-

كتابنا

تاريخ النشر - 26-09-2023 03:27 PM     عدد المشاهدات 119    | عدد التعليقات 0

الثلاثي الصعب

الهاشمية نيوز -
هارون الصبيحي

الأول: القارئ المحترف الذكي الخبير الذي قرأ مئات الكتب وتابع وشارك في الندوات والأمسيات الأدبية النقدية والحوارية بحيث تولدت لديه الخبرة والقدرة على تمييز الجيد من الرديء والإبداع من الجيد جداً.

الثاني: الناقد الخبير المحايد الذي قرأ الأدب العربي والعالمي من نتاج أفضل أدباء العالم حتى ضعف نظره، والذي لا يجامل أبداً عندما يصرح برأيه النقدي حتى لو كان طالب الرأي أعز الناس إليه.

الثالث: الكاتب المبدع المطلع على كتابات كبار أدباء العالم.

هؤلاء الثلاثة من الصعب جداً أن تعجبهم وتدهشهم كتاباتك، هم تماماً كالإنسان المتقدم بالعمر الذي سافر في حياته إلى معظم دول العالم بالبر والبحر والجو وخالط الناس ورأى العجب العجاب فكيف سيدهشهم كلامك أو كتاباتك؟ هم قرأوا الكثير من التشويق والنصوص الرائعة والسرد الغرائبي والمثير والمدهش في كتابات عمالقة الأدب في العالم، كيف سيعجبهم كتابك الأدبي؟ من الصعب جداً إدهاش هؤلاء ونيل إعجابهم لكثرة ما مر عليهم أو قرأوا من روائع.

تقول الروائية السورية الشهيرة غادة السمان في مقالة لها قبل أكثر من عام (أنا اليوم لا يدهشني ولا يشدني شيء ما، لو رأيت ديناصوراً على نافذتي فلن يدهشني ذلك، لو رأيت بقرة تطير...)

وهنا الخطأ الذي قد يصدر من هؤلاء الثلاثة أو من أحدهم، حين يقرأون لك قد يفاضلون بين قصصك أو روايتك وما قرأوا من إبداع عالمي، قد يحدث هذا في عقلهم الباطن أو بلا إرادية، هنا قد يعطونك رأياً أو حكماً قاسياً أو غير منصف على كتابك.

في الحقيقة هؤلاء الثلاثة هم الأكثر قدرةً على الحكم أو تحديد مدى جودة وقيمة كتابك الأدبي، لكن مقارناتهم بين منتجك الأدبي ومنتج لماركيز أو تشيخوف أو دوستويفسكي أو محفوظ وجبران ومستغانمي وغيرهم من العملاقة هو خطأ وظلم.

ليس الامر متعلقا بالذوق والأذواق فقط عند الحكم إو إبداء الرأي في كتاب ونقده، بل إن كثرة القراءة والإطلاع على الإبداع ستجعل من الصعب تقبل أي جديد دون أن يتضمن إبداعاً مماثلاُ أو متفوقاً، هذا ما يجعل من بعض القرأء المحترفين والنقاد المتمكنين و الكتّاب المخضرمين يصدرون أحكاماً مجحفة على بعض الكتب الجيدة، نعم في النقد الأدبي تبيان لمواطن القوة والضعف ولكن الأمر لايتساوى بين رواية عالمية شهيرة كتبها عملاق من عمالقة الأدب ورواية لكاتب شاب، قد تكون رواية الشاب جيدة وتبشر بروائي مبدع ولكن إذا نقدناها أو عبرنا عن رأينا فيها حسب رؤيتنا للرواية العالمية الشهيرة سنظلمها وتبدو رديئة جداً، مواطن القوة والضعف بالتأكيد مختلفة بين كاتب عالمي وكاتب شاب.

في المحصلة

على الثلاثة الذين سبق ذكرهم في بداية المقالة التركيز على بوادر إو إشارات الموهبة إذا وجدت في نقدهم للكتب الأدبية، وبشكل خاص إذا قرأوا ونقدوا للكتّاب الجدد أو الشباب، حتى لو كان الكتاب فيه من مواطن الضعف الكثير ولكن إذا كان في السرد أو التخييل أو الحبكة أو البناء ملامح لموهبة كتابية مبشرة فينبغي التشجيع والدعم لا القسوة في النقد.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :