-

كتابنا

تاريخ النشر - 26-10-2023 09:33 AM     عدد المشاهدات 90    | عدد التعليقات 0

نصان لغزة

الهاشمية نيوز - نص لا بُد منه

رؤى الحوامدة

في عام 2004 شيدت إسرائيل مدينة محاكية للمدن العربية في صحراء النقب وبعد عامين في 2006 أطلقوا على هذه المدينة اسم «ميني غزة» وصارت المدينة الشبح مماثلة تمامًا لغزة، بشوارعها وبيوتها ومساجدها، وجرى تدريب جنود الاحتلال على القتال فيها.

وفي حرب 2008 ظنّ الاحتلال أن كل شيءٍ مهيأ لإيقاع غزة،

لكنها لم تسقط، فهناك أشياء كثيرة لا يستطيع الاحتلالَ محاكاتها والتحضرَ لها.

أمس كنت أُكلم صديقتي، لكن الفرق بينها وبين أي صديقٍ آخر أن «هيا» في غزة.

كنت اطمئن عليها باستحياء، فالكلام يقف عاجزًا ناقصًا مقصرًا مهما حاولت،

تقول لي: نحن بالشمال في تلك المنطقة المهددة بالابادة، واليوم وصلنا تحذيرٌ خاص لإخلاء الحي الذي نسكنه،

لكننا بالطبع لن نغادر.

حبستُ دموع الفزع، وبدلًا من محاولة طمأنتها هدأتني هي...

ثم قالت: لا تخافي الله الحامي.

رغم أننا نسترق الكهربا لدقائقَ من بقايا شحن البطاريات والمولدات، ورغم انعدام الماء بل وحتى انعدام الهواء بسبب الكميات الهائلة من الكبريت والفسفور في الجو، ناهيكِ يا رؤى عن أن ندب القلوب توسعت وتقرّحت فكل من ظلّ حيًا هنا قد فقد حبيبًا وصديقًا وزميلًا.

لكننا لن نغادر منزلنا، حتى لو قصفوه فوق رؤسنا، فلا منزلًا لنا سواه ولا مكانًا لنا غيره.

هذا ما لا تستطيع اسرائيل محاكاته، لا يستطيع جيشها الذي تزعم أنه لا يقهر محاكاة فكرة الوطن، ولا تستطيع تكنولوجياتها المتطورة التي تصنع قِبابًا حديدة وصواريخَ وفسفورًا أبيضَ؛ لتحارب طائرة شراعية يدوية الصنع، لا تستطيع صُنع فكرة المنزل، ولا تستطيع مهما حاولت محاكاة فكرة الوطن.

يحدث الآن

هاشم غرايبة

صرت جداً متفرغا لسرد الحكايات

يلتم حولي الصغار فأقص عليهم حكايات تبعدهم عن الشاشات اللامعة

أحدثهم عن المغارات العميقة والجبال الشاهقة

عن بلاد العماليق والاقزام

عن الغيلان والساحرات

عن الجن والملائكة

***

اليوم تجمعوا حولي

كانت عيناي مثبتتين على الشاشة اللامعة

ولم أقل شيئا

قص الأحفاد علي قصصا رائعة عن أبطال المقاومة في فلسطين

و حكايات موجعة عما فعله الصهاينة بغزة

وثحدثوا عن أطفال يطيرون

وعن انفاق يخرج منها العماليق

ورسموا علامة نصر كبيرة

ثم غنينا لفلسطين




وسوم: #نصان#لغزة


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :