٍ يلوحُ في الأُفق
حتمًا سأجدُ صلاحَ الدِِّينِ أماميَهْ
يشُّدُّ عَضُدي فلا أهابُ العاديةْ
يحرِّرُ باحاتي لِتبقى آمنهْ
فأرتادُ مسجدًا
وأزورُ أخًا وقريبًا وصديقًا
أذهبُ إلى مدرسةٍ وجامعةْ لأقرأ كتابيهْ
فلا أتعثَّرُ بطاغيةْ
عذرًا يا عَالَمُ، ألا تعرفون أنَّ اسميَ اليَمامةْ؟!
***
وبحرقةٍ ذَرَفتُ أَدمُعًا حتَّى بُلَّتْ ثيابيهْ
غضبًا، وألمًا، فأطلقْتُ صرخةً نابهةْ
حتمًا سألقَى المعتصمَ أمامية؟!!
وااااعجباه
أتريدون محوَ ملامحي البهيّةْ
لأنِّي قد أعتليتُ الرَّابيةْ
صامدة مدى التَّاريخ في وجه العاديةْ
مُشرِفة على زُرقةٍ كما السَّماء صافيةْ
لا تهزُّنِي الرِّيح العاتيةْ
***
آآآآآآآهٍ ثمّ آآآآآآآآآهٍ
الآنَ، الآنَ عرفتُ
لماذا بعضُ الوجوهِ ليسَتْ إليَّ ناظرةْ؟
لَنْ أطمِسَ هُويَّتي المحفورة في أعماقيهْ
لا أتنازلُ عنها وإنْ عصفَتْ بي ريحٌ صرصرٌ عاتيةْ
سأبقى على الهضاب وفي السُّهول وأعالي الرَّبيةْ
لنْ أبحثَ عن مأوًى أجدُ فيه هنائِيَةْ
حتَّى أعصِفَ بهدوئي الخناجرَ الغادِرةْ
***
أيُّها الطَّاغيةْ
لِتبحثْ ورائيَةْ
ولِتنْهَشَ جَسَدِي مِنْ قدمِي حتَّى لِسانيَةْ
سَأبقَى لقضيَّتي ثائِرةْ
ولنْ أَكونَ مَسلُوبةَ الإرادةْ
لا أُريد أنْ يُدركَني من قَضْمها وخَضْمِها الظَّالمةْ
من يريدُ أنْ أكون استسلاميَّةً؛
مؤمنَةً أنِّي سَأبقَى اليمامةْ
***
وبلوعةٍ استيقظتُ
صحوتُ مَسبوتَةً
وبعضُ نَاظِرِي مُسْبِتٌ
ولسانِي يَلهَجُ:
لا ويلَ لي
بل الويلُ لهم
لماذا تركوا وحيدةً اليمامةَ ؟؟!!
***
صوتٌ يهتفُ من وراءِ حِجابِيَهْ
لستِ وحيدةً يا يمامةْ
الله اختاركِ حُرَّةْ
للعالمين أجملُ عِبرةْ
سيعود جيشٌ محمَّدٍ
ليدكَّ أسوارهم، فتصبحَ كَأعْراشٍ خاوِيةْ
صيحاتُ «الله أكبر»، وأجراسُ العودة المُتعاليَةْ
تنْبِئُ أنَّ الله سَيُنجزُ وعدَهْ
وسينصرُ عبادَهْ
وسَيُعيد للإسلامِ عَهدَهْ
فلا تذرفي دموعًا عابرَةْ
أنتِ جبلٌ، أسْمِعِينِي موعظةً وعبرةْ
علِّميني بأنَّ الوطنَ هُويَّةْ
منقوشَةٌ أوشامهُ في أعماقيَهْ
***
حاقَّةٌ ثارتْ فجر سبتهم مُفزعةْ
بَكُوا لقرعها فتناثرتْ أشلاؤُهم
«كأنَّهم أعجازُ نخلٍ خاويةْ».