-

كتابنا

تاريخ النشر - 10-10-2023 12:24 PM     عدد المشاهدات 124    | عدد التعليقات 0

زمن ما زال بالذاكرة

الهاشمية نيوز - «نبيل عماري»

زمان كانت الصورة سوداء وبيضاء، ولكنها كانت تملك الفرح والطيبة والأناقة في كل شيء، ولا تزال صور تلفزيون وسينما زمان واغاني الأبيض والأسود وحتى الكاميرات القديمة السوداء والكبيرة بحجمها والفلاش الذي تحمله الكاميرا والصور الموجودة لا تزال كل صورة بالأبيض والأسود لأهلك أو لأقربائك في ألبوم العائلة، لها ذكرى جميلة ترسلك لزمن الأناقة والرقي والرازانة في المدارس والجامعات والمدرجات وحتى البدلة كانت تمتلك أناقة وقماش جوخ انجليزي وخياط تذهب عنده عدة مرات بروفة، حتى يتم إنجاز البدلة وحتى أفلام الأبيض والأسود بين أربعينيات وخمسينيات وستينيات القرن الماضي كان لها رونق خاص، وكل أغنية مصورة بالأبيض والأسود لمطرب كبير أو مطربة ينتميان للفترة الزمنية ذاتها، كلها لا تزال تمتلك سحرا خاصا في إثارة مشاعر الناس، الذين سرعان ما يتنهدون حين يرونها ويترحمون على أيام ذاك الزمن الجميل بكل تفاصيله ويقولون: «سقى الله تلك الأيام». سقى على أيام أسماعيل ياسين عبد السلام النابلسي وضحكة حسن فايق والقصري والشاويش عطية وأغاني فريد الأطرش « بساط الريح « وجميل جمال والربيع وأول همسة والحياة حلوة ويا بو ضحكة جنان وعبد الحليم حافظ الحلوة الحلوة وتوبة وبتلموموني ليه وأول مرة تحب يا قلبي وأغاني أسمهان يا بدع الورد وقهوة وعبد الوهاب يا وابور قلي رايح على فين ويا وردة الحب الصافي وهان الود ونازك كل دقة بقلبي ومحمد قنديل يا حلو صبح يا حلو طل ولننظر لحفلات أم كلثوم وجمهور حفلات أم كلثوم جمهور مستمع، ولباس وبدلات جميلة وأناقة وحتى نصل إلى تلفزيون الأبيض والأسود وأسكشات ومسرحيات فيروز ومسلسلات ما تزال في ذاكرتنا مثل شجرة اللبلاب وبنت الحتة وفارس ونجود ووضحة وابن عجلان وسيارة الجمعية وحي باب العامود والظاهر بيبرس ومسلسلات دريد لحام مقالب غوار مروراً بحمام الهنا وصولاً إلى صح النوم وملح وسكر وذاكرة أغاني فهد بلان يا شوفير وجس الطبيب ويا سالمة وموفق بهجت يا صبحا وأغاني ميسون الصناع وعبده موسى وسلوى وسميرة توفيق وغيرهم وهنا السؤال هل كان ذاك الزمن الجميل جميلا حقا؟ أم هو الحنين الذي يجعل الإنسان يتعلق بالأمس الراحل ليصبح ذكرى جميلة من ذكريات زمن جميل ولكن ما الفرق بين فناني الزمن الحالي فهم نجوم اللحظة الذين يصنعهم الإعلام وسرعان ما تلتمع نجوميتهم وتنطفئ أما فنانو الزمن الجميل فما زالت أصواتهم ترندح ولا تنسى ولا زال عبد الحليم حافظ وفايزة أحمد ونجاة ومحمد رشدي ووديع الصافي ونصري شمس الدين وصباح وتوفيق النمري وعفاف راضي ووردة وحتى كلمات توفيق الدقن ما زالت تردد ألو يا أمم وهبكة وعبد السلام النابلسي بجم وفليمون وهبه بسيطة ولنعود لصور الزمن الجميل تجد أناقة في الملابس باختلاف طبقاتهم الاجتماعية، الجميع اعتنى بهندامه إلى درجة ملفتة للنظر ليس من أجل الصورة فحسب، بل إن الأمر يشير إلى ثقافة اجتماعية كانت سائدة وتتطلب الاعتناء والحفاظ على المظهر الجمالي العام. ولم ينحصر هذا الحفاظ على المظهر الجمالي على الثياب فحسب، بل تعداه وشمل أناقة البيوت وأثاثها وتصميمها الداخلي والخارجي معا، بأثاث بسيط وحتى قوارير الزريعة كانت تملك الرقي والبساطة تنكات مزروع بها قرنفل وثم السمكة وريحان وخبيزة فرنجية وعطرة

الصورة من ستينيات القرن الماضي ومباراة كرة قدم






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :