غَـــــزَّةُ العِـــــزِّ

الهاشمية نيوز -
الدكتور عبدالرزاق حسين

عِقْدُها البحرُ تاجُها الزَّيْزَفونُ *** وجهُها النورُ في الدَّياجي يَبينُ
قَدُّها الشَّوْقُ صوتُها كرنفالٌ *** عذبة ُ الريقِ قولها موزونُ
سحرُها يفتنُ القلوبَ ويَصْبو *** لهواها المتيّمُ المفتونُ
لحظُها السِّحْرُ بابليٌّ تمنّى *** مَنْ يراها أنْ تَفْتديها العيونُ
ريقُها الشَّهْدُ جَنْيُهُ وَشَذاهُ *** قدْ أباحَتْهُ مَنْ حِماها يَصُونُ
أَرَجُ الطِّيبِ فَوْحُها وَنَداها *** وعلى الصَّدْرِ لُؤْلُؤٌ مكنونُ
ذِكْرُها المجدُ عِطْرُها أَرْيَحِيٌّ *** هيَ للدَّهْرِ غُرّةٌ وَجَبينُ
حِضْنُها الأَمْنُ دافقٌ بحنانٍ *** في الملمّاتِ زُبْيَةٌ بلْ عَرينُ
رِقَّةُ الوَجْدِ في الثَّنايا وفيها *** جرأةُ الأسْدِ إنْ عَراها خَؤونُ
بيمينٍ تَسْقي الأحبّاءَ شَهْداً *** وشمالٍ على العِدى لا تهونُ
هيَ كالنَّحْلِ شَهْدُها لحبيبٍ *** ولأعدائها السُّمومُ مَنونُ
كَيَمامِ الحمى حَنانا مُذاباً *** وهيَ كالصَّقْرِ صَلْبةٌ لا تَلينُ
طلعةُ النَّصْرِ تَقْتدي بِرُؤاها *** وبأنوارِها تُضيءُ الدُّجونُ
عَجِبَ النَّاُس مِنْ وَصْفِها ثمَّ قالوا *** أَهُوَ العِشْقُ والجنونُ فنونُ
أيُّ لُبٍّ يُجيزُ وَصْفَكَ هذا *** إِنَّ خلفَ الأكام شيءٌ دفينُ
فاجْلُ عَنْها خِمارَها وأَرِحْنا *** ساوَرَتْنا لأَجْلِ ذاكَ الظُّنونُ
قَدْكَ غالَيْتَ فاتْئِدْ إنَّ أُنْثى *** بِصِفاتٍ كَهذهِ مَنْ تَكُونُ؟
غَزَّةَ العِزِّ كَأْسُها حَنْظَلِيٌّ *** تُلْعِقُ المُرَّ مَنْ بها يَسْتَهينُ