غزَّةُ .. أَرْضُ العِزَّةِ

الهاشمية نيوز - سعيد يعقوب

أوْقِدْ جرَاحَكَ فِيْ الظَّلام سِراجَا

وَاضْفرْ مِنَ الأشْواك تاجًا وانْتَصِبْ

وَاحْفرْ طريقَكَ في الصُّخور ِتَحَدِّيًا

وَاعْضضْ عَلى الجُرْح ِالعَميق ِبعِزَّةٍ

يَا ابنَ القِطاع ِ قِطاع ِ غَزَّةَ أحْرَجَتْ

يَا ابنَ القِطاع ِ وَلسْتَ تَملُكُ حَاجَةً

يَا وَاقِفًا لِلمَوْج ِ وَحْدَكَ قُلْ مَتَى

رَوِّجْ عَليْنا مَا جَمَعْتَ مِنَ العُلا

وافْتَحْ لنَا بَابَ الشُّمُوخ ِ فَإنَّهُمْ

واشْرَحْ لنَا أُسُسَ الكَرَامَة ِ رُبَّمَا

وانْثُرْ عَليْنَا مِنْ يَمِينِكَ عِزَّةً

واعْزِفْ نَشيدَكَ إنَّ عَزْفَكَ مُذْهِلٌ

وَارْفَعْ جَبينَكَ كَوْكبًا وَهَّاجَا

زَهْوًا عَلى هَام الكَواكِبِ تاجَا

وامْلأ عُيونَ الشَّمْس ِمِنْكَ عَجاجَا

إنْ شِئْتَ للجُرْح ِالعَميق ِعِلاجَا

فُصْحى فِعالِكَ صَمْتَنا إحْراجَا

لكَ أنْتَ أمْسى كُلُّنا مُحْتاجَا

خَشِيَتْ صُخُورُ الشَّاطِئ الأمْوَاجا

فلعَلَّهُ فينا يُصيبُ رَوَاجَا

قدْ أوْصَدُوا دُونَ الشُّمُوخ ِ رَتَاجَا

مِنْ بَعْدِ شَرْحِكَ نَفْهَمُ المِنْهاجَا

ضَرَبُوا جِدارًا حَوْلَهَا وَسِياجَا

كَمْ رَاقَ مَنْ يُصْغِيْ لَهُ وَأهَاجَا

يا بنَ القِطاع ِ اصْعَدْ عَلى الأَلَم ِالمُمضِّ وَمِنْهُ شُقَّ إلى السَّنَا مِعْراجَا

وَأذِقْ بَنِيْ صَهيونَ كَأسًا مُرَّةً

ظنُّوكَ عَذْبًا سَائِغًا فَإذا بِهِمْ

لا لَنْ تَذِلَّ وَلَنْ تَهُونَ وَإنْ هُمُ

ليْسَ ابْنُ آوَى بالقَوِيِّ وَإنَّمَا

والذِّئْبُ لمْ يَظفَرْ بِنَيْل ِ مُرَادِهِ

والخَصْمُ لا يُثْنيهِ عَنك تلطُّفٌ

ليْسَتْ دُوَيْلَتُهُمْ سِوَى أكْذوبَة ٍ

هِيَ كالزُّجَاج ِ فلَوْ نَظَرْتَ مُحَدِّقًا

لوْ رُحْتَ تَكْشِفُ عَنْ حَقيقَةِ أمْرِهَا

أضْغَاثُ أحْلام ٍ وَوَهْمٌ زَائِفٌ

لَفَظَتْهُمُ الدُّنْيا فجَاؤُوا فِي الدُّجَى

لا عَهْدَ عِنْدَهُمُ وَمَا مِنْ مَوْثِق

وَسَيَرْحَلُونَ كَمَا أتَوْا فَبِلادُنَا

هذا هُوَ التَّاريخُ فاقْرَأْ سِفْرَهُ

لا ظالمٌ يَنْجُو فمَا مِنْ ظالِم

قُلْ لِلَّذيْ يَبْنِيْ عَلى رَمْل ٍ مَتَى

يَا أيُّهَا الشُّهَداءُ طُوبَى لِلَّذيْ

هذا الدَّمُ الجَاريْ شُعَاعٌ سَاطِعٌ

كانَ الهَوَانُ لِمَا حَوَتْهُ مِزاجَا

يَتَجَرَّعُونَ عَلى يَدَيْكَ أُجَاجَا

حَطَمُوا العِظامَ وَقَطَّعُوا الأوْدَاجَا

يَقْوَى إذا كَانَ الخُصُومُ دَجاجَا

لوْ لمْ يُصَادِفْ فِي اللقاءِ نِعَاجَا

إنْ لمْ تَرُدَّ عَليْهِ زَادَ لَجَاجَا

نُسِجَتْ وَكَانَ خَيالُنَا النسَّاجَا

لَكَسَرْتَ مِنْهَا بِالعُيُون ِ زُجَاجَا

لَوَجَدْتَ مِسْخًا شَائِهًا وَخَدَاجَا

لنْ يُنْتِجَا غَيْرَ السَّرَابِ نَتَاجَا

مِثْلَ اللصُوص ِ لأرْضِنَا أفْوَاجَا

مِنْ كُلِّ أرْض ٍ أُخْرِجُوا إِخْرِاجَا

تَأبَى الغُزاةَ وَتَطْرُدُ الأعْلاجَا

وَعَليْهِ قِسْ وَاسْتَنْتِج ِ اسْتِنْتَاجَا

إلا وَأوْسَعَهُ الزَّمَانُ مُجَاجَا

حَمَلَتْ رِمَالٌ قَبْلَكَ الأبْرَاجَا

رَفَعَ اسْمَهُ فَوْقَ الخُلُودِ سِرَاجَا

نَسْريْ عَليْهِ وَنُبْصِرُ المِنْهَاجَا