-

كتابنا

تاريخ النشر - 10-10-2023 12:21 PM     عدد المشاهدات 109    | عدد التعليقات 0

حتى تضع الحرب أوزارها

الهاشمية نيوز -
بشار جرار

هذه الحرب ستنتهي مهما طالت ربما حتى نهاية الشهر الجاري. انتصر طوفان الأقصى أو السيوف الحديدية انتصرت كلتاهما عملية عسكرية لها حساباتها السياسية. قرار الحرب لم يأت بغتة، وإن كان الهجوم في بعض تفاصيله أو كلها صاعقا، بل كان يطبخ على نار هادئة، قبل أن «يفور التنور»..

مرت عليّ مهنيا وليس معيشيا حروب كثيرة. ما زلت أذكر الرهبة والهيبة التي خلفتها أول حرب عشت تفاصيلها وراء الكواليس، شيئا فشيئا حتى عشتها أمام الكاميرات في الاستوديو والميدان. تغطية الحرب واحدة أيا كانت مقيتة، لا شيء فيها يفرح وإن سرت بعض المشاهد الناظرين إلى حين، وجميعهم مهما تحمّسوا، متفرجون.

فما أن تضع الحرب أوزارها حتى يفسح المجال أمام العقلاء ليقولوا شيئا، أو لعله يرجع كثير من أطرافها إلى ما قيل لهم مرارا وتكرارا على أمل تفادي انزلاق تقطّع وانقطاع التواصل إلى حد سوء الفهم، فسوء الظن، فالصدام. المعارك السابقة بين الطرفين لم تحدث بينها قطيعة أبدا. التفاوض كان مستمرا وإن كان غالبا عبر وسطاء إقليميين.

ورغم أنه «لا تزر وازرة وزر أخرى» إلا أن الأوزار تحمّل بعضها بعضا في الحرب الدائرة رحاها الآن بين إسرائيل وحماس، وسط مخاوف حقيقية من ضربات مباشرة أو غير مباشرة قد تكون وشيكة لراعيتها إيران وحليفها حزب الله اللبناني وفصيل من الحشد الشعبي العراقي.

من الأوزار التي تعطل من وضع الحرب لأوزارها أيضا ما يدخل في إطار سوء قراءة الموقف الدولي خاصة العواصم المؤثرة وعلى رأسها واشنطن. من أخطر ما ورد في ردود الأفعال الأمريكية هي وصف ما جرى في السابع من أكتوبر باعتداء بيرل هاربر بحسب تعبير كيفين مكارثي رئيس مجلس النواب المعزول، الأمر الذي دفع سفيرة أمريكا السابقة لدى الأمم المتحدة والمرشحة الرئاسية نيكي هيلي بالدعوة إلى «الإجهاز» على حماس.

الجو العام الأمريكي والإسرائيلي خاصة التصريحات المشابهة الصادرة عن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الذي ذكّر بخدمته عندما كان قائدا للمنطقة الجنوبية في التعامل مع حماس، تشير إلى أن الحرب ما زالت في بداياتها كما يتوعد الجانبان بعضهما بعضا. وقد لا يكون معقولا على أي طرف ثالث، أيا كان موقفه من المتحاربين المباشرين اللذين اتخذا قرار الحرب، تحمل أوزارها التي بدأت تلوح بنذر تداعيات أمنية واقتصادية في غاية الخطورة الأمر الذي يفسر هذا الحرص على احتواء انتشار النيران إلى الضفة الغربية والقدس أو الجبهة الشمالية.

من الحكمة العد كما يقال للمليون قبل الإقدام على أي خطوات غير محسوبة بدقة، أو بالاتجاه الخاطئ. الحرب ليست نزهة. وكفى بحروب المنطقة السابقة واعظا لكل طامع أو طامح «سياسي» بالتفكير في عواقب الأمور. النصر والهزيمة، يقاس دائما بخواتم الأمور لا مجرياتها الآنية، طوفانا كان أم سيوفا. من يحقق حلا سياسيا يحول دون معركة أخرى ولو بفارق نصف قرن، هو المنتصر الحقيقي. والله ولي التوفيق لذوي الإرادات والنوايا الصالحة..






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :