-

كتابنا

تاريخ النشر - 06-10-2023 09:38 AM     عدد المشاهدات 136    | عدد التعليقات 0

يــا ربُّ إِنــــــي صابـــرٌ

الهاشمية نيوز - محمد مثقال الخضور
الصبرُ أَن يقفَ الزمانُ مـحايدًا
كي تعبرَ الـخيباتُ نـحوَ جحورِها
في الذاكرةْ
***
بِـهدوءِ ليلٍ حينَ يُذبحُ صابرًا
في الفجرِ قُربانًا لشمسٍ
كاسرةْ
***
وبِـحُزنِ قافلةٍ تُلمْلِمُ بؤْسَها
مـمَّا تساقطَ عن ظهورِ جِـمالـها
تلكَ التي طُعنتْ خلالَ رجوعِها
في الـخاصرةْ
***
الصبرُ أَنتَ ولا مسافةَ بيننا
وقتَ انغماسِ الروحِ في أَواجعنا
***
كم قلتَ لـي:
لا أَهلَ لـي
كي يـحتفوا بـجنازتي
***
لا صولـجانَ بِكَفِّ جَدِّي
كي يُوزِّعَ سيرتي
بعدالةٍ فوقَ السطوحِ
إِذا انتهيتُ حـمامةً
ماتتْ على دربِ السلامِ لأَنَّـها
حين التقى الـجَمعانِ كانتْ
قاصرةْ
***
لا مـجدَ لي
كي أَكتبَ التاريخَ فوقَ سحابةٍ
فلقدْ كَـنَـزْتُ من الـهزائِمِ ما سيكفي
كي أُصادقَ – من حياتي – الذكرياتِ
الساخرةْ
***
لا قلبَ لـي
إِلا الذي جابَ البلادَ
بِطولِـها وبِعرضِها
خَبِرَ العبادَ كبيرَهمْ وصغيرَهمْ
عاشَ الـحياةَ بـحلوِها وبِـمُرِّها
متمرِّدًا مُتشاقيًا متكبِّرًا
ثم استفاقَ من الـجنونِ فَصادرتْهُ
الساحرةْ
***
لا ريحَ تـحملُ ما تقولُ حكايتي:
لقبيلتي
لِشُجيرةِ الـخروبِ قبلَ مـماتِـها
ولغرفةٍ بقيتْ
من البيتِ القديـمِ وحيدةً
ومُكابرةْ
***
للخبزِ في الطابونِ حينَ يَـعُضُّني
جوعُ القُرى أَو موتُـها في فَقرِها
من دونِ تكفينٍ يُـجمِّلُ عُريَها
في الآخرةْ
***
للصبرِ حينَ يَـؤُمُّني بصلاةِ عمري
للدعاءِ على الـمَواجِعِ والـجراحِ
الغائرةْ
***
للأَرضِ تُـغرقُني برملٍ خادعٍ
مُتحركٍ كالـموجِ وقتَ صلاتِنا
فَـتتوهُ عني قِبلتي
وَيَردُّني الصبرُ العنيدُ لقامتي
ويقولُ: تَـبًّا للرمالِ
الكافرةْ
***
لِلوقتِ يَكبُرني بأَلفِ مسافةٍ
ويُـفاخرُ الساحاتِ بي
فكأَنني الصبرُ الـجميلُ بِـهيكلٍ
عاشَ الـمرارةَ في الـحياةِ ولـم يَزلْ
متأَبِّطًا شرَّ البقاءِ بِعالـمٍ
لا ينتقي بطريقنا إِلا الشقوقَ
الغادرةْ
***
يا ربُّ إِني صابرٌ
فاشهدْ
ووحدَكَ سامعٌ
صوتَ الصريرِ
على
العظامِ
الـخائِرةْ.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :