-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 31-10-2023 10:33 AM     عدد المشاهدات 261    | عدد التعليقات 0

فلسطين عندما تكون في الوجدان

الهاشمية نيوز -
خلدون ذيب النعيمي


أتذكر يطفولتي والدي رحمه الله جيداً عندما كان يسأله ضيوفه عن أثر العيار الناري في قدمه فيجيبهم والغبطة تملؤه بانها وسام عزيز ناله اثناء اشتراكه كجندي في الجيش العربي الاردني في معركة باب الواد في القدس الشريفعام 1948م م والتي باعتراف الخبراء العسكريين ومن ضمنهم قادة العصابات العسكرية الاسرائيلية يذكرون للجيش الاردني في هذه الحربدوره في الحفاظ على المدينة المقدسة من الاحتلال حيث أسر فيها قادة الجيش المعادي ومن ضمنهم ارئيل شارون وزير الحرب ورئيس الوزراء بعد ذلك ، واذكر ايضاً الرجال بترويدة افراحهم عندما كانوا يغنون « وزغردت كل نشمية و فرعت كل مستورة فلسطين العربية « ومعروف عند العرب ان زغرودة المرأة وبيان شعرها في مواقف القتال يبعث الحماس والحمية بالقتال عند الرجال ، ولا يزال بالبال ايضاً قصيدة احد المسنين التي سمعتها مؤخراً في منطقة الرويشد بأن « كل الزين برام الله اللي ورا القدس من غادي « حيث عرفت رام الله بطيب هواءها وجمال ومناخها وعذوبة مياهها حيث نالت لقب مصيف الاردن بجدارة ، اما نشيد الطفولة « فلسطين داري ودرب انتصاري « وبرنامج الراحلة كوثر النشاشيبي الاذاعي رسائل شوق والذي يطمن الاهل على جانبي النهر المقدس بأحوالهم والذي تعثر تواصلهم وقتها بسبب الاحتلال ، فكل ذلك يؤكد ان فلسطين هي بالنسبة للأردنيين اكثر من جار عربي تعرض شعبه لاغتصاب وطنه بسبب المكائد الاستعمارية بل جوهرة تعيش فيه قلباً وقالباً فلا تتعجب ان سمعت هذا المسن من قلب البادية الاردنية وهو يحدثك عن فلسطين وذكرياتها والدموع تملأ عينيه والآهات تفجر صدره .
أثبت التاريخ انه عندما يتصدر المشهد الفلسطيني والقدس درتها الحدث يخفت اي اهتمام للأردنيين بالمواضيع الاخرى ففلسطين من المواضيع الرئيسية التي يتفق عليها الاردنيين ومنذ اندلاع العدوان على قطاع غزة كان اخباره على راس الاولويات في وطن استشهد مؤسسه في باحات المسجد الاقصى حيث طوت كل الاهتمامات التي شغلت الرأي العام الاردني ،فالجرح الفلسطيني هو جرح في القلب بالنسبة لكل اردنيوالعمل على وقف نزيف الدم بيد عدو يضرب بعرض الحائط كل اخلاقيات الصراع والحروب ويحميه فيتو امريكي دائم من اي مساءلة دولية هو اولى الاولويات الى جانب ضرورة فضح العدوان وهمجيته واهمية اخضاعه للمساءلة بعيداً عن الدعم الغربي الذي زعزع ثقة الشعوب بالقانون الدولي والذي يراه الكثيرون انه اصبح اداة لتنفيذ السياسات اكثر منه منهجاًلإحقاق الحق .
القصة ليست قصة رمانه بل هي قلوب مليانة كما يقول المثل الشعبي الذي يجول بذهنيعندما تصدر الاقوال التي تشكك بمواقف الاردن وجيشه خلال العدوان الحالي على غزة ، حيث تصدرت السياسة الخارجية الاردنية بإشراف شخصي ومباشر من جلالة الملك عبدالله الثاني الجهود والتي يراد منها نتائج تخدم الشعب الفلسطيني المكلوم وتوقف العدوان عليه و تنهي الحصار الجائر على قطاع غزة ، وذلك بعيداً عن الجعجعة التي لا تنتج طحيناً والتي تبرز كعنتريات و ظواهر صوتية اثبت تاريخ القضية الفلسطينية أنها عمقت الجرح والمأساة لشعب تعرضت قضيته للمتاجرة من هذا وذاك .
سلاماً على غزة واهلها الذين عروا بجراحهم وصمودهم النفاق والكذب العالميو الأمر المهم هنا الذي يتحدث فيه اغلب المطلعين ان القانون الدولي والذي اهتز بقوة في مبادئه لن يكون كما كان قبل السابع من تشرين الاول و إن غداً لناظره لقريب .






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :